لا شك أن هناك نوايا سيئة تحرك الأقلام التي تتحامل، منذ تدشين جسر روصو، على وزيرة العمل الاجتماعي السيدة الناها بنت هارون ولد الشيخ سيديا. فعندما نقرأ بتمعن ما تسطره أقلام هؤلاء لا نجد أية فكرة مقنعة تستدعي كل هذا السيل الجارف من الانتقادات غير المؤصلة وغير النابعة من واقع معيش، خاصة أن نشاطات الوزيرة وحيويتها وجديتها ومنجزاتها تشهد على عكس ما يكتبون وتدحض حججهم الواهية. فماذا نريد من وزيرة للعمل الاجتماعي والطفولة والأسرة أكثر من منجزات اجتماعية تفيد الأسر والأطفال في تجاوز المطبات وحل ما يعانون من مشاكل؟ هل علم المتحاملون على الوزيرة أنها أنجزت، في مدينة ألاك، مركزا للتكوين والترقية الاجتماعية للأطفال ذوي الإعاقة، في إطار الفعاليات المخلدة للذكرى الـ61 للاستقلال الوطني؟. هل أعماهم حسد الوزيرة عن مركز الترقية النسوية الذي دشنته وزارتها في مدينة بوتلميت بغية توفير التكوين في مجالات معالجة المنتجات البحرية والصحة الحيوانية والبستنة وصناعة الحلويات والحلاقة والتجميل والخياطة والانعاش الاجتماعي والمقاولة النسائية؟ هل تجاهلوا عن قصد تدشين الوزيرة الناها لفرع مركز التكوين للترقية النسوية في مدينة نواذيبو من أجل تمكين المرأة واكتساب المهارات في مجالات الخبز والحلويات ومنتجات الصيد والحلاقة والتجميل والخياطة والتطريز والإنعاش الاجتماعي.؟ هل تجاهلوا عمدا وضع الوزيرة الحجر الأساس لمركب تنموي اجتماعي في مقاطعة الميناء يضم روضة للأطفال وغرفا مهنية لتكوين النساء، في إطار برنامج دعم الأسر المرحلة مؤخرا إلى مناطق مؤهلة للسكن؟ لماذا أعماهم غياب الموضوعية عن الورشات التكوينية لصالح 45 سيدة في مجالات صناعة الحلويات وإنتاج الصابون ومستحضرات التجميل، وإطلاق تمويلات لـ12 مشروعا جماعيا لصالح النساء؟ هل تصامموا عن إشراف معالي الوزيرة، في انواكشوط، على حفل تسليم تمويلات 734 مشروعا جماعيا ونشاطا مدرا للدخل لصالح النساء والفتيات والأشخاص من ذوي الإعاقة بغلاف مالي يبلغ 200 مليون أوقية قديمة تستفيد منها مجموعات متشعبة من بينها أشخاص معاقون وآخرون أبدوا رغبة في التخلي عن التسول والاعتماد على هذه التمويلات وفتيات خريجات من مراكز التكوين للترقية النسوية ونساء من أسر قدامى ومتقاعدي الجيش الوطني وأمهات أطفال التوحد والنساء معيلات الأسر والنساء ضحايا العنف والأسر المتكفلة بالأطفال فاقدي السند العائلي منذ الولادة؟ هل أنهم لم يعلموا أن الوزيرة نظمت، في انواكشوط، ورشة تكوينية لصالح 150 مربية مكتتبة حديثا، وأن المشاركات تعرفن على الطرق المختلفة للتعامل مع الأطفال في سن ما قبل التمدرس؟ هل تجاهل هؤلاء المتحاملون أن وزيرة العمل الاجتماعي قدمت بعض المساعدات الطبية لمركز الاستطباب الوطني في نواكشوط، وأن تلك المساعدات شملت 100 وحدة لغسيل الكلى للمساهمة في عمليات التصفية خاصة لدى الأطفال المصابين بالفشل الكلوي؟ هل تجاهلوا إطلاق الوزيرة، في نواكشوط، لعملية توزيع تحويلات مالية لصالح أسر 214 طفلا متعددي الإعاقة في إطار تنفيذ برنامج "تعهداتي"؟ هل أعمتهم النوايا السيئة عن إطلاق الوزيرة لعملية توزيع مساعدات مالية لفائدة مرضى من بينهم 211 من أصحاب الأمراض المزمنة و55 من أصحاب الأنكولوجيا واثنين من المتضررين من الحرائق؟ هل تصامموا عن إشراف الوزيرة، في فندق إيمان بانواكشوط، على حفل توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة لتمويل أنشطة مدرة للدخل لصالح 400 سيدة وفتاة تستفيد منها النساء من أسر قدامى ومتقاعدي الجيش الوطني، وأمهات أطفال التوحد، وضحايا العنف، وربات الأسر المتكفلة بالأيتام، والفتيات خريجات مركز التكوين للترقية؟ وكيف لم يعلموا بإطلاق الوزيرة، في انواكشوط، لبرنامج تمويل أزيد من 100 مشروع لإنشاء رياض أطفال خصوصية بمبلغ 140 ألف أوقية جديدة لكل مستفيدة؟
ماذا يطلب من وزيرة للعمل الاجتماعي أكثر من مؤازرة المرضى والمعدمين وضحايا الاغتصاب والجرائم؟ ألم يعلم المتحاملون أن الوزيرة الناها بنت هارون ولد الشيخ سيديا قدمت، بمقاطعة توجنين، لذوي سيدة قتيلة مبلغ مليون أوقية قديمة مساعدة على تخطي المحنة التي تعرضوا لها، كما قدمت، في مقاطعة الميناء، مساعدة مالية بقيمة مليوني أوقية لذوي ضحايا حريق؟
هذه نماذج قليلة جدا من المنجزات الواقعية التي تحمل بصمة وزيرة العمل الاجتماعي الناها بنت هارون ولد الشيخ سيديا. أوردتها فقط للتدليل على أن وزيرة للعمل الاجتماعي لا يطلب منها غير العمل على هذا النحو وفي هذا الاتجاه كي تلعب دورها كاملا غير ناقص. وهو ما فعلت وتفعل السيدة الناها دون أن تصنع لنفسها شبكة من المدونين والمطبلين من أجل كسب الشهرة، لأنها تقوم بما تقوم به من أجل مصلحة الشعب الموريتاني، وتنفيذا لخطط حكومتها، وتطبيقا لتوجيهات وسياسات رئيس الجمهورية بعيدا عن الحملات الدعائية المسيسة.
