قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبدى، خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، استعدادا لقبول مبادرة السلام العربية دون أي تعديلات.
.وأوضح لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي في موسكو، الأربعاء 8 يونيو/حزيران، أن نتنياهو أثناء محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، ذكر مبادرة السلام العربية أكثر من مرة ووصفها بأنها مقبولة للجميع.
واستطرد الوزير قائلا: "تعد هذه المبادرة متكاملة، وهي تشمل مجمل العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بما فيها فلسطين. ولا داع لإدخال أي تعديلات عليها. وإذا اتفقنا جميعا على أن هذه الوثيقة مقبولة للجميع كأساس جيد لمواصلة المفاوضات، فمن المهم الشروع في وضع تفاصيلها العملية وتسلسل الخطوات من أجل إحراز تقدم نحو التسوية الفلسطينية-الإسرائيلية والعربية-الإسرائيلية".
واستطرد قائلا: "ما يبعث على التفاؤل هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال محادثاته مع الرئيس بوتين ذكر مبادرة السلام العربية أكثر من مرة كأساس مقبول للجميع لمواصلة الجهود".
وشدد قائلا: "إنني لم أتلمس في تصريحات بنيامين نتنياهو أي مطالب بإدخال تعديلات على مبادرة السلام العربية"
وأكد لافروف أن مبادرة السلام العربية التي طرحتها في البداية السعودية، ومن ثم تبنتها جامعة الدول العربية برمتها، تعد اليوم وثيقة يقبلها الجميع وهم مستعدون للاعتماد عليها كأساس للتسوية.
كما اعتبر الوزير الروسي أنه من الضروري اتخاذ إجراءات إضافية للحيلولة دون تصعيد الوضع في الشرق الأوسط. وأوضح أن اللقاء مع نظيره الفلسطيني تناول تردي العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددا على ضرورة تجاوز هذه النزعة السلبية التي تصب في مصلحة المتطرفين في المنطقة برمتها.
وشدد لافروف على ضرورة تخلي الجميع عن مواصلة المواجهة، والتركيز على خلق ظروف ملائمة لاستئناف عملية سياسية تصب في مصلحة التسوية الشامل والعادلة والمتينة للتسوية الفلسطينية-الإسرائيلية.
ودعا الوزير إلى تكثيف دور لجنة الوسطاء الرباعية المعنية بالتسوية الشرق أوسطية، وكشف أن روسيا تعمل حاليا مع شركائها في اللجنة على وضع تقرير يتضمن توصيات حول الحيلولة دون تدهور الوضع، معربا عن أمله في أن يأتي هذا التقرير بمساهمة مهمة في إنعاش عملية السلام.
وكشف لافروف أن التقرير الذي تعده اللجنة الرباعية حاليا يرمي إلى تجديد وتحديث الأطر القانونية الدولية لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وأضاف: "إننا ندعم من حيث المبدأ أي مبادرات قد تساعدنا في هذه المرحلة الحرجة، عندما نشاهد تدهور الوضع، لكي ندفع هذه الظاهرة نحو التهدئة وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات المباشرة، وانطلاقا من هذه المهمة، ومن تفهمنا لضرورة تهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات، شاركت روسيا في اجتماع باريس الذي انعقد يوم 3 يونيو/حزيران".
وفي شأن ذي صلة، جدد لافروف استعداد موسكو لاستضافة جولات جديدة من الحوار الفلسطيني-الفلسطيني، ورحب بالجهود التي بذلتها قطر في هذا المسار وباستعداد القاهرة لاستئناف دورها في هذه الجهود أيضا.
كما تناولت المحادثات بين لافروف والمالكي إمكانية إطلاق التعاون بين فلسطين والاتحاد الاقتصادي الأورآسي. وقال لافروف: "يبدي أصدقاؤنا الفلسطينيون اهتماما بهذا الموضوع، ونحن سندعمهم في ذلك".
بدوره قال المالكي إن روسيا قادرة على لعب دور مهم جدا في تحقيق مهمة استئناف المفاوضات، ولذلك شعر الجانب الفلسطيني بوجود حاجة لإجراء مشاورات بموسكو بعد اجتماع باريس يوم 3 يونيو/حزيران، بغية تبادل الآراء حول آفاق إحراز تقدم في تسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وذكر وزير الخارجية الفلسطيني بأن رام الله تتعاون مع جميع اللاعبين المعنيين، وأعرب عن أمله في أن يشكل اجتماع باريس انطلاقة لجولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين.