ابتكر علماء لقاحا فائقا يمكنه محاربة كل سلالة معروفة من سلالات الإنفلونزا ويستخدم التقنية نفسها المستخدمة في حقن "كوفيد".
وقد قدم اللقاح التجريبي - الذي لم يتم اختباره على الأشخاص بعد - حماية واسعة ضد 20 نوعا فرعيا من الإنفلونزا A وB في الاختبارات على الحيوانات.
وفي جرعتين، يستخدم تقنية mRNA التي كانت رائدة خلال الوباء في لقاحات "كوفيد" من "موديرنا" و"فايزر".
وهو يعمل من خلال تقديم التعليمات التي تعلم الخلايا إنشاء نسخ متماثلة من البروتينات التي تظهر على جميع أسطح فيروس الإنفلونزا.
وهذا يدرب الجسم على تذكر كيفية التعرف على أي غزاة أجانب تحمل هذا البروتين في المستقبل.
ويكمن الأمل في أن يمنح اللقاح الشامل الناس مستوى أساسيا من المناعة من شأنه أن يقلل من دخول المستشفى والوفيات كل عام.
وسيؤدي ذلك أيضا إلى التخلص من التخمين الذي يتم إجراؤه في تطوير جرعات سنوية قبل أشهر من موسم الإنفلونزا كل عام.
وحاليا، يتم تحديد اللقاح بناء على: ما هي فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الناس بالمرض قبل موسم الإنفلونزا القادم؛ وإلى أي مدى تنتشر هذه الفيروسات؟ وما مدى تجهيز الجسم جيدا للتعامل مع فيروسات الإنفلونزا تلك بناء على حقنة الموسم السابق؟
حتى الآن، لا يوجد لقاح لعدوى H3N2. ولقد قام العلماء ببعض التحركات للبدء في تطوير لقاح ما، لكن لا يوجد إجماع على إنتاج لقاح على نطاق واسع، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
وفي حين أن اللقاح الجديد يمكن أن يوقف أوبئة الإنفلونزا في المستقبل، إلا أنه لن يكون حلا سحريا، لأنه سيقلل من الأمراض الشديدة والوفيات ولكنه لن يمنع العدوى تماما.
واختبر الباحثون في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا اللقاح فقط على الفئران والقوارض، لكنهم يصممون تجارب بشرية في الوقت الحالي.
ووجد الباحثون أن مستويات الأجسام المضادة التي يسببها اللقاح ظلت دون تغيير لمدة أربعة أشهر على الأقل في الحيوانات التي تم اختبارها.
ويستخدم اللقاح الجديد جزءا من الشفرة الجينية تسمى mRNA، ويعطي تعليمات للخلايا تسمح لها بإنشاء نسخ طبق الأصل من بروتينات هيماجلوتينين المزعومة التي تظهر على أسطح فيروس الإنفلونزا.
وهذه تحفز الاستجابة المناعية حيث يصنع الجسم ويتذكر الأجسام المضادة لكل فيروس إنفلونزا.
ولا تستطيع لقاحات الإنفلونزا الحالية القيام بذلك، لأنها تعتمد على قطعة مادية صغيرة من سلالة الإنفلونزا الضعيفة.
ولا يُتوقع أن يوقف اللقاح تماما عدوى الإنفلونزا، لكنه سيقلل من فرص الإصابة بأمراض خطيرة والوفاة من المتغيرات الجديدة للفيروس.
وهذا يعني أنه سيتم تحصين الناس بشكل فعال ضد 20 نوعا من الإنفلونزا دفعة واحدة.
نُشرت الدراسة في مجلة Science.