عندما قام المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية بانقلاب على الرئيس معاوية والتزم بمرحلة انتقالية مقبولة وسلّم الحكم بعدها للمدنيين أصبح ذلك المجلس في نظر الموريتانيين والعالم مجلسا يتقدم على زمانه ومكانه الافريقي.
.
وأصبحنا نفاخر العالم بأن عسكرنا هو اول عسكر افريقي وثاني عسكر عربي بعد سودان سوار الذهب ينفذ انقلابا عسكريا ليمنح للشعب حكما مدنيا.
.
هذه الصورة المشرقة رغم تشويهها من طرف ولد عبد العزيز وجماعته من العسكر غداة انقلابهم على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله الا انها ما زالت تشكل بوليصة مرور واحترام عالمي للرئيس اعل ولد محمد فال وما زال يستثمرها في علاقاته الدولية والاقليمية.
نعم. لقد غير ولد عبد العزيز بذلته العسكرية واعتقد ومعه الكثيرون انه اصبح مدنيا حتى النخاع .. لا يهم .. المهم انه عمل على محو صورة النياشين والاحذية الخشنة .. مقابل الظهور باللباس المدني الثوري بأكمامه القصيرة وألوانه الداكنة.
لستُ عدميا لدرجة انكر معها ان لولد عبد انجازات وله اخفاقات وهذه الاخيرة تفاقمت في السنتين الاخيرتين والأخطر انها امتدت لتمس بنية المحيط والحكومة والمقربين فأصبح الاخفاق بنيويا وتلك هي الكارثة.
أمام الرئيس محمد ولد عبد العزيز فرصة الانضمام لقادة الديمقراطية في العالم عندما يحمي الدستور من التعديل وينهي مأموريته بهدوء ويجعل المؤسسات تمارس عملها القانوني من اجل انتخاب رئيس جديد لموريتانيا عندها يكون قد نحت اسمه بمداد من ذهب في ذاكرتنا وعند الرأي العام الدولي.
لن يكون ولد عبد العزيز ملاكا ولا نبيا ولا معصوما فهو كغيره له اخطاء وله ايجابيات فليتركنا نجرب غيره ضمن لعبة ديمقراطية سلسة.
ومن يدري ؟ ربما افتقدناه في ليلنا الحالك كما ففي الليلة الظلماء يفتقد القمر ... حتى لا أقول (بدر)
عن صفحة المدون الشيخ ولد سيدي عبد الله
.