لقد أكدنا منذ البداية على أن المسلسل الانتخابي الذي عاشته البلاد خلال الأسابيع الماضية، والذي لا تزال بعض ارتداداته مستمرة، قد دار في ظروف أصرت السلطة على التحكم فيها، بدء بالارتجالية والتسرع في إعداده، وإقصاء المعارضة الديمقراطية عن هيآتتنظيمه والإشراف عليه، والإعداد المريب للملف واللائحة الانتخابيين، والتدخل المكشوف في تعيين مكاتب الاقتراع، ورفض الممثلين داخل المكاتب، ورفض تسليم المحاضر وتحريفها في الكثير من الحالات، إضافة إلى انخراط الدولة السافر بجميع وسائلها، بدء برئيسها، في كل مراحل العملية الانتخابية.
.
وعلى الرغم من هذه الظروف الموغلة في الحيف، يصر النظام على قرصنة بعض النتائج التي استطاعت المعارضة الديمقراطية انتزاعها رغم كل هذه الاكراهات. ومن أجل ذلك، وبعد أن تجلى بطلان ادعاءاته أمام إعادة فرز صناديق الاقتراع، لجأ إلى قضائه الذي يستخدمه لبلوغ مآربه وتصفية حساباته. وهكذا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، رفض هذا القضاء دعوى المعارضة الوجيهة والمبررة فيما يخص ولاية داخلت نواذيبو ومقاطعتي بوتلميتولكصر، وقبل دعوى النظام التي لا تستند إلى أي مسوغ قانوني فيما يخص مقاطعتي الميناء وعرفات، حيث قرر إجراء شوط ثالث في هاتين المقاطعتين يوم 27 أكتوبر الجاري.
لقد شاركنا في هذهالانتخابات دون أي وهم فيما يخص عدم حريتها، وعدم شفافيتها، وعدم تكافؤ الفرص فيها، بل دخلناها انتصارا لإرادة الشعب وتلبية لتطلعه إلى التغيير وإلى حكم رشيد وحياة أفضل. وإننا، وبنفس الإرادة وبنفس الثبات، سنشارك في هذا الشوط الثالث المفروض ظلما ضد إرادة الناخبين. وسنرفع التحدي فيهذه المعركة انتصارا لناخبي هاