كشفت تقارير جديدة أن الأطباء سيشرعون في تجربة علاج جديد بالأجسام المضادة على مرضى "كوفيد-19" في مستشفيات المملكة المتحدة.
.وأعلن فريق جامعة أكسفورد الذي يقف وراء تجربةRECOVERY الرائدة في بريطانيا، والذي اكتشف أن الستيرويد ديكساميثازون يمكن أن ينقذ حياة المرضى، عن أحدث إضافة إلى دراستهم.
وقال الفريق إن العلاج يسمىREGN-COV2، من إنتاج شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكيةRegeneron، والتي تختبر بالفعل العلاج على البشر في الولايات المتحدة، وهو عبارة عن "كوكتيل من الأجسام المضادة".
ويتم تصنيعREGN-COV2 باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسلية، وهي مواد مكافحة الأمراض التي ينتجها الجهاز المناعي بشكل طبيعي، الموجودة في الفئران المعدلة وراثيا وفي مرضى "كوفيد-19" الفعليين الذين تعافوا من المرض.
ويأمل فريق العلماء، الآن، أن يمنح العلاج المرضى القدرة نفسها على درء المرض مثل الناجين.
وسيتم إعطاء 2000 شخص على الأقل في ما يصل إلى 176 مستشفى في المملكة المتحدة العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة، كجزء من التجربة، والتي ستقارن تعافيهم بالأشخاص الذين يتلقون نفس الرعاية ولكن من دون الدواء.
وقال البروفيسور بيتر هوربي من جامعة أكسفورد، إنه تم تصميم تجربةRECOVERY خصيصا بحيث يمكن اختبارها سريعا عند توفر الأدوية التجريبية الواعدة مثل REGN-COV2.
وأضاف: "إننا نتطلع إلى معرفة ما إذا كانREGN-COV2 آمنا وفعالا في سياق تجربة سريرية عشوائية واسعة النطاق. وهذه هي الطريقة الوحيدة للتأكد مما إذا كانت تعمل كعلاج لكوفيد-19".
ويعدREGN-COV2 الدواء الأول المصمم خصيصا لفيروس كورونا، الذي سيتم اختباره في تجربةRECOVERY.
وأوضح البروفيسور مارتن لاندراي من جامعة أكسفورد، والذي يشارك في قيادة تجربة RECOVERY: "هذا هو النوع الأول من العلاج الذي يستهدف هذا الفيروس بالتحديد. هناك الكثير من الأسباب الوجيهة للاعتقاد بأنه قد يكون فعالا، وهي منع الفيروس من التكاثر، ووقف الفيروس من التسبب في الضرر، وتحسين بقاء المرضى".
وواصل قائلا: "نحتاج إلى أن نعرف، والطريقة التي نعرفها هي إجراء التجارب التي ستخبرنا ما إذا كان هذا الأمل سيتحول إلى حقيقة".
ما هي الأجسام المضادة وحيدة النسيلة؟
يمكن وصف الأجسام المضادة بأنها "محاربي" جهاز المناعة، حيث أنه عندما يصيب فيروس كورونا الجسم، تلتصق الأجسام المضادة بدفعات الفيروس، ما يمنعه من دخول الخلايا.
لكننا ننتج أنواعا مختلفة من الأجسام المضادة، ويُطلق على أكثرها فعالية اسم الأجسام المضادة المعادلة.
لذلك "غربل" العلماء هذا النوع من الأجسام المضادة للعثور على الأفضل في التمسك ببروتينspike، الذي يستخدمه هذا الفيروس للدخول إلى الخلايا البشرية.
ويتم مضاعفة الجسم المضاد المختار في المختبر، ويقع إنتاجه بكميات ضخمة. ثم يعطي العلماء هذا النوع من الأجسام المضادة للمرضى، ما يعزز الاستجابة المناعية لديهم على الفور.
وسيتم إعطاء المرضى الأوائل الأدوية الجديدة في الأسابيع المقبلة. وستختبر التجربة مزيجا من اثنين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة من إنتاج شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية Regeneron.
ويشار إلى أن شركةRegeneron أنتجت بالفعل سابقا أجساما مضادة وحيدة النسيلة يمكنها علاج الإيبولا.
وقالت ليا ليبسيش، نائب رئيس الشركة: "نأمل أن نتمكن من الانتقال من تلك النتيجة الفعالة جدا ضد الإيبولا إلى شيء فعال بنفس القدر مع كوفيد-19".