يستمر انتشار الفيروس التاجي المستجد للسنة الثانية، ووفقا للبيانات الرسمية أصاب خلالها أكثر من 200 مليون شخص في العالم.
ويشير موقع medRxiv، إلى أنه نتيجة لذلك يركز الخبراء اهتمامهم على ظاهرة "كوفيد طويل الأمد"، التي يشكو منها الكثيرون في العالم. وترتبط هذه الشكاوى بالتغيرات الطويلة الأمد التي تسببها العدوى في الجسم. وهذه التغيرات والعواقب لا تزال لغزا للعلماء.
وقد قرر باحثون من كبريات الجامعات الأسترالية، ما الذي يحدث لمنظومة المناعة بعد التعافي من "كوفيد-19". ومن أجل ذلك أجروا دراسة طويلة اشترك فيها 69 مريضا أعمارهم بين 20 و80 عاما. تابع الباحثون حالة منظومة المناعة لدى المتعافين من سلالة SARS-CoV-2 الأصلية.
واتضح لهم أن 47 مشتركا تعافوا بعد إصابتهم بالشكل الخفيف من العدوى، وستة بالشكل المتوسط و13 تعافوا بعد إصابتهم بالشكل الحاد وحتى الخطر من المرض. وقارن الباحثون نتائج التحليل الفريد والمفصل لتحديد مستوى الأجسام المضادة، وتعبير آلاف الجينات، ودراسة حوالي 130 نوعًا مختلفًا من الخلايا المناعية في عينات الدم المأخوذة من المشاركين بعد 12 و 16 و 24 أسبوعًا من الإصابة، بمؤشرات الدم لأشخاص أصحاء.
ولاحظ الباحثون بنتيجة المقارنة وجود تغيرات في منظومة المناعة لدى المتعافين من "كوفيد-19". وهذه التغيرات بقيت خلال ستة أشهر بعد شفائهم.
ويقول البروفيسور ديفيد لين المشرف على الدراسة من جامعة فليندرز، "أظهرت الدراسة تغيرات جوهرية في عدد خلايا المناعة كانت واضحة جدا بعد مضي 12 أسبوعا على الإصابة، وبقيت في معظم الحالات لمدة ستة أشهر وأكثر". كما اكتشف الباحثون بالإضافة إلى زيادة عدد الأجسام المضادة وخلايا المناعة في دم بعض المتعافين، وجود اضطراب في التنوع الجيني، وخاصة في الجينات المسؤولة عن الالتهابات.
والمثير للاهتمام أن الباحثين لم يحددوا أعراض "كوفيد طويل الأمد"، واكتفوا بافتراض أن هذه التغيرات مرتبطة بأعراض مثل، ضيق التنفس وألم في الصدر والتعب و"ضبابية الدماغ" التي يشكو منها المرضى عادة. ومن جانب آخر، لم يكتشف الباحثون أي علاقة بين شدة المرض والتغيرات الحاصلة في منظومة المناعة. كما لم يجدوا صلة بين سرعة شفاء المرضى بعمرهم أو جنسهم. ويبدو أن هناك عوامل غير واضحة تؤثر في منظومة المناعة.
ويؤكد الباحثون ثانية، على أن المتعافين من المرض تنشأ عندهم مناعة قوية ضد المرض، تستمر ما لا يقل عن ستة أشهر.
وقد قرر الباحثون متابعة الحالة الصحية للمشتركين في الدراسة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، على أمل اكتشاف العوامل المسؤولة عن حدة المرض و"كوفيد طويل الأمد".