نسمع منذ فترة ونقرأ من حين لآخر أخبارا وقصصا وروايات وأحاديث تحكي جوانب من "إفك صراع أجنحة النظام " , وتفوح من كل تلك الخطابات روائح الأكاذيب النتنة المنبعث تارة من عامة الناس وتارة من خاصتهم دون أن تجد لها أثرا في الواقع المادي الذي يفصل بين الشك واليقين ويميز
.الخبيث من الطيب !.
لا أخبر بجديد إذا قلت إن صانعي تلك الأقاويل تدفعهم حسابات خاصة وأجندات ترتبط بتموقهم في المشهد السياسي , موالاة أو معارضة , ولا أنبأ بطارئ عندما أشير إلى أنهم في المحصلة فلول الشتات الفكري و "الهياكيلي" الذي باض وفرخ في أوكار خيانة قضايا المجتمع وأمور الأمة , وشاب في زريبة الانتفاع ب"الرأي" والمساومة على "المبدأ" وقبض ثمن المواطن البريء!!
نعم هي عقليات ولكنها ولكنها أيضا مؤسسات في جيوب رجال ونساء ظلت الشائعة سلاحهم الذي يعتمدون عليه في سوح وغى المعاش ومحاولات "تحسين" الحال والمظهر , يزرعون أذرعهم المشوهة في مفاصل الإدارة والعمال والمدرسين والأطباء و..., ويتبادلون المعلومات حول الطوارئ من الأخبار ,والمعين من المدراء والوزراء وستبارون ب"مهنية" من أجل السبق الصحفي حول نقاط ضعفهم ومكامن قوتهم ومكان سكنهم أثناء الدراسة , ونوع أمزجتهم وما يحبون وما يكرهون والعبارات التي تروق لهم و...!!.
يساومون الأنظمة في الخفاء ويقبضون الثمن ويمتدحونها أو يلعنوها –حسب الاتفاق- علنا , يوهمون الشعب الطيب أنهم " من أهل الدولة" يعرفون كواليسها ويحرصون على مصلحتها , يحاولون إيهام الدولة أنهم " من أهل الشعب " والناس ترتبط بهم وتراهن على إيابهم وما غنموا وإلا ....؟؟!!, ولتحقق مآربهم يجندون القنوات والإذاعات والمواقع والطفيليين والمخنثين وسماسرة الرذيلة لترويج بضاعتهم !.
فحديثهم إذا عن صراع أجنحة الحكم في موريتانيا لا يمكن أن يخرج عن سياقهم وسَننهم وعقيدتهم تلك , فشائعات من هذا القبيل تنشط في لحظات محددة وتخبو في أخرى , دون أن نجد لها أثرا في الواقع , فالحكومة تقوم بعملها على أكمل وجه دون عرقلة من بعضها , وتقوم بتصريحاتها المهنية التي تعبر عن إرادة الدولة , والمؤسسات الوطنية تعمل بانسيابية , ومن يراد لهم أن يتصارعوا يعملون معا بإخلاص ومسؤولية , صحيح أن مخصصات أبواق الظلام تضاءلت بفعل تجفيف منابع الفساد ,ولكن أصحابها ما زالوا أحياء , يملكون عواء الجائع العاجز , ويريدون المكاسب بالكذب والشهرة بالمغالطة والرياسة بالوقيعة بين أشراف الأمة الساهرين على حمايتها , ولكن كل يأكل مما اصطاد !!.
سيداتي ولد سيد الخير