ارتفع عدد ضحايا المجزرة، التي ارتكبها مسلحون من قومية "الدونزو" ضد رعاة الماشية من قومية "الفولاني" المسلمة في وسط مالي، إلى 134 قتيلا
..وكان مسلحون يرتدون الأزياء التقليدية للصيادين من قومية الدونزو، هاجموا السبت قريتين لقومية "الفولاني" في وسط مالي، وقتلوا العشرات، في هجوم هو الأكثر دموية في المنطقة التي تعاني من العنف العرقي وعنف المتشددين.
ونقلت "رويترز" عن مولاي جيندو رئيس مدينة بانكاس القريبة من القريتين، إن عشرات المسلحين من قبائل الدونزو، حاصروا قرية أوجوساجو قبل الهجوم عليها، وعثرت الشرطة على 134 جثة في القرية بعد الهجوم، بعد أن أشارت أنباء في البداية إلى مقتل 110 أشخاص، بينهم نساء وأطفال وشيوخ.
وأضاف جيندو أن قرية ويلينجارا القريبة، والتي يعيش فيها أيضا منتمون لقبائل الفولاني، تعرضت هي الأخرى لهجوم، مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى، مشيرا إلى أن عددهم ليس معروفا حتى الآن.
وقال أحد سكان قرية ويلينجارا، إن الهجوم على قريته جاء بعد إعلان جماعة تابعة لتنظيم القاعدة يوم الجمعة الموافق 22 مارس مسئوليتها عن هجوم في 18 من الشهر الجاري في وسط مالي أسفر عن مقتل 23 جنديا، وبررت الجماعة التابعة للقاعدة هجومها بأنه رد على العنف الذي شنه جيش مالي ورجال ميليشيات على قبائل الفولاني، حسب زعمها.
وحسب "فرانس برس"، واستغلت جماعات إرهابية على صلة بتنظيمي القاعدة و"داعش" التنافس العرقي في مالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورتين لزيادة عدد المنضمين إليهما، ونشر الفوضى في مساحات شاسعة من أراضي تلك الدول.
وفي 18 مارس الجاري، قُتل 21 عسكريا ماليا، في هجوم استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش المالي في قرية ديورا في وسط مالي، وقال مصدر عسكري مالي حينها، إن المسلحين استولوا على القاعدة نحو ساعتين ثم لاذوا بالفرار بعد أن دمروا آليات عسكرية.
ونقلت "فرانس برس" عن القوات المسلحة المالية، قولها، إن الهجوم ارتكبته مجموعات إرهابية بقيادة الكولونيل المنشق با اغ موسى، المقرب من إياد اغ غالي، زعيم أكبر تحالف متشدد في منطقة الساحل الافريقي مرتبط بالقاعدة.
وفي 14 مارس الجاري، قتل 25 شخصا على الأقل أيضا في وسط مالي، في أعمال عنف عرقية دارت بين رعاة من البدو الرحل من قومية "فولاني"، ومزارعين من قومية "دوغون".
ونقلت "فرانس برس" حينها عن رئيس جمعية "تابيتال بولاكو"، عبدالعزيز ديالو، وهي بمثابة رابطة لأبناء قومية "الفولاني" في مالي، قوله، إنه قتل 25 من أفراد قومية الفولاني على أيدي صيادين من قومية دوغون، يملكون أسلحة لا تتوافر إلا في مخازن الجيوش النظامية، فيما أوضح مصدر من الفولاني أن أعمال العنف العرقية وقعت في قرى كورو وبنكاس في وسط مالي، مشيرا إلى أن قوميتي الدوزو "الصيادون التقليديون" وقومية الدوغون يحملون أسلحة حربية، وأن أفراد الفولاني تتم مطاردتهم، مبديا خشيته من "اندلاع حرب طائفية".
ونفت الحكومة المالية حينها تسليح مجموعات عرقية في وسط البلاد، إلا أن وزير الأمن الجنرال سالف تراوري أكد أن الأوضاع معقدة جدا، ويمكن أن تأخذ منحى طائفيًا، وأضاف "عندما تنفذ قوات الأمن انتشارًا على الأرض، يخفي المسلحون أسلحتهم، وعندما تغادر القوات يعيدون إخراجها".
ومنذ عامين، يشهد وسط مالي أعمال عنف متزايدة بين أفراد من قومية "فولاني" المسلمة، وهم بغالبيتهم من البدو الرحل الذين يعملون في تربية المواشي، وآخرين من قوميات الدوزو "الصيادون التقليديون"، و"بامبارا" و"دوغون"، وهم مزارعون بغالبيتهم، بسبب نزاعات على الأراضي والمراعي.
وزاد من حدة النزاعات التي عادة ما تكون مرتبطة بالمياه أو بالأراضي ظهور جماعة مسلحة في وسط مالي في 2015، تابعة رجل الدين المتشدد أمادو كوفا، وهو من قومية الفولاني، ما يعرض أفراد القومية إلى شبهات بالتواطؤ معه.
وتتهم قومية "دوغون" قومية "فولاني" بالتواطؤ مع أمادو كوفا، الذي انضمت حركته لجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المتشددة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي تنشط في مالي ودول مجاورة في منطقة الساحل الأفريقي.
ورغم غياب الإحصاءات الدقيقة عن عدد أفراد الفولاني الإجمالي، تقدر بعض الاحصائيات عددهم بقرابة 19 مليون شخص موزعين على 13 دولة غرب القارة الإفريقية، النسبة الأعلى منهم في غينيا كوناكري، حيث تقدر الإحصاءات بأنهم يشكلون 64% من مجموع السكان في هذا البلد الإفريقي.
وحسب "رويترز"، فإن نسبة كبيرة من قبائل الفولاني في معظم دول غرب إفريقيا ما زالت تلزم أطفالها بالذهاب إلى مدارس تعليم اللغة العربية والقرآن قبل أي شيء آخر، ويرفض بعض أفرادها التعامل مع المدارس النظامية باعتبارها تشكل رافدا للاستعمار، حسب تصورهم.