إذن ماذا يريد المنتقدون منها؟.. إنني لم أفهم حقا ماذا يريد هؤلاء. فالوزيرة قدمت وتقدم إنجازات ملموسة، وتقوم بعملها على أكمل وجه، وقد حصلت على تزكية الرأي العام الوطني انطلاقا من مستوى جديتها وقيمة نشاطاتها ونتائج عملها. والحقيقة أنه لا يوجد تحامل مجاني. إذن لابد من سبب وجيه للحملة التي تستهدف الوزيرة، وبما أننا لم نر سببا مقنعا، بات من حقنا أن نتهم هؤلاء بأنهم مأجورون للتشويش على برامج رئيس الجمهورية وإرباك عمل الوزراء الأكثر نشاطا وجدية والأكثر كفاءة ومهنية وعلمية. فهذه الوزيرة الشابة متخصصة في الحلول المبتكرة وخدمات الاتصال، ولها تجربة غنية في العمل الدبلوماسي، وقد ساهمت في تصميم نظام إدارة الملاحة لفائدة مدينة داكار وملاءمته مع المعايير الدولية، وشاركت في تحسين خطة الطيران بواسطة نظام مندمج لحساب وكالات السفريات في السينغال، كما عملت على الربط الآمن لمواقع شركة آسكنا لتسهيل التبادل بين وكالات الملاحة وحماية البيانات، وكانت مديرة تنفيذية لمؤسسة موفيد غروب، ومديرة مشاركة في مؤسسة سرفيكوم للخبرات والتسويق والاتصال والدراسات والتنظيم وتثمين الأعمال والمعلوماتية، وهي تحمل شهادة الماستير في تسيير المشاريع، وشهادة الماستير في الرياضيات التطبيقية، وشهادة عليا في الهندسة المعلوماتية، كما أنها تجيد العربية والفرنسية والإنكليزية. ماذا نريد أكثر من هذا إنْ لم نكن مجرد حساد أو رُسُل دعايات سياسية هدامة؟.. هل نريد للسيدة الناها أن تكون مجرد ديكور؟ أن تكون مجرد مسؤول لا يعرف كيف يؤازر رئيسه، ولا يعرف كيف يساعد في إنجاح سياسات رئيسه، ولا يعرف كيف يساعد في تحسين صورة النظام الذي ينتمي إليه؟.. هذا مستحيل في حق وزيرة بحجم الناها اجتماعيا وعلميا.. إنها موجودة، وبالتالي لا يمكن إلا أن تتصرف كشخص موجود ومسؤول ومؤثر. إن استدعاء الناها لمطربة ولفية من أجل حضور حفل على ضفاف النهر لا يوجد شيء أكثر توفيقا منه. وإن استدعاء مطربة سينغالية لإكرام رئيس سينغالي، خلال حفل تدشين ثنائي، لا يوجد شيء أكثر توفيقا منه. وإن دفع ستة أو سبعة ملايين مقابل خدمات فنانين سينغاليين وموريتانيين لا يمكن أن يستكثره غير لئيم لا يعرف قيمة الفن وقيمة الفنانين وقيمة إكرام الضيف.
أعتقد أن اللعبة انكشفت الآن، فالسيدة الناها بنت هارون ولد الشيخ سيديا تقوم بكل ما يجعل منها وزيرة ناجحة، ولديها كل المؤهلات التي تدفعها للنجاح، وبالتالي فلا نستغرب أن تتحامل عليها زمرة من الحساد وأعداء الإصلاح. مهما يكن فإن البلاد بحاجة إليها، وإن عليها أن تواصل، فهي على حق، وهم على باطل.