دقة - حياد - موضوعية

مناورات عسكرية جزائرية على حدود مالي برسائل سياسية قوية

2024-03-02 10:26:44

                         وسط تدهور في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين دولتي الجزائر ومالي، نفذ الجيش الجزائري مناورة بالذخيرة الحية على حدوده الجنوبية المطلة على منطقة الساحل هدفها اظهار قدرات الجيش على مواجهة أي تهديد عسكري وبعث رسائل سياسية لأنظمة المنطقة وحلفائهم ممن باتت علاقاتهم متوترة مع الجزائر

العقيد أسيمي غويتا قائد الإنقلاب في مالي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين
العقيد أسيمي غويتا قائد الإنقلاب في مالي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين AFP - MIKHAIL METZEL

 

إعلان
 

وزارة الدفاع الجزائرية في بيان قالت "أن رئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة أشرف يوم الثلاثاء 27 فبراير / شباط بالناحية العسكرية السادسة، على تنفيذ تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية سمي زوبعة الهقار 2024"

اختيار اسم " الهقار" هو نسبة لسلسلة جبلية صعبة المراس تتواجد في ولاية تمنراست بأقصى الجنوب الشرقي للجزائر مباشرة على الحدود مع دولتي النيجر ومالي. بيان وزارة الدفاع أضاف بأن “التمرين قامت بتنفيذه وحدات من القطاع العملياتي المسماة "برج باجي مختار" مدعومة بوحدات من مختلف الأسلحة، تخللته عملية إنزال لمفرزة من القوات الخاصة وإنزال مظلي بمهمة تدمير قوات عدو غير تقليدي، فضلا عن عملية تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جوا"

في العادة الجيش الجزائري يعلن اجراء مناورات مبرمجة سلفا يتم التحضير لها من قبل، غير أن حضور رئيس الأركان شخصيا للحدود الجنوبية وتزامن مناورة "الهقار" مع التطورات السياسية والأمنية في دول الساحل يدلل على أن الحكومة الجزائرية لديها مخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية وتريد أيضا ارسال رسائل عسكرية وسياسية في المنطقة.

مجموعة " فاغنر " والتوترات بين الجزائر ومالي

بعد سنوات من العلاقات المميزة بين الجزائر وباماكو، شهدت العلاقات بين البلدين تدهورا ملحوظا منذ الانقلاب العسكري في دولة مالي عام 2021 بزعامة العقيد أسيمي غويتا.

في البداية تمسكت الجزائر بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى ونادت بضرورة إيجاد حلول دبلوماسية غير أن موقفها تغير منذ انسحاب فرنسا ورواج الأخبار حول استعانة المجلس العسكري في مالي بمجموعة "فاغنر" الروسية وتوجهها لمساعدة الجيش المالي في الشمال بمنطقة قبائل الأزواد والطوارق الأمازيغية حيث تحظى الجزائر بشعبية بحكم علاقات الحكومة الجيدة مع قبائل المنطقة.

يجدر بالذكر، أن الجزائر كانت راعية لاتفاق المصالحة في شمال مالي الذي أبرم مع قبائل الطوارق عام 2015 وقد طفى التوتر مع سلطات مالي عندما قرر العسكريون الغاء هذا الاتفاق واتهامهم للجزائر بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية لمالي واستفادت من ضعف الحكام السابقين لتتصرف كما يحلو لها في البلاد.

مونت كارلو

 

المراقبون يرون أن حدة التصريحات القادمة من مالي وحتى من سلطات نيجر الجديدة التي أطاحت بالرئيس محمد بازوم، حليف أخر للجزائر، فرض على السلطات الجزائرية تنفيذ هذه المناورات العسكرية التي تأتي أيضا في ظل توترات أمنية غير مسبوقة بين حلفاء الجزائر من حركات الأزواد والجيش المالي الذي يدعمه مرتزقة "فاغنر" حيث قرر العسكر الإنقلابيون في باماكو ملاحقة الطوارق في الشمال الى غاية الحدود الجزائرية.

التدريبات العسكرية يمكن قراءتها من جهة أولى في رغبة السلطات الجزائرية في توجيه رسالة للسلطات العسكرية في مالي، التي بدأت تطلق تصريحات قوية للقول إن أقلية الطوارق المتواجدة في الجزائر وفي حدود الصحراء تعتبر أمنا قوميا ولا يمكن التعامل معها من دون موافقة جزائرية، وهناك رسالة ثانية لجميع دول منطقة الساحل وداعميهم، أن الجيش الجزائري هو من بين الأكثر قوة في أفريقيا ويمكن أن يحمي حدوده إذا حدثت تجاوزات أمنية.

الرسالة الأخرى ذات بعد دولي ولها علاقة بمخاوف عودة نشاط تنظيمات إرهابية مسلحة مثل تنظيم القاعدة الى منطقة الصحراء، وذلك بعد تحذيرات وجهتها كل من الولايات المتحدة واسبانيا لرعاياها بتوخي الحذر وعدم المغامرة داخل جنوب الصحراء الجزائرية حيث تزايدت التقارير حو وجود تهديدات حقيقة بتنفيذ عمليات إرهابية ضد الأجانب

تابعونا على الشبكات الاجتماعية