دقة - حياد - موضوعية

تحقيق مثير: إسرائيل تعيد رسم خريطة الضفة لمنع إقامة دولة فلسطين

2024-08-16 11:19:32

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن إسرائيل تعمل على إعادة رسم خريطة الضفة الغربية عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وتوسيع المستوطنات، وهدم القرى والبلدات.

وأضافت الصحيفة أن كل تلك الإجراءات هي "أهم" التغييرات التي حدثت منذ عقود مرت على الضفة الغربية بهدف تقطيع أوصالها.

وأشارت إلى أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية أقدمت خلال 19 شهرا من وجودها في السلطة على توسيع نطاق وجود إسرائيل بشكل كبير في الضفة الغربية المحتلة، وتسريع وتيرة الحملة التي تقودها حركة المستوطنين لإجهاض محاولات إنشاء دولة فلسطينية.

وقد وافقت الحكومة على مصادرة الأراضي الإستراتيجية، فاستولت بالفعل على 6 آلاف فدان هذا العام وحده (نحو 2500 هكتار)، كما قامت ببناء مستوطنات كبيرة، والتعجيل بهدم العقارات المملوكة للفلسطينيين، وزيادة دعم الدولة للبؤر الاستيطانية المبنية بشكل غير قانوني.

دولة مستحيلة

وفي حين تصرّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على ضرورة أن يشمل أي حل دبلوماسي للحرب في غزة تحديد مسار يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة -وفق الصحيفة- إلا أن المستوطنين اليهود المتشددين وداعميهم السياسيين اليمينيين المتطرفين، الذين صعدوا إلى أعلى مراتب السلطة، يعيدون رسم الخريطة في إسرائيل، بما يجعل حل الدولتين المنصوص عليه في اتفاقيات السلام السابقة "مستحيلا فعليا".

وفي مقابلات أجراها مراسلو واشنطن بوست في 6 قرى وبلدات فلسطينية في إطار هذا التحقيق، وصف السكان القيود التي تفرضها دولة الاحتلال على حياتهم اليومية كلما اقتربت المستوطنات من مناطقهم، وأنها تحدّ من قدرتهم على التحرك بحرية والوصول إلى أراضيهم الزراعية.

وأكدت الصحيفة أن بعض القرى مُحِيت من الخارطة نتيجة أعمال العنف التي ارتكبها المستوطنون.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو -الذي يعد أطول رئيس وزراء شغلا للمنصب في إسرائيل- عاد إلى منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2022 على أساس اتفاق ائتلافي وعد "بتعزيز الاستيطان وتطويره في جميع أنحاء أرض إسرائيل"، ومن ذلك الضفة الغربية.

حكومة استيطان

ويقود الجهود الرامية إلى توسيع السيطرة الإسرائيلية وترسيخها في المنطقة وزير ماليتها بتسلئيل سموتريتش، وهو ناشط استيطاني قديم عينه نتنياهو العام الماضي في منصب بوزارة الدفاع، ليمنحه ذلك صلاحيات واسعة تتعلق بالسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ووفقا للتحقيق الصحفي، فإن سموتريتش يتحرك بدافع من طموح يهدف إلى "استيطان الأرض وبنائها ومنع تقسيمها، لوجه الرب، والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية"، حسب ما قال لحزبه الصهيوني الديني في مؤتمر عُقد في 9 يونيو/حزيران.

 

تابعونا على الشبكات الاجتماعية