(ألف بوست)تتفاقم الأزمة الدبلوماسية الصامتة بين الرباط ونواكشوط، خاصة بعد فشل اللقاء بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد بن عبد العزيز في قمة الهند-إفريقيا مقابل التواصل بين قيادة موريتانيا وجبهة البوليساريو هذه الأيام، وذلك في وقت يحتفل فيها المغرب بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء
.وتمتنع موريتانيا للسنة الرابعة على تعيين سفير لها في العاصمة الرباط، ولا تقدم تفسيرات علنية حتى الآن لهذا الموقف الدبلوماسي الغامض نسبيا، باستثناء قولها بدعم المغرب للمعارضة الموريتانية.
ورغم الحديث ومنذ السنة الماضية عن احتمال تحسن في العلاقات لاسيما بعد زيارة وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار الى نواكشوط خلال أكتوبر 2014 ، لم يحصل أي تقدم. بل قام الرئيس الموريتاني باستقبال مسؤول من البوليساريو في الشهر الموالي، في إشارة جلية الى التعاطي بالمساواة مع الاثنين.
ومن ضمن العناصر التي تبرز استمرار تردي العلاقات، فعلاوة على انقطاع تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، لم يحصل اللقاء المرتقب بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز خلال قمة الهند-إفريقيا التي احتضنتها نيودلهي منذ أسبوعين تقريبا. وكان الرهان على حدوث هذا اللقاء لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين. لكن مسؤولي البلدين فشلا في التوصل الى صيغة للقاء.
ومن جانب آخر، وبمناسبة زيارة الملك للصحراء بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء الجمعة الماضية. أجرى رئيس موريتانيا مع زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز مكالمة هاتفية حول قضايا متعددة منها نزاع الصحراء، حيث أكدت نواكشوط، وفق الصحافة الموريتانية، على حيادها في الوقت الراهن ولكن تشدد على استمرار اعترافها بما يسمى الجمهورية الصحراوية.
وتفيد أخبار حصلت عليها ألف بوست باستمرار موريتانيا في موقفها المدافع عن استفتاء تقرير المصير حلال لنزاع الصحراء وعدم تقديم أي تنازل أو ليونة رغم صفتها الاستشارية في النزاع فقط.
وتنهج موريتانيا ومنذ أكثر من سنة سياسة تصعيد صامتة ومنها التقليل من إرسال الطلبة الموريتانيين الى المغرب وتجميد تكوين الضباط الموريتانيين في المغرب وتقليل التبادل التجاري. وفي المقابل، عملت نواكشوط على تطوير علاقات البرلمان والأحزاب الموريتاتية مع جبهة البوليساريو خلال السنة الأخيرة ومنها قيام البرلمان خلال يونيو الماضي بتشكيل لجنة برلمانية مكونة من الحزب الحاكم والمعارضة للتضامن مع البوليساريو.