انطلقت اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024 في نواكشوط ا أعمال المؤتمر الإقليمي الرابع لتمكين المرأة في الدول العربية، تحت شعار "المرأة في الوطن العربي وإفريقيا: التحديات الثقافية، الاستحقاقات والفرص".
ويهدف المؤتمر، الذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان الموريتانية، ومركز محيط للتنمية وقضايا المرأة والسلم بموريتانيا، إلى تعزيز التضامن والتواصل بين النساء في الوطن العربي وإفريقيا، وتكثيف الجهود والمناصرة لمواجهة التحديات المشتركة التي تعيق وصول النساء إلى مراكز القرار، والمشاركة في صناعة مستقبل المنطقة ثقافيا واجتماعيا.
وتتضمن محاور نقاشات المؤتمر، الذي تدوم فعالياته ثلاثة أيام، جلسات حول دور النساء في بناء السلام وتحقيق التنمية في سياقات التحولات الاجتماعية والثقافية في المنطقة العربية الأفريقية، ومكانة المرأة في صناعة القرار والمشاركة في الفضاء الثقافي من حيث الاستحقاقات والفرص، إضافة إلى الادماج الاقتصادي وتحديات سوق العمل.
وأوضح وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم حكومة الجمهورية الاسلامية الموريتانية، السيد الحسين ولد مدو، في كلمة له بالمناسبة، أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، أكد على ضرورة تمكين النساء والشباب، منتهجا سياسة نشطة تهدف إلى ضمان مشاركة واسعة للشباب والنساء في الحياة السياسية وإدارة الشأن العام.
وقال إن هذه الرؤية الاستشرافية لمستقبل دور المرأة هي ما تعمل حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي على تجسيده، مبينا أن الجهود التي بذلتها الحكومة الموريتانية خلال السنوات الأخيرة مكنت من زيادة الوعي بحقوق المرأة وتشخيص التحديات التي تواجهها، وتعزيز التشريعات الخاصة بحماية المرأة والعمل الدؤوب على تقويم السلوكيات وتصحيح الصور النمطية التي ظلت تعيق تقدم المرأة الموريتانية نتيجة تظافر عديد العوامل السوسيوثقافية واقتصادية.
وأضاف أن انعقاد هذا الحدث الهام في نواكشوط، عاصمة إفريقيا، وتحت هذا الشعار هو تجسيد فعلي للإرادة المشتركة لتمكين للمرأة.
وأضاف أن موريتانيا ملتزمة بتطبيق “إعلان القاهرة” وبالخطة الاستراتيجية للنهوض بالمرأة العربية في إطار أجندة التنمية المستدامة 2030، مؤكدا على الحاجة إلى تعزيز المكاسب التي تحققت وإلى فتح قنوات جديدة للتعاون العربي الإفريقي، مشيرا إلى أن موريتانيا هي الدولة الأقدر على ربط الصلات بين أفريقيا والعالم العربي.
وقال ولد مدو إن الاتحاد الإفريقي أكد منذ سنوات أن تمكين المرأة هو العامل الأساسي في مكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، ورغم ذلك مازالت أفريقيا بحاجة إلى تعزيز الجهود وتكثيف المناصرة لمواجهة التحديات المشتركة وخلق بيئات داعمة تسهم في إدماج قضايا المرأة في الاستراتيجيات التنموية.
وبدوره قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر إن المنظمة تواصل عملها مع الشركاء بهدف تشخيص وفهم كل الظروف والتحديات التي تواجه النساء في المنطقة العربية والإفريقية، كما تعمل على رصد واقتراح الحلول الممكنة، ورسم مستقبل سياسات تمكين النساء في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتقديم نموذج عن روح المسؤولية، والايجابية التي تتمتع بها المبدعات العربيات والإفريقيات تجاه أفراد المجتمع وذلك من خلال مشاركة قصصهن الملهمة.
وأضاف المدير العام للألكسو أنه في هذا الإطار ستعمل المنظمة على تعزيز الشراكات بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الثقافية والتعليمية في الدول العربية، بهدف تصميم وتنفيذ وتبادل الخبرات في مجال تمكين النساء للمساهمة في تشكيل مستقبل أكثر عدلاً وشمولاً واستدامة.
ومن جانبها أكدت رئيسة مركز محيط للتنمية وقضايا المرأة والسلم السيدة مكفولة بنت أكاط أن مركز محيط حرص مذ حمل قضية المرأة شعارا يربط جسورا ثقافية هدفها الأسمى هو تذليل الصعاب التي تواجه النساء في كافة مناحي الحياة في سبيل تعبيد طريقهن نحو التمكين والثقة الكاملة.
وأضافت أن الرعاية السامية التي توليها السيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، لهذا الملتقى طيلة نسخه الماضية تشكل تعبيرا صريحا عن وعيها العميق بأهمية الدور المنوط بالمرأة المبدعة في المجتمعات العربية والإفريقية.
وقالت إن تزامن هذه النسخة مع رئاسة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للاتحاد الإفريقي ليضيف إلى قيادة فخامته لهذه المنظمة القارية الكبيرة حضورا نوعيا للمرأة التي يحرص على تعزيز دورها وطنيا، وقاريا، ودوليا