رجلان استثنائيان من تلك الطينة النادرة من الرجال التى تشكل أقل من1فى المائة مليون من رجال العالم
يشتركان فى كل مايحتاجه الرجل لكى يكون رجلا وما يحتاجه القائد لكى يكون قائدا ومايحتاجه العسكري لكى يكون أهلا للتسمية
يتقاسمان مع الدين والانتماء العربي قيم الصبر والشجاعة والإيمان بالله والقناعة بالمبادئ الشخصية
ليسا معصومين لأنهما من فصيلة البشر لذلك قل ماشئت عن مسارهما السياسي والعسكري ولكن دعنى اذهب معك إلى معدن الرجولة الصقيل فيهما فهو مربط الفرس عند أروع مثالين للفروسية فى عصرنا الحاضر وخلاصتها أن لاتتراجع أن تقبل على الموت إقبالك على الحياة أن لايرى عدوك فيك نقطة ضعف وانت تستقبل الرصاصة الأخيرة فى صدرك أو تحتضن حبل المشنقة
أن تظل نخلة تموت واقفة
أن تناطح السماء حياة وموتا صبرا وجلادا
أن تكون حياتك نهرا لا يتوقف من الكبرياء والشهامة
بعد اغتيال الرئيس صدام حسين سمعت طبيب نفس فرنسي لديه دراسات متخصصة فى سلوكيات كبار الشخصيات وحضورها النفسي وقت تنفيذ حكم الإعدام يقول
( لم اصادف خلال 40عاما من دراسة الطب وعلم النفس والسلوك شخصا مثل صدام حسين
صدمنى تحليل شخصيته
حضوره الطاغى تماسكه حتى آخر ثانية فى حياته
عند الحكم عليه بالإعدام تهللت اساريره قال نحن لها نحن رجالها وكأنه يتلقى خبر توشيح أو تقدم فى رتبة عسكرية
ظل رجلامتكاملا
لم تصبه أية أعراض كتلك التى تصيب الجبناء
لم يرتجف لم يطلب العفو
طلب أن يموت بالرصاص لأنه جندي
لم يتبول وقت تنفيذ الحكم
لم يصب بهستيريا لم تخرج منه أية سوائل أو تصرفات لا إرادية
كانت عيناه مركز القوة
تشعان بعناد وصمود لامثيل له
لم تضعف ذاكرته
استحضر العبارات الدينية المطلوبة من المسلم عند الوفاة
استحضر قضية العرب الأولى هتف لفلسطين للعراق وللعرب
لايمكن أن يكون صدام حسين شخصا طبيعيا
إرادة وشجاعة وقوة وثباتا
لابد أنه رجل أسطوري
لأول مرة اقف احتراما لرجل عربي ظل واقفا صامدا صبورا متحديا حتى آخر لحظة فى حياته)
لسنا بحاجة لشهادة من أي نوع فقدراينا صدام حسين يشع رجولة وهو يتقدم بثبات نحو المشنقة
كان شخصا استثنائيا حقا
والآن دعونا نرى كيف كان احمدسالم ولد سيدى خلاصة الإمارة وايقونة الجندية
نام حتى شبع ليلة تنفيذ حكم الإعدام
أية أعصاب حديدية تلك
يقال له ستعدم غدا فينام ملأ جفونه
احمدسالم كما صدام حسين يحمل أقصى درجات الرجولة شمما وشهامة وكبرياء
كان حاضرا بقوة صاخبة طوال الوقت
لم يفقد ذاكرته
لم يطلب العفو
لم يرضخ لأية ضغوط
قال بهدوء مستفز وقدحكم عليه بالموت
( إذاكان موتى سيقدم خدمة لوطني فاعدمونى)
وبلغت الرجولة ذروتها وهو يكتب رسالتين ابانتا عن معدنه وقوته وحضوره وكأن الموت بالنسبة له مجرد مشوار يومي من مشاوير الحياة
فى الرسالة الأولى كتب إلى زوجته بهدوء يعرف أنها قوية فهما من نفس السلالة
اخبرها بأنهم سيعدمونه
اوصاها باطفاله خيرا
طلب منها أن لاتسعى أبدا فى تخفيف الحكم عنه
أمرها بتسديد دين مستحق عليه لأحد اصدقائه
هكذا كأنه مسافر سيعود غدا
قمة التماسك والحضور الذهني
فى رسالته الثانية
يطلب من اخيه وبطريقة جنوبية بالغة الاحترام أن يتزوج ارملته( إذا لم يكن لديه مشروع مسبق) فهي سيدة شجاعة طاهرة ومستقيمة وهو يريد لأبنائه الحياة فى كنف رجل وقور سيكون مربيا أمينا ناصحا سيزرع فيهم نفس قيم الصدق والشجاعة والمروءة
توضح الرسالتان أن الأمير ظل قويا متماسكا حاضر الذهن والعقل والفكر حتى لحظة معانقته للرصاصة
فى سيرة صدام و احمدسالم ومسيرتهما ومهما كانت الملاحظات عليهما نفس عربي أصيل يتدفق عزة نفس منذ خالد والمثنى وشرحبيل وعمرو وسعد
كأنهما كتبا لحظات من حياتهما بصليل السيوف وحمحمة الخيول وعلياء الشمس وفارعية النخيل
رحمة الله على روحيهما
ولانامت أعين الجبناء
حبيب الله احمد