انطلقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، اعمال الملتقى العلمي السنوي للطريقة القادرية (فرع النمجاط)، والمنظم من طرف اتحادية القادريين في موريتانيا، تحت عنوان: "الشيخ سعدبوه.. العلم والجهاد والتصوف" .
.وقد حضر الملتقى وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي إلى جانب عدد من البرلمانيين والسفراء والعلماء والمثقفين والوجهاء، إضافة إلى جمهور واسع من تلامذة ومحبي الشيخ سعدبوه ولد الشيخ محمد فاضل رحمه الله .
واستهل حفل الافتتاح بكلمة للخليفة العام الشيخ بوننه ولد الشيخ الطالب بويهولد الشيخ سعدبوه، قدمها بالنيابة عنه الأستاذ أتقان ولد الناني، حيث استعرض في بدايتها ورقة مقتضبة عن سيرة الخليفة العام الشيخ بننه ولد الشيخ الطالب بويه، مشيرا إلى أنه تلقى العلم من عدة رجال، كما أخذ عن والده الطريقة القادرية، قبل تأسيسه لزاوية علمية وصوفية في الجارة الشقيقة السنغال، نشر من خلالها الطريقة القادرية وبين فيها شرع الله تبيانا، إذ لا يزال عطاء تلك الزاوية مستمرا حتى اليوم .
وقال ولد الناني إن إنقاذ البشرية من ظلام الجهل ما كان ليتحقق لولا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تفاوت مكانة المسلمين عند الله تتفاضل بحجم إيمانهم بهذه الرسالة الربانية الخالدة، وأن مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم هي المدرسة الإيمانية النموذجية الوحيدة التي تعنى ببناء الإنسان بناء سليما، ورجال هذه المدرسة هم حماة هذا الدين وحراس العقيدة، وقد شاء الله أن يكون من أبناء هذه المدرسة وشيوخها الشيخ سعدبوه ولد الشيخ محمد فاضل والشيخ مامين، الذي شيد سرحا سامقا من الإيمان بالله تعالى، أساسه تقوى الله العزيز وشكره وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، إحياء صحيحا سالما من الزيغ ومجافيا للبدع . وفق نص الكلمة
وأوضح ولد الناني أن الشيخ سعدبوه استهل دعوته وهو ما زال يافعا لما يتجاوز ربيعه العاشر، وقد اعتمد في تلك الدعوة على تصحيح عقيدة المسلم أولا، والتي نهل من معينها الكثيرون من ألوان ومشارب مختلفة، وقد ترك إلى جانب ذلك موروثا علميا كبيرا من خلال مكتبة زاخرة بأمهات التآليف، وقد عرفت على يده الطريقة القادرية انتشارا عز نظيره في دول الساحل والصحراء الجنوبية، كما هيأ للمهمة رجالا ظلوا مصابيح تكبح ظلمات الجهل .
وخلصت كلمة الخليفة العام، إلى الإشارة إلى أن "نهج الشيخ سعد بوه المستلهم من الكتاب والسنة النبوية الشريفة، يجب أن يظل هو الموجه لنا والمتحكم في سلوكنا الشخصي وعلاقتنا بالآخر، لتسود روح المحبة بين المسلمين في كنف المساواة والإنصاف" . حسب نص الكلمة
من جهته أشاد وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي أحمد ولد أهل دادود، بالدور الذي ظل يلعبه المشايخ والزوايا الصوفية من موريتانيا، من نشر للتعاليم الإسلامية الناصعة، مشيرا إلى أن الشيخ سعدبوه أسس مدرسة ربانية رائعة، قائمة على العلم والتقوى وشاركت مشاركة معتبرة في صقل النفوس، كما رسخت لعلم نافع وأخلاق رفيعة .
بدوره رحب رئيس اتحادية الموريدين في موريتانيا (فرع النمجاط) الشيخ سيدي بى، بالحضور من دبلوماسيين ومدعوين رسميين وتلامذة للشيخ سعدبوه .
بعد ذلك توالت المحاضرات والمداخلات التي تناولت حياة الشيخ سعدبوه إشعاعه العلمي والروحي .
ويستمر الملتقى ثلاثة ليال على التوالي، يلتقي من خلالها تلامذة الشيخ سعدبوه بالخليفة العام وأبناء الشيخ، من أجل وضع تصور عام لكيفية موسم النمجاط المستقبلي وأهم الأنشطة التي ستحتضنها كل من موريتانيا والسنغال خلال الأشهر القادمة .
مدونة تكنت