دقة - حياد - موضوعية

لا .. للتسميم ...

2015-08-09 03:20:15

جاء في نشرة لجريدة الخبر الجزائرية و القريبة من المخابرات في هذه الدولة الشقيقة والصديقة والجارة أن أجهزة الأمن في الجزائر ألقت القبض على مجموعة من خمسة إرهابيين

.

محملة بالأسلحة والذخيرة في بلدة عين دفله.

 

وأن من بين أفراد المجموعة عنصرين يحملان الجنسية الموريتانية...

 

وقد تناقلت المواقع الإلكترونية في موريتانيا هذا الخبر الذي لا يؤثر بأي حال من الأحوال على العلاقات الممتازة بين الدولتين...

 

وذلك ما تجهله هيئة تحرير اليومية الجزائرية و ربما يجهله جهاز الأمن الذي، ربما، يجند بعض محرريها..

 

 

لا يؤثر لسبب بسيط وهو أن بلادنا قادت منذ منتصف العقد الماضي من هذا القرن حربا لا هوادة فيها على الإرهاب..

 

وتعتبر الدولة الوحيدة من بين دول المنطقة التي كسبت الرهان في تلك الحرب .. من خلال الضربات الاستباقية التي قادتها في التراب المالي و على مشارف الحدود الموريتانية في المثلث (الجهنمي) الواقع بين موريتانيا و مالي و الجزائر..

 

هذا و لم تحمَل موريتانيا قط مسؤولية العمليات الإرهابية التي قادتها عناصر الإرهاب من الجنسيات الجزائرية لجارتها الشمالية التي تخصص ميزانية تضاعف ميزانية موريتانيا لمحاربة هذه الظاهرة المقيتة و العابرة للحدود..

 

فكلنا يعرف أن قائد أولى العمليات الإرهابية الشنيعة ضد بلادنا هو المواطن الجزائري المعروف بـ بلعور..

 

فهو من قاد أولى هذه العمليات في حامية لمغيطي سنة 2004 وهي العملية الأكثر دموية من جميع العمليات الإرهابية في موريتانيا..

 

ومع ذلك لم تحمل موريتانيا أي دولة المسؤولية عن تلك العملية بيد أن الجماعة التي يقودها هذا الجزائري هي من تبنت العملية و تبنت عمليات أخرى بعد ذلك..

 

بل بدأت بلادنا منذ ذلك الوقت تعد إستراتيجية محكمة لمحاربة الإرهاب وملاحقته في عقر داره حتى أمنت حدود البلاد من هذه الجماعات المتطرفة التي تؤسس نظريتها على عقيدة الخوارج التكفيريين الذين يعتبرون الذنب ردَة ويستبيحون دماء المسلمين بمجرد رفضهم لهذا الفكر المتطرف و الدموي..

 

 

ولعل نظرة بسيطة في تاريخ المنطقة تبين أن لهذا الفكر أصوله التاريخية في منطقة جنوب الأبيض المتوسط و هو ما حاربه أسلافنا منذ القرن الثامن الهجري و ما بعده...

 

 

و استمرت بلادنا ذات العقيدة الأشعرية في محاربته خاصة في مطلع العشرية الثانية من هذا القرن حيث تم وضع خطة محكمة لمحاربة هذا الفكر الذي ينمو في المنطقة الصحراوية مثل نمو الفطريات حتى وصل إلى تكريسه الجديد مع ما بات يسمى بـ (الدولة الإسلامية فيالعراق والشام المعروفة اختصارا بـ "داعش"..).

 

كل ذلك و دول المنطقة المتضررة من العمليات الإرهابية في مالي والنيجر والجزائر...

 

تلتزم الحياد التام في دعمها للعمليات الشجاعة التي خاضتها و ما زالت تخوضها بلادنا ضد الإرهاب الذي وصل في فترة ماضية إلى تهديدها في عقر دارها ...

 

و كان رد الاعتبار لقواتنا المسلحة و تزويدها باللوجستيك الضروري من أهم المحاور التي عملت عليها السلطات العليا في البلد منذ 2009 وما زالت تعمل عليها حتى الآن فكان النظام القائم في البلاد يعمل على خطتين وصل فيهما إلى مبتغاه في السياسة الداخلية عملا بمقتضى الآية الكريمة من سورة قريش و هما الإطعام من الجوع و التأمين من الخوف....

 

و تجدر الإشارة هنا إلى أنه في كل بلد من بلاد الله يوجد مارقون على السلطة و هاربون من العدالة ومرتزقة يضحون بأرواحهم وسمعة بلادهم من أجل لقمة العيش ومن أجل الثراء وهو ما يجعل لعابهم يسيل في وجه مغريات منطقة مثلث الإرهاب التي أجمع المحللون الاقتصاديون على أنها تحوي المليارات من العملة الصعبة من خلال تهريب السلاح والمخدرات وتمويل العمليات الإرهابية ..

 

فلا يستبعد إطلاقا أن يكون من بين هؤلاء أو أولئك من يحمل الجنسية الموريتانية إن حقا أو كذبا...

 

ولكن بلادنا تبقى دائما غير مسؤولة عن ذلك مثل غياب مسؤولية المملكة العربية السعودية عن أسامة بن لادن و الجزائر عن بلعور .. ودول الشرق الإفريقي عن مئات المرتزقة الذين يجنَدون في هذه العمليات...

 

فينبغي لحملة القلم و صنَاع الرأي العام النأي كل النأي عن كل ما من شأنه أن يسمم الأجواء أو أن يكون مدعاة للتسميم أو التأثير على العلاقات الأخوية القائمة بين بلادنا وشقيقاتها في المنطقة خاصة جاراتها التي ربطتها بها علاقات تاريخية وطيدة وما زالت تربطها بها وستنمو تلك العلاقات وتتعزز مع تطور الدبلوماسية الموريتانية وإرادة السلطات العليا في البلد الرامية إلى جعل بلادنا قائدة المصالحة في مجمل القضايا المطروحة والنزاعات القائمة في القارة الإفريقية مما كرسته المأمورية اللامعة لرئيس البلاد على رأس الاتحاد الإفريقي حيث تم حل نزاعات قوية في الجارة مالي و الكوت ديفوار لكي لا نذكر إلا هاتين...

 

سيدي محمد ولد متالي

تابعونا على الشبكات الاجتماعية