دقة - حياد - موضوعية

كوريا الشمالية و10 سنوات نووية!

2016-10-25 21:04:25

تطرق تقرير أمريكي بمناسبة مرور عشر سنوات على أول تفجير نووي كوري شمالي، إلى ضيق الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة للتعامل مع هذا الخطر.

.

وقال الخبير في الشؤون الدولية روبرت كانتيلمو في مجلة"national interest" الأمريكية إن كوريا الشمالية فجرت أول قنبلة نووية في أكتوبر عام 2006، وأصبحت بذلك هذه الدولة تاسع دولة في العالم تملك السلاح النووي، مضيفا أن صحيفة نيويورك تايمز في اليوم التالي للتفجير النووي وصفت هذا البلد بأنه القوة النووية "الأخطر والأقل استقرارا"، إلا أنها شككت في قدرة بيونغ يانغ في تحويل تلك القنبلة إلى سلاح يمكن وضعه على رأس صاروخ، فيما كان الخوف الرئيس يكمن في استعداد كوريا الشمالية نشر التكنولوجيا النووية لدول أخرى.

ولفت كانتيلمو إلى أن بيونغ يانغ التي واصلت مشوارها النووي وقامت لاحقا بتجارب عام 2009 و2013 وبتجربتين نوويتين في عام 2016 استعرضت براعتها المتزايدة في مجال التكنولوجيا النووية، مضيفا أنه اصبح جليا بعد التجربة النووية التي أجرتها بيونغ يانغ في سبتمبر الماضي أنها أصبحت تمتلك بسرعة ترسانة نووية قادرة على ضرب حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، وستكون في وقت قريب قادرة على الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة!

 ولفت إلى أنه فيما كانت كوريا الشمالية تحقق نجاحات في مجال التكنولوجيا النووية والصواريخ الباليستية، اتخذت واشنطن سياسة "الصبر الاستراتيجي" وتقاعست عن العمل، وللأسف فات الاوان على أمل أن تتخلى بيونغ يانغ عن طموحاتها النووية، وتحتاج الإدارة الأمريكية المقبلة إلى صياغة استراتيجية استباقية لوقف نمو قوة بيونغ يانغ النووية.

كما أشار الخبير إلى أن بعض المحللين بدأوا في التساؤل عما إذا كانت الحرب الوقائية أفضل رد على تهديدات كوريا الشمالية المتنامية. ويرى هؤلاء أن حربا جوية ضد المنشآت النووية الرئيسة في البلاد يمكن أن تحيدها بشكل فعال، مضيفا أن مثل هذه الدعوة صدرت في وقت سابق عن آشتون كارتر الذي دعا عام 2006 مع وزير الدفاع الأسبق ويليام بيري إلى "ضربة جراحية" ضد كوريا الشمالية تستهدف قوتها النووية والصاروخية الوليدة، وحذرا من ان عدم فعل ذلك يعني " المزيد من الرؤوس النووية فوق المزيد من الصواريخ"، مشددا على أن هذا الخيار لم يعد قابلا للتنفيذ.

وعلل كانتيلمو ذلك بالقول إن الولايات المتحدة تحتاج الآن إلى توجيه ضربات ضد جميع الاسلحة والمنشآت النووية الكورية الشمالية، وإذا بقي سلاح واحد فسيكون بمقدور بيونغ يانغ توجيه الضربة الثانية وقد يكون هدفها القوات الأمريكية والحليفة.

وزاد الخبير الأمريكي على ذلك بالقول إنه حتى لو تمكنت الولايات المتحدة من تحييد جميع الأسلحة والمنشآت النووية الكورية الشمالية، فأسلحة كوريا الشمالية التقليدية قادرة على إلحاق خسائر مهولة بكوريا الجنوبية ، مضيفا أن الحل العسكري في كوريا الشمالية هو أسوأ خيار ممكن.

وخلص التقرير إلى ان واشنطن في حاجة إلى اتخاذ إجراءات لإعادة كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات، تشمل تنفيذ عقوبات مجلس الأمن بصرامة، وإفهام بيونغ يانغ أن أي هجوم نووي على الولايات المتحدة أو حلفائها سيسفر عن انتقام كارثي، والأهم، بحسب الكاتب، أن واشنطن في حاجة لاستمالة بكين للضغط على كيم جونغ أون ودفعه لتقديم تنازلات.

ووضع الخبير الأمريكي نقاطا لاتفاق يمكن أن يبرم مع كوريا الشمالية ويتضمن فرض حظر على اختبارات الصواريخ ذاتية الدفع لمدة عشر سنين، ووصول المفتشين الدوليين للمنشآت النووية الكورية الشمالية بشكل منتظم، في مقابل وضع حد زمني للعقوبات الثنائية ومتعددة الأطراف، وتأكيد الولايات المتحدة على أنها لا تسعى إلى تغيير النظام في كوريا الشمالية.

واختتم التقرير بالتأكيد على عدم وجود حل سحري للتعامل مع الأسلحة النووية الكورية الشمالية، مشيرا إلى أن جنوب إفريقيا هي الدولة الوحيدة التي أوقفت برنامج أسلحتها بعد عبور العتبة النووية، إلا أن التكنولوجيا النووية والصاروخية لكوريا الشمالية أصبحت متطورة على نحو مضطرد، فيما يتصاعد التهديد في منطقة المحيط الهادئ الآسيوية، مشيرا إلى أن المهمة تحد شاق، لكن الخطوة الأولى تتمثل في جعل كوريا الشمالية والأمن النووي لمنطقة المحيط الهادئ الآسيوية أولوية.

تابعونا على الشبكات الاجتماعية