دقة - حياد - موضوعية

نسخة من "قرعة الأنبياء" بخط ولد المجتبى لـ"عبد الغني" الإفرنجي

2019-02-09 03:54:22

(زاوية تاريخ مغيب)-عثر في المكتبة الفرنسية على مخطوط لكتاب "قرعة الأنبياء" متبوع بقصة نبي الله صالح عليه السلام. نقله المسمى أحمد ولد المجتبى لشخص يبدو أنه فرنسي يدعي أن اسمه عبد الغني.

.

وتوجد على ظهر هذا المخطوط حاشية مكتوبة بخط يد عبد الغني هذا كتب فيها باللغة الفرنسية ما نصه: "مستنسخ في كيهيدي سنة 1932 من طرف أحمد ولد المجتبى لأخيه في الله: أنا عبد الغني (وهو إسمي المستعار)...". وتدل عبارة "إسمي المستعار" على أن الأمر يتعلق بفرنسي يدعي الإسلام بغية تسهيل عمليات البحث في التراث. وهي خطة اتبعها الكثير من الباحثين الغربيين على مدى قرون.

كتب ولد المجتبى في نهاية النقلة :"انتهى كتاب قرعة الأنبياء يوم السبت على يد أحمد بن المجتبى كتبه لأخيه في الله عبد الغني الإفرنجي، غفر الله لنا ولوالدينا ووالديهم والمسلمين والمسلمات". ثم خلص إلى الأبيات التالية التي عادة ما تذيل بها الكتب المنقولة:

يا ناظر الخط فاستغفر لمن كتبا

فقد كفتك يداه النسخ والتعبا

وقل إذا نظرتْ عيناك أحرفه

يا رب فاغفر له وارزقه ما طلبا

كتاب "قرعة الأنباء"، كما يتضح من نقلة ولد المجتبى، عبارة عن جدول من المستطيلات، في كل مستطيل اسم نبي. وتوجد شروح تتعلق بكل مستطيل على حدة. يقول الناقل شارحا: "بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد فهذه قرعة الأنبياء لسيدنا دانيال عليه السلام، وطريقته الأخذ منها أن تقرأ الفاتحة ثلاث مرات وتضع أصبعك وأنت مغمض العينين على أي إسم من الأسماء وتفتح عينيك وتنظر الإسم الذي طلع، فتقرأه فيظهر لك الحال والله أعلم".

أي أن القارئ يضع أصبعه على إسم في المستطيل، ثم يذهب إلى خانة الشروح ويقرأ ما كتب عن ذلك الإسم مما قد يجلبه من حظ للقارئ، فمثلا إن وضع أصبعه على إدريس عليه السلام سيجد: "وهو سهم الرفعة والعلو، قال الله تعالى "واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا". أبشر أيها السائل بالعلو والرفعة وعلو الشأن والسعادة والنصر. وأنت يا صاحب هذا الفأل سيعلو قدرك ويشتهر ذكرك وتنال مرتبة عالية ودرجة سامية ويكون ذلك على يد رجل جليل القدر عظيم الخطر يذهب الله به عنك الهم والغم وتعيش عيشة هنيئة محمودة العافية وتنتصر على أعدائك وتنال من إخوانك خيرا كثيرا ويفرج الله عنك كربك...".

ومع وجود كلمات غير مقروءة في المخطوط، فكل ما هو فيه مقروء على العموم بخط مغربي أندلسي جيد.

المخطوط يثير تساؤلين أساسيين: من هو أحمد ولد المجتبى؟ وما هي الهوية الحقيقية لعبد الغني الإفرنجي؟.

 مهما يكن فإن "قرعة الأنباء" تمثل أصلا، في التراث الإسلامي، استخارة يستفسر فيها البعض عن عواقب أموره ومستقبل حياته، وهي تنسب للنبي دانييل أو دانيال عليه السلام. ولا شك أن المسلمين كانوا يتبركون بدانيال ويعتبرونه نبيا من ضمن أنبياء بني إسرائيل. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ان دانيال بشّر بعيسى عليه السلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم. وبالنسبة للتراث اليهودي المسيحي فدانيال ينحدر من سبط يهوذا وهو أحد الأنبياء الأربعة الكبار: إشعيا، إرميا، حزقيال، ودانيال.

ترجمة صحيفة نواكشوط

تابعونا على الشبكات الاجتماعية