دقة - حياد - موضوعية

"نواكشوط " تنشر نص نداء القاهرة للزعيم ولد حرمه (وثيقة)

2015-11-07 19:45:50

 في  اطار نشرها  لسلسلة من النصوص والوثائق التاريخية  مواكبة للذكرى ال55 لعيد الاستقلال الوطني تنشر نواكشوط نص رسالة  الزعيم  احمدو ولد حرمه ولد بابانا الي الموريتانيين بعد  هجرته  إلى القاهرة و إعلانه الجهاد ضد المستعمر الفرنسي  وذلك نقلا عن صفحة حفيده" شعيب ولد حرمه " وهي رسالة في منتهى الاهمية يوضح من خلالها الزعيم  الأسباب التي دعته للهجرة و إعلان الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي بعد سنين من الكفاح السياسي المشرف.

.

وهذا نص الوثيقة:
نداء القاهرة
من أحمد بن حرمة ابن بابانا الشنقيطي
و نفتتحه بآيات محكمات من الذكر الحكيم و أحاديث مصححة عنه صلى الله عليه و سلم.
الحمد لله أحسن الخالقين و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و أفضل المرسلين و على آله و صحبه أجمعين . و ختم كتبه السماوية المنزلة بهذا القرآن العظيم ، كما ختم أنبيائه بهذا النبي عليه من الله أزكى الصلاة و أكمل التسليم ، أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله و خير الهدى هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها ، و بما أن الله تعالى أمر بالإجتماع في الدين بقوله "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" و قال تعالى "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" وقال تعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ".
و أن الله جل علاه قال "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ" ، وقال " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" ، و قال تعالى "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، و قال "وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ" و قال " وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا" و قال "ومن يبتغ غير سبيل المؤمنين نوله ما تولي ونصله جهنم" و قال " وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيل اللَّه أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَة مِنْ اللَّه وَرَحْمَة خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ" و قال" انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" و قال " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ" و قال " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" وقال جل جلاله و تقدست أسماؤه " قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ" و قال تعالى " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً".
و الآيات الدالة على أنه يجب عليكم إنقاذ أنفسكم في هذا الزمن من سيطرة العدو كثيرة امتثالا للأحاديث فقال صلى الله عليه و سلم "جاهدوا المشركين بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم" ، و قال " من مات و لم يغزو و لم يحدث نفسه به مات على شعبة من نفاق " و قال صلى الله عليه و سلم " أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين " و قال " لا تقطع الهجرة ما قوتل الكفره".
قال أبو هريرة "سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله و رسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله"
وقال " لغزوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها" .
"
و عن أبي سعيد قال أتى رجل النبي صلى الله عليه و سلم فقال أي الناس أفضل قال مومن يجاهد بنفسه و ماله في سبيل الله"
و قال تعالى "مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
و الآيات و الأحاديث الدالة .....الدين الحنيف كثيرة و أن الشريعة جابرة لا مجبورة " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْظالمون " " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".
و لنتكلم الآن في بعض الحوادث الواقعة التي يريد الإستعمار أن يجعلكم سببها في صفوفه كما فعل بأذنابه في بعض المواطن و البلدان و لذلك سأخبركم بالحقيقة و لو كنتم تعرفونها ، إنكم تعرفون أنه لما مكثت سنين عديدة نائبا عاما عن جميع قطركم و جمعت ثلاثة مراتب فيها أعلى مرتبة سياسية عند فرنسا شرعت في إخراجكم من سيطرة الأجانب ورد الظلم عنكم و لم يردني زجر و لاعدو و لا وعيد عما كنت بصدده و كنتم جميعكم تعترفون بالدور الذي لعبته بينكم حتى الذين يخافون الاستعمار ، و لم أزل في كفاحي حتى أراد الله الله سبحانه و تعالى و طالعت الكتب و استشرت بعض علمائكم من مختلف القبائل فلم أرى بديلا عن الهجرة كما فعلت لكوني معي من سكان القطر ما يزيد على تسعين في المائة كما صرح بذلك بعض الفرنسيين أنفسهم ، و كما أنهم لا يجحدون و لكنهم يعترفون أن سبب معاداتهم لي هو وطنيتي ونحو ذلك ، و لما خرجت من سنلوي عازما على الذهاب إلى مصر و عدم الرجوع إلى شنقيط مادامت تحت سيطرة المستعمرين امتثلت قوله تعالى "وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" .
و لتستيقنوا جميعكم إني لا أحقد على أحد منكم فيما سبق .ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . و أن الذي جعل أكثريتكم الساحقة تثق بي هو كوني لم آلو جهدا في مصالحكم و الذب عنكم فيما مضى و سيكون ذلك مستمر إنشاء الله كما كان.

تابعونا على الشبكات الاجتماعية