وجد مصور ديزني مارك لينفيلد، أثناء تصويه فيلم عن الشمبانزي في أدغال غينيا الاستوائية، علامات غريبة ومعقدة محفورة على جذع شجرة.
.وكتب لينفيلد في مدونة له أنه ظن في بادئ الأمر أن مجموعة من الخنازير البرية خلفت وراءها هذه العلامات، أو أن يكون مراهقوا القرية القريبة عبثوا بالأشجار، إلا أن ذلك لم يكن قريبا للصحة.
أخرج لينفيلد كاميرته ونصبها على أمل أن تصوير ما يحدث هناك سيكشف ما تخبئه تلك العلامات من أسرار. مع العلم أن الكاميرا ذاتية التسجيل أي تبدأ التصوير عند حدوث حركة أمامها.
عاد لينفيلد بعد أسبوعين إلى مكان التصوير، وبدأ باستطلاع ما تم تصويره، وكانت المفاجأة، فقد لاحظ اقتراب ذكر قرد شمبانزي كبير من الشجرة التي عليها النقوش، وحمل صخرة بيده وبدأ بضرب جذع الشجرة.
جين غودال اكتشف أن الشمبانزي تستخدم الأغصان والعصي والأوراق كأدوات منذ الستينيات، إلا أن هذا المشهد يختلف تماما، إذ أن العملية التي تكررت عدة مرات لم يكن هدفها الحصول على الطعام أو أي هدف آخر.
وخلال جولة في المكان، اكتشف لينفيلد علامات مماثلة على الأشجار، وأكوام من الصخور داخل جذوع الأشجار المجوفة، الأمر الذي سجله تاريخ البشرية عن الإنسان سابقا.
"الأشجار المقدسة"
تعددت النظريات التي وضعها لينفيلد وفريق الباحثين المرافقين له، البعض يرى أن هذا السلوك هو عبارة عن محاولة من الذكور للفت انتباه الإناث كفكرة عرض فني بسبب الأصوات الصادرة عن ضرب الجذوع بالصخور.
والبعض الآخر يرى أن الموقف يحمل رمزية أكبر، إذ أن هذا المشهد عرفه الإنسان في الماضي إذ كانت للسكان الأصليين في غرب إفريقيا مجموعة من الأشجار المقدسة التي ضربت بالصخور وتجوفت، بتشابه كبير مع مشهد الشمبانزي.
لينفيلد وفريق الباحثين المرافق، يتابعون الاكتشاف وهناك محاولات لحصر الأماكن التي تتكرر فيها هذه العملية وتوثيقها لدراستها أكثر.