دقة - حياد - موضوعية

في موجة الإلحاد هل فقهاؤنامستعدون للاعتراف ببعض الأخطاء

2015-07-28 23:29:33

يعز على الموريتانيين بغض النظر عن مشاربهم التباهي بأنهم مجتمع مسالم لا يحب الإرهاب ولا يأويه، وأن المناهج  التعليمية قديمها وحديثها خالية مما يدفع إلى تدمير  المُستهدف البريء بطريقة بشعة لم تخالط الإنسانية قلوب وعقول مرتكبيها،

.

وأن ما ورثنا من أحكام هو  ما جاء من عند الله حرفا بحرف؟ ، صورة وردية جيدة يرسمها فنانون أو "متفننون" غير مهرة، لا تحتاج من المشاهد أو الصاغي إلى الشروح ذوقا فنيا عاليا حتى يكتشف الرقع السوداء في لوحاتهم المزيفة تلك، لأن ثقافة البدو هي المسيطرة ومن مميزات البدو عدم قبول الآخر ولا احترامه ولا الاستماع لرأي غير مألوف، أو الثناء والإشادة بتميز غير معروف لهم أو قريب من أمزجتهم المتقلبة تقلب مناخ صحرائهم المرعبة ،فكم من عالم متمكن من ناصية لسان العرب، مفوه يخلب السامع -عند ما يدبج مادحا ما هم عليه من الاستقامة والتشبث "بالسنة" المذهبية التي ينسون في لحظة من لحظات جموح العواطف والتعصب لها  أنها قد تكون في هذا الموضع بالذات بعيدة كل البعد عما نص عليه الوحي- حُفاظا لكل شاردة  توصل لها عقل احد أبناء الدهور الغابرة وخطتها يمينه، مكتشفا حلا لمعضلة أنتجها مجتمعه وبيئته المخالفة لمجتمعهم وبيئاتهم، فتلقفوها وتعصبوا لها وعطلوا بها نصا قطعيا [لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه]

هل فقهائنا الأجلاء مستعدين للاعتراف بأن مناهج الأسلاف في الجرح والتعديل مثلا  الكثير من أحكامها متأثر  بخصوماتهم  المذهبية وصراعاتهم السياسية حيث يضعفون ثقاة (عندهم علم كثير) باعترافهم هم،  ويوثقون كذابين غير أمناء بتوصيفهم هم ، فهل بعد الثورة العلمية المعاصرة  بمناهجها البحثية الدقيقة، واكتشافاتها  لتلك الثغرات المخلة بالمنهج والقواعد سيقبل سندت معارفنا  من غير ٌمقدسٍ لغير "المقدس"  عزوفه عن تلك المناهج وذلك الكم الروائي الهائل، ويعتبرون ذلك من أنجع السبل لخدمة  تحديات العصر والاستجابة لمطالب المجتمع أكثر من ترديد تلك المحفوظات التي لم يعد مضمونها له أي وجود في واقعنا المتسارع التطور.

لِمَ كل ما زاغ أحد ما عن جادة  الشريعة المحمدية السمحاء نقوم برميه من قوس واحدة محملين معارف العصر (الإلحادية) وحدها المسؤولية، ومرسخيين فكرة المؤامرة! لِمَ لا نتساءل هل الروايات المؤصَلة والأخبار الكاذبة، والأحكام الجائرة المسطورة  في بعض كتب مناهجها القديمة الجديدة وما تحاط به من هالة قدسية قد تكون هي السبب في جعل هذا الملحد الجديد الذي لم يجد عالماً واحدا يقول له هذا الحكم حكم بشري مخالف للقرءان الكريم  الذي هو الفيصل فلنلغه، وهذا الحديث مخالف للعقل وسنن الحياة والأحداث التاريخية  فقد أخطأ مصححوه وناسبوه لنبينا المعصوم صلوات الله وسلامه عليه ، وأن هذه العقوبة الشنعاء، عقوبة بشرية وليست من الوحي في شيء خاصة تلك العقوبات المعارضة للقرءان،  وتلك المستوحاة من روايات لم تصح ، وحتى لو صحت فليست عن الرسول الأعظم،  وسواه لا حرج في رد أحكامه لأنه لا يعدو كونه اجتهد ولم يوحى إليه شيء، ونحن لم نأمر بتقليده، ليفكروا لنا بجدٍ  ولينقدوا الموروث قبل إصدار الحكم على المشكك فيه  فرد أحكام البشر ليس جرما، والكثير من الأحكام التي تنسب لشرع الله بما فيها بعض العقوبات هي من أحكام البشر، وبعض المعلومات في الكثير من الكتب المعتمدة غير صحيحة وعدم تبيانها وإحاطتها بالقداسة يلعب دوراً كبيرا في موجة الإلحاد  والتطاول على ذات نبينا المعصوم البر الرحيم الرؤوف المبعوث رحمة للعالمين وليس نقمة على المسلمين بإتباعهم بعض الأحكام التي ابتدعوها، وبعض القصص التي زخرفوها وثبتوها، والقرع بالعصا الطويلة  في هذه العجالة يكفي، والفقهاء يعرفون القصد ومكمن الخطأ في التراث .

 

سيدي محمد بن جعفر

تابعونا على الشبكات الاجتماعية