يبدو أن التعرض طويل المدى لمستويات عالية من ملوثات الهواء، له تأثير كبير على نتائج أولئك الذين تم علاجهم بالمستشفى من "كوفيد-19".
وتوصلت دراسة جديدة إلى أن التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بـ"كوفيد-19"، ما يجعل أولئك الذين يعيشون في الأحياء شديدة التلوث أكثر عرضة لمواجهة نتائج مرضية خطيرة.
ووجد الباحثون أن الزيادات الطفيفة في التعرض طويل الأمد ارتبطت باحتمالات أعلى بثلاث مرات لوضع جهاز التنفس الصناعي، ومضاعفة احتمالات الإقامة في وحدة العناية المركزة، ما يشير إلى شدة "كوفيد-19".
وأظهرت البيانات، المأخوذة من مرضى من نظام مستشفى في ديترويت بولاية ميشيغان، أن مرضى "كوفيد-19" الذين يحتاجون إلى عناية مركزة وأجهزة التنفس الصناعي كانوا أكثر عرضة للعيش في أحياء ذات مستويات تلوث أعلى.
وتشير هذه الدراسة إلى أن التلوث قد يكون أحد الأسباب التي تجعل المجتمعات الملونة أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة.
ومن المعروف أن تلوث الهواء هو أحد عوامل خطر الإصابة بـ"كوفيد-19". وهناك نوع واحد من التلوث يسمى الجسيمات 2.5 (PM2.5) خطير بشكل خاص.
ويشير مؤشر PM2.5 إلى جزيئات صغيرة يبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرومتر، ويمكن أن تحتوي الجسيمات على الغبار والسخام والمعادن والمواد الكيميائية الأخرى. ويرتبط هذا النوع من التلوث بحرق الوقود الأحفوري وينطلق من محركات ومصانع السيارات.
ويمكن أن يجهد PM2.5 الجهاز التنفسي، خاصة عندما يتعرض الناس لهذا التلوث لفترة طويلة من الزمن، بمعنى آخر، إذا كان الناس يعيشون في حي به مستويات تلوث عالية.
ويمكن أن يؤدي هذا النوع من التعرض طويل الأمد إلى أمراض الرئة والربو وزيادة خطر الوفاة بسبب الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. كما أنه يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بحالات كوفيد الحادة.
اقترح بعض الباحثين أن جزيئات التلوث الصغيرة هذه قد تعمل كحامل لفيروس كورونا، ما يساعده على الانتشار بشكل أسرع في المناطق الملوثة.
وفي دراسة أجريت عام 2020، وجد باحثو جامعة هارفارد أن التعرض العالي لجزيئات PM2.5 يساهم في ارتفاع معدلات وفيات كوفيد على مستوى المقاطعة.
وتوفر الدراسة الجديدة التي أجراها أطباء في ديترويت بولاية ميشيغان مزيدا من المعلومات حول مخاطر تلوث PM2.5.
وفي الواقع، زادت احتمالية احتياج المرضى للعناية المركزة بمقدار 3.5 مرات لكل زيادة طفيفة في التعرض للجسيمات الدقيقة 2.5 (1 ميكروغرام / متر مكعب).
وزادت احتمالية احتياج المرضى لجهاز التنفس الصناعي بمقدار 2.5 مرة لكل زيادة طفيفة في التعرض للجسيمات الدقيقة 2.5.
وكان المرضى الذين يحتاجون إلى عناية مركزة وتهوية أكثر عرضة لأن يكونوا ذكورا ومن ذوي البشرة الملونة وأن يعانون من عوامل خطر أخرى لفيروس كورونا، مثل السمنة.
ووجد الباحثون بالإضافة إلى ذلك أن المرضى الذين يعيشون في مناطق ذات حركة مرور كثيفة ومياه الصرف الصحي الملوثة كانوا أكثر عرضة للوفاة في المستشفى.
وقالت الدكتورة أنيتا شلال، طبيبة في مستشفى هنري فورد والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "تلفت دراستنا الانتباه إلى التفاوتات النظامية التي ربما أدت إلى اختلافات صارخة في نتائج كوفيد-19 على أسس عرقية وإثنية''.
وأضافت: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث العاجل لتوجيه السياسات وحماية البيئة، لتقليل تأثير كوفيد-19 في المجتمعات عالية التصنيع التي تعد موطنا لسكاننا الأكثر ضعفا".