" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون"
.صدق الله العظيم
مر أزيد من أسبوع على رحيل أختنا الغالية المرحومة ميمونة بنت بلال إميجن، حيث غادرتنا الى النعيم المقيمظهر الإثنين 10 رمضان 1438ه الموافق 5 يونيو 2017م، فاختارها الرب جلت قدرته الى جواره في هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والغفران والعتق من النار، بعد صراع مع المرض لم يمهلها الكثير من الوقت،
فكانت إصابة المرحومةبذلك المرض الخبيث سنة 2013 م، حيث أجرت عملية جراحية في ثديها بعد ذلك بدأت الأمور مستقرة إلا أنه قي أواخر 2016 م ومع بداية 2017 م بدأت ملامح التعب والإرهاقوضيق في التنفس يلازمها شيآ فشيا نتيجة التهابات في الصدر حسب تشخيص طبيب الحساسية الذي أعطاها بعض العلاجات الأولية – وهنا تكمن ضعف الثقافة الطبية في مجتمعنا – حيث من المفروض أن تكون المراجعة للطبيب المختص لحالتها أولمركزالأنكولوجيا، وشاءت الأقدار أن أكون شخصيا خارج الوطن في ذلك الوقت.
وظلت المرحومة في هذه الحالة على بعض المسكنات، وعندما عدت من السفر توجهت بها الي مركز الأنكولوجيا الذي حجزها لأزيد من شهر كامل لعمل ما يمكن من العلاج الكيميائي وغيره، تعافت بعدذلك وغادرت المستشفى وتوجهت إلى مدينتنا بوتلميت مع ابنتها البارة خديجة وأختها العزيزة عيشة التي لا تفارقها في صحتها وفى مرضها، ثم توجهت أنا بدوري الى داكار في زيارة خاصة، حيث ظللت أتابع حالتها الصحية باستمرار وأبحث عن الطرق المناسبة لعلاجها.
وقد شاءت الأقدار أن يكون لي موعدا مساء وفاتها مع طبيب شاب مختص في تلك الحالات هو ابن صديقنا أبو ديوف أحد تلاميذة آل الشيخ سيدي،لنتدارس موضوع حالتها وما يمكن فعله في هذا الشأن، الى أن وصلني الخبر الصاعقة بوفاتها قبل اللقاء المنتظر وليقضي الله أمرا كان مفعولا، وعلى الفور توجهت إلي المطار للحاق بالرحلة المتجهة الى نواكشوطلعلي أتمكن من إدراك الصلاة على روحها الزكيةمع الأهل والأحبة، الشيء الذي لم يكتب لي، فصلى على جثمانها الطاهر بمسجد 24 العشرينجمع غفير من الأهل والمعارف ومن ساكنة الحي يؤمهم الشيخ إبراهيم اسماعيل الشيخ سيدي ،كما تمت الصلاة كذلك على روحها بمسجد لحواش العتيق بإمامة الشيخ إسحاق ولد موسى الشيخ سيدي قبل أن يوارى الجثمان في مقابر البعلاتية بأبي تلميت.
لقد كانت المرحومة في غاية سمو الأخلاق يشهد لها بذلك القريب والبعيد،كانت سليمة الصدر لا تحمل حقدا ولا غلا لأحد،مسالمة، لا تفارقالابتسامة محياها، فالمرحومة تمتعت بعدة خصال حميدة أهمها الصدق مع نفسها وأهلها وأحبتها ومعارفها لا تجامل في قول الحق ولو على نفسها، كانت ميمونة مواظبة على صلة الأرحام والمعارف، كانت من النساء اللواتي يحافظن على الطهارة في ملابسهن في فراشهن في مسكنهن، كانت في غاية الروعة في كل شيء. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
وإننا لنحزن لفراقك يا أختاه، فلن نستطيع أن نملأ الفراغ الذي تركتيه بيننا وبين محبيك من الأهل والأصدقاء الذين عبروا جميعا عن تأثرهم البالغ برحيلك المفاجئ، فكان العزاء عزاء كل فرد من أهل "العين" كبيرهم وصغيرهم. فنسأل الله أن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان، وأن يبارك الله سبحانه وتعالى في ابنتك الوحيدة خديجة البارة ذات السمعة الطيبة والعلاقات الجيدة مع الجميع وأن يجعلها الله خير خلف لخير سلف إنه سميع مجيب ولاحول ولاقوه الا بالله العلي العظيم.
ولد اميم أحمد بن إميجن / إعلامي - موظف دولي سابق