دقة - حياد - موضوعية

«صوّتوا بكثافة» شعار مسلمي فرنسا

2017-04-19 21:08:47

في الوقت الذي يطغى فيه التردّد على مسلمي فرنسا قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية المقررة الأحد المقبل، جاء الملتقى السنوي لـ «اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا»، هذا العام، محمّلا بالدعوات إلى التصويت بكثافة لمواجهة اليمين المتطرف، وإنهاء مقاطعة تحرم المسلمين من تمثيلهم في البلاد.

.


نهاية الأسبوع الماضي، احتشد أمام قاعة بمركز المعارض بمدينة «بورغيه»، إحدى ضواحي العاصمة باريس، عدد غفير من الأشخاص ممن اصطفوا في طابور بانتظار انعقاد الدورة 34 للملتقى السنوي لمسلمي فرنسا.
وفي قلب القاعة، جذبت يافطة كتب عليها «11 مرشحا للانتخابات الرئاسية.. لمن نصوّت؟»، انتباه الكثير من الحاضرين، في وقت أظهرت فيه معظم الاستطلاعات التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية، عزوفا واضحا لمسلمي البلاد عن التصويت.
عمار الأصفر، رئيس «اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا»، هذه المنظمة التي غيرت اسمها، منذ 25 شباط الماضي، لتصبح «مسلمي فرنسا»، بدا حاسما في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر وقال: «صوّتوا !»، مكتفيا بتقديم نصيحة واحدة وهي «فلنحافظ على فرنسا من خطر اليمين المتطرّف».
الأصفر لفت إلى أن دعوته لا تأتي ردّا على حزب «الجبهة الوطنية» الفرنسية الذي يطالب بشكل متواتر بحل الاتحاد، وإنما لـ «التهديد المعنوي والمؤسساتي الذي تطرحه الأفكار العنصرية المعادية للسامية والمحرّضة على كراهية الأجانب»، على حدّ قوله.
كما شدّد أيضا على ضرورة «عدم ربط التصويت لمرشح معين بتصريحاته حول الإسلام»، في إشارة ضمنية إلى مرشح اليمين التقليدي، فرانسوا فيون، فحواها أن المنظمة تمدّ له يدها رغم جميع تصريحاته التي اعتبر فيها أن بلاده «تعاني من مشكلة مرتبطة بالإسلام».
 

 «العزوف أسوأ خيار»


أحمد مشيرفي، المسؤول الجمعياتي بمنطقة «رانس» شمالي فرنسا، وهو أحد الحاضرين في الملتقى، قال في كلمته التي لاقت إعجابا كبيرا من الحاضرين: «نتساءل منذ زمن عما إذا كان ينبغي علينا التصويت، واليوم نتساءل لمن سنصوّت، وهذا يعتبر في حد ذاته دليلا على الاندماج».
حيرة وتردد غالبا ما ينتهيان بعزوف عن التصويت، في ظاهرة لفت أنها «تتكرر منذ 30 عاما، وهو ما يخدم مصلحة أولئك الذين لا يريدون حضورا للإسلام في فرنسا».
أما رئيس تجمّع مسلمي فرنسا، نبيل الناصري، فوصف العزوف عن التصويت بـ «أسوأ خيار»، لأنه «يلغي أي وزن للمسلمين»، على حد رأيه.
ووفق استطلاع لنوايا التصويت نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أمس الثلاثاء، يتصدر كل من المرشح المستقل إيمانويل ماكرون (24%)، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (23 %)، طليعة الترتيب ضمن الدور الأول للرئاسية، فيما يحل مرشح اليمين التقليدي، فرانسوا فيون بالمركز الثالث (18.5%)، ومرشح اليسار الراديكالي رابعا بـ 18%. وبحسب مركز «بيو للأبحاث» الأميركي، يقدر مسلمو فرنسا بنحو 7.5 % من إجمالي سكان البلاد، أي نحو 5 ملايين شخص.
من جهته، قدّر «المعهد الفرنسي للإحصاء» (حكومي)، عدد سكان البلاد في الأول من كانون الثاني الماضي، بـ 66 مليون و991 ألف نسمة.
ووفق بيانات الرئاسة الفرنسية، فإن 85% من مسلمي فرنسا صوتوا خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012 لصالح الاشتراكي، فرانسوا أولاند (الرئيس الحالي).
 

تابعونا على الشبكات الاجتماعية