ذات مساء من أخريات مصيف طويل على بومديد حلت مفرزة من المقاومة على رأسها الأمير العادل أحمد للديد وبجانبه وزيره الأول اسلمو ولد ابراهيم اخليل المعروف بخصال النبل والتواضع والشهامة وسداد الرأي، وجمع من العرب الضاربين في الأرض بغرض الجهاد...
.
حط هذا الوفد الكريم رحاله إلى جانب مخيم الشيخ الغزواني وكان من عادة أحمد للديد الانزواء عن الوفد وقت المبيت لدواعي أمنية ولذلك ذهب الأمير إلى جهة مجهولة...
استقبل الشيخ الغزواني الوفد باريحية كبيرة وأمر بعض مريديه بنحر ناقة لكنه فوجئ بالوزير الأول اسلمو ولد ابراهيم اخليل يقسم عليه بالله أن يترك نحر الناقة وأنهم يكتفون بطعام أهل الشيخ و مريديه وأنهم جاءوا إلى الشيخ قصد التبرك والتماس الدعوة الصالحة ...وامتثل الشيخ الغزواني لقسم الوزير الأول الرافض للإسراف وخاصة في فصل الصيف....
وفي جوف الليل إنضم الأمير أحمد للديد للوفد والتقى بالشيخ الغزواني ولا أحد يعرف أجندة المباحثات فالزيارة في الظاهرتقليد دأب عليه أكابر المغافرة مع أكابر الزوايا، وفي الباطن فالرجلان منخرطان في الجهاد ضد المستعمر الفرنسي وكل واحد منهم له اسلوبه الخاص به ومنهجه المتكامل مع الآخر. .....
هذا هو جهاد سلفنا الصالح وينبغي أن يكون في قصصهم عبرة...أما الكتبة الجدد للتاريخ فعليهم بالجهاد الأكبر. ....
عن الصفحة الشخصية للشيج سيدي محمد معي