رغم أن عدوى جدري القردة في البشر تعد غير شائعة، لأن الفيروس لا ينتشر بسهولة بين الناس، إلا أنه وقع تسجيل عدد من الحالات مؤخرا في الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا وغيرها.
وحذر مسؤولو الصحة من أن المزيد من الإصابات قد تكون في طريقها إلينا. وعندما يمرض الناس بجدري القردة، فإن الأعراض الأولى عادة ما تشبه الإنفلونزا، وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويشبه هذا المرض مرض الجدري الذي قُضي عليه في عام 1980. وعادة ما يسبب جدري القردة مرضا أكثر اعتدالا، ولكن قد يكون المصابون بالعدوى معدين لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة.
وفي ظل الحالات المتزايدة المسجلة للعدوى، أصدر باحثون بريطانيون، من وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، ست صور بيانية جديدة لأعراض جلدية يجب على الجميع أن يكونوا على علم بها.
وتُظهر الصور البقع والطفح الجلدي والآفات الأكثر شيوعا المرتبطة بالفيروس.
ووفقا لهيئة خدمات الصحة والخدمات الإنسانية (UKHSA): "تشمل الأعراض الأولية لجدري القردة الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والإرهاق. ويمكن أن يتطور الطفح الجلدي، وغالبا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية. ويتغير الطفح الجلدي ويمر بمراحل مختلفة، ويمكن أن يبدو مثل جدري الماء أو مرض الزهري، قبل أن يُشكل في النهاية قشرة، تسقط لاحقا".
يبدأ الطفح الجلدي على الوجه والجذع، ثم ينتشر أسفل الذراعين والساقين
بعد فترة وجيزة من المرحلة الأولية من الحمى والتعب، يظهر طفح جلدي على الوجه والجذع لمرضى جدري القرود.
وقال خبير الأمراض المعدية دانييل باوش، رئيس الجمعية الأمريكية لطب المناطق الحارة والنظافة، لموقع "بزنس إنسايدر، إن الطفح الجلدي يبدأ ببقع حمراء تمتلئ في النهاية بالسوائل والقيح.
وفي غضون 24 ساعة، يمكن أن ينتشر الطفح الجلدي إلى جميع مناطق الجسم، لكنه يتركز عادة على الوجه والذراعين والساقين، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض.
وعلى عكس جدري الماء، عادة ما يؤثر الطفح الجلدي لجدري القردة على راحتي اليدين وباطن القدمين أيضا، بحسب باوش.
تصبح البقع الحمراء مرتفعة وممتلئة بالصديد
تتميز المرحلة الأولى من الطفح الجلدي بوجود بقع حمراء أو بقع مسطحة لا يزيد عرضها عن سنتيمتر واحد.
وبحلول اليوم الثالث من تطور الطفح الجلدي، تتحول الآفات إلى نتوءات بارزة، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض. وتتحول هذه النتوءات إلى حويصلات مملوءة بالسوائل بحلول اليوم الرابع أو الخامس.
وبعد ذلك، تصبح آفات جدري القردة مرتفعة بشكل حاد وثابتة عند لمسها لأنها تمتلئ بالصديد. وبحلول اليوم السادس أو السابع، يكون الطفح الجلدي عميق الجذور ويمتلئ بصديد معتم مائل إلى الصفرة بدلا من السائل الصافي.
سوف تتطور بعض البقع إلى ما يُعرف باسم التسرّر (حفرة سُرّية الشكل). وستبقى النتوءات المليئة بالصديد لمدة خمسة إلى سبعة أيام تقريبا قبل أن تبدأ في تكوين القشرة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض.
ويصف المرضى آفات جدري القرود بأنها "مؤلمة للغاية" في معظم المراحل، ويمكن أن تثير الحكة أثناء مرحلة التقشر، كما قالت أندريا ماكولوم، عالمة الأوبئة في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وللمقارنة، يميل جدري الماء إلى الشعور بالحكة طوال فترة المرض.
يبدأ الطفح الجلدي لجدري القردة في مساره في غضون 2-3 أسابيع
قال باوش إن آفات جدري القردة ستتآكل في النهاية وتتقشر وتلتئم.
وتتشكل القشور عادة بنهاية الأسبوع الثاني من الطفح الجلدي وتبدأ في التساقط بعد أسبوع تقريبا، كما ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض. وبمجرد سقوط كل القشور، يصبح الفرد غير معد.
وطالما بقيت الآفات على الجلد، يمكن لأي شخص أن ينشر جدرى القرود عن طريق قروحه وسوائل الجسم.
وأشار باوش إلى أن النظر إلى الراحتين والأخمصين قد يساعد في التمييز بين جدري القردة والأمراض الأخرى التي تسبب طفحا جلديا مشابها، مثل جدري الماء.