مرة أخرى يضرب الإرهاب الأعمى الظلامي باريس عاصمة النور والحضارة الجميلة.. بعد أن أسقط طائرة مدنية روسية في أرض الكنانة فقتل من فيها من نساء وأطفال ورجال أبرياء.. وبقتله مقتل السياحة والعاملين فيها في مصر الحبيبة أيضا،
.وبعد أن استهدف مستشفى الرسول الأعظم وسوقا مزدحمة في ضاحية العزة في جنوب بيروت الشام فقتل وجرح المئات. وما يزال يتوعد بفعل المزيد من الجرائم الوحشية باسم الإسلام والثورة؛ {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.
إن هذا الجنون يجب أن ينتهي ويمحى من الأرض؛ وذلك بما يلي:
1. قيام تحالف كوني ضد الإرهاب كذلك الذي التأم ضد النازية خلال صدر القرن المنصرم.
2. تجفيف منابع الإرهاب التي من أبرزها:
- حروب العدوان الاستعمارية التي يشنها ويمولها الغرب الاستعماري وحلفاؤه ضد شعوب الأرض في كل مكان؛ وخاصة في فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن.. إلخ. فيجب أن تتوقف تلك الحروب، وأن يعاد تشكيل وتفعيل الأمم المتحدة ومجلس أمنها الفاشل حتى تصبح - خلافا لما هي عليه اليوم- أداة في خدمة البشرية تقيم العدل وتحمي السلم وتردع الحروب.
- النهب الاقتصادي المنظم لثروات شعوب ودول العالم. ذلك النهب الذي تديره وترعاه الدول الاستعمارية؛ والذي أدى إلى هلاك الحرث والنسل ونشر الفقر والجهل والأوبئة الفتاكة والهجرة؛ فبدون عدالة اقتصادية واجتماعية وتنمية لن يكون في الأرض أمان ولا سلام.
- تمادي دول كبرى وميسورة على حماية وتمويل ودعم الإرهاب الذي تتخذه سلاحا لبلوغ أهدافها ومراميها الفاسدة.
- تعشيش فكر ظلامي رجعي تنتجه وتفرخه وترعاه الدول والمرجعيات الراعية للإرهاب. فكر تكفيري وحشي يتبنى القتل والسبي والاغتصاب والتدمير، ويبث الكراهية والتفرقة بين الناس على أساس اللون والجنس والدين والمذهب.
- وجود دويلة احتلال غاصبة ومارقة وقاتلة تتربع فوق القانون، هي إسرائيل التي تحميها وتمولها وتسلحها وتسلطها دول الغرب الاستعمارية، وتضحي بمصالحها ومصالح شعوبها الحيوية قربانا لوجود ذلك المسخ الزائل لا محالة.
وبالنسبة لنا نحن الموريتانيين، فيجب أن لا ننخدع بالهدوء النسبي والعافية؛ وإنما علينا أن ندرك أننا مستهدفون قبل غيرنا، ومسجلون في متن لائحة الإرهاب السوداء، وذلك لأسباب كثيرة لا داعي للخوض فيها الآن. فعلينا إذن أن ننتبه ونحذر ونحتاط ونرفع درجة اليقظة إلى أقصى الحدود. وأن نحرص على تحقيق العدل، واستتباب الأمن، وتطبيق القانون.
فهل نحن فاعلون؟