تشهد شوارعنا هذه الأيام مشهدًا مؤسفًا ومقلقًا لتراكم القمامة، في ظل تقاعس واضح من قبل شركات النظافة عن القيام بواجبها الحيوي في إزالة هذه المخلفات. هذا الوضع لم يمر مرور الكرام، فلقد نزل الوالي السيد تيام زكريا بنفسه إلى الميدان، متجولًا بين الأوساخ والمخلفات المتكدسة، في خطوة تعكس تواضعه الكبير وإحساسه العميق بالمسؤولية تجاه نظافة المدينة وصحة قاطنيها.
إن نزول الوالي إلى هذه المناطق المليئة بالقمامة لا يمثل مجرد زيارة تفقدية، بل هو رسالة قوية وواضحة موجهة إلى الرأي العام بأسره، وإلى شركات النظافة المعنية بشكل خاص. هذه الرسالة تؤكد على الضرورة القصوى لأن تستعيد هذه الشركات دورها المحوري والأساسي في الحفاظ على بيئتنا نظيفة وصحية. فالمشهد الحالي ليس مجرد مسألة جمالية، بل هو خطر حقيقي يهدد الصحة العامة ويزيد من انتشار الأوبئة والأمراض.
لقد بات من المستحيل الاستمرار في غض الطرف عن هذا الوضع المتردي. إن تراكم القمامة ليس فقط مصدر إزعاج بصري، بل هو بيئة خصبة لنمو الحشرات والقوارض، وتسبب في انبعاث الروائح الكريهة التي تؤثر سلبًا على جودة الحياة اليومية للمواطنين.
تتطلب هذه الأزمة تدخلًا فوريًا وحاسمًا من جميع الأطراف المعنية. على شركات النظافة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة، وأن تضع خططًا عمل فعالة ومستمرة لجمع القمامة والتخلص منها بطريقة سليمة وآمنة. وعلى السلطات المحلية تشديد الرقابة والمتابعة لضمان التزام هذه الشركات بتعهداتها.
إن هذه الخطوة من الوالي، بنزوله إلى الشارع ليرى بنفسه حجم المشكلة، هي دعوة للجميع، من مواطنين وشركات ومؤسسات، للعمل يدًا بيد من أجل استعادة نظافة مدينتنا والحفاظ على بيئة صحية وآمنة للأجيال الحالية والمستقبلية. إنها لحظة لتجديد الالتزام بالمسؤولية المجتمعية والبيئية