اكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في خطاب ألقاه مساء امس الاثنين أمام قمة باريس حول التغيرات المناخية، ان مشاركة موريتانيا في الجهد الدولي القائم، تؤكد عزمها على الانخراط بشكل كامل في محاربة تغير المناخ مؤكدا التزام موريتانيا بتخفيض نسبة انبعاث الغازات الملوثة للبيئة ب 3ر22% في افق 2030".
ودعا رئيس الجمهورية الى ضرورة التوصل الى اتفاق ملائم على المستوى العالمي ملزم ضمن اهداف طموحة يمكن التحقق منها، مبرزا ان الوصول الى هذا الهدف يتطلب المزيد من التضامن وروح التضحية.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب رئيس الجمهورية:
"ايها السادة والسيدات،
يتطلب تحدي التغيرات المناخية الحد من الاحتباس الحراري في افق 2020، لذلك ينبغي ان نتوصل الى اتفاق ملائم على المستوى العالمي ملزم ضمن اهداف طموحة ومستدامة يمكن التحقق منها.
يتطلب الوصول الى هذا الهدف المزيد من التضامن وروح التضحية.
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو
ايها السادة والسيدات
اود في البداية التأكيد على تضامننا التام مع الحكومة والشعب الفرنسيين بعد الهجمات الارهابية الاخيرة التي تعرضت لها مدينة باريس ، كما اود في هذا الاطار ان احيي الجهود الجبارة التي بذلتها السلطات الفرنسية واثمن عاليا التزام الامين العام للامم المتحدة الذي عمل بالتعاون مع هذا البلد المضيف على حسن التحضير لهذا اللقاء الدولي الهام.
ايها السادة والسيدات ،
ينعقد مؤتمرنا هذا في لحظة حاسمة تطرح فيها قضايا البيئة على صعيد غير مسبوق بصفتها تحد للبقاء الحقيقي الذي يواجه كوكبنا وساكنته.
ان حجم التحديات البيئية ماثل امامنا باستمرار من خلال اتساع وتكرار الكوارث الطبيعية، ان تفاقم ظواهر ارتفاع منسوب المحيطات والتصحر يعرض التنوع البيولوجي لاخطار لايمكن تلافيها ويهدد بازمة انسانية كبرى ونزوح عشرات الملايين.
ان حجم الرهانات الحالية وطابعها الاستعجالي، يفرض علينا الاسراع في اتخاذ قرارات نوعية وعلى مستوى التحديات يستجيب للتطلعات المشروعة الملحة للملايين المواطنين في العالم.
ايها السادة والسيدات،
تواجه موريتانيا بفضل التصحر وارتفاع منسوب مياه البحر تحديات ايكولوجية وبيئية كبيرة تؤثر سلبا على حياة السكان، ووعيا بهذه الرهانات فإن بلدنا يلتزم بالمضي في طريق التكفل الملائم بهذه التحديات.
فعلى المستوى الاقليمي تضم مبادرة السور الاخضر الكبير التي تتولى بلادنا رئاستها الدورية 11 بلدا افريقيا حريصا على توحيد جهودهم لتجنب الاخطار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الناجمة عن التصحر وتغير المناخ. في هذه السياق تمثل ضرورة تكيف السكان مع تغير المناخ، ضمانات لترشيد استخدام الموارد والاستغلال المستدام للاراضي والمحافظة على البيئة.
وفي نفس السياق فان مجموعة دول الساحل الخمس التي تضم بلادنا الى جانب اخوتنا وجيراننا في بوركينا افاسو ومالي والنيجر واتشاد، وضعت مشروعا طموحا لاستثمارات ذات اولوية، تستهدف ضمن محاور تدخلها المتميز، تجديد النشاط الرعوي والتكيف مع التغيرات المناخية وتسيير الموارد المائية.
ايها السادة والسيدات،
تحظى التحديات البيئية بالاولوية على مستوى سياستنا الوطنية، فالبيئة تمثل بالنسبة لنا اولوية قصوى، ناخذها في الحسبان في استراتتيجيتنا وبرنامجنا التنموي.
في هذا الاطار تم القيام بعمل ملموس ومتعدد الاوجه لحفظ وتجديد الغطاء النباتي وحماية التنوع البيولوجي وتطوير المناطق الساحلية والمحميات الطبيعية وترشيد الموارد المائية، كما بذلنا جهدا غير مسبوق في مجال الطاقة من اجل تنويع مصادر انتاجها بالتوسع في استخدام الطاقات الصديقة للبيئة.
ان مشاركة بلدنا في الجهد الدولي الراهن تؤكد عزمنا على الانخراط بشكل كامل في محاربة تغير المناخ، فقد التزمنا بتخفيض نسبة انبعاث الغازات الملوثة للبيئة ب 22،3% في افق 2030.
ايها السادة والسيدات،
يتطلب تحدي التغيرات المناخية الحد من الاحتباس الحراري الى اقل من درجتين في افق 2100، لذلك ينبغي ان نتوصل الى اتفاق ملائم على المستوى العالمي ملزم ذي اهداف طموحة ومستدامة يمكن التحقق منها.
و يتطلب الوصول الى هذا الهدف المزيد من التضامن وروح التضحية.
اننا في موريتانيا ملتزمون بالتصدي للتحديات البيئية.
اشكركم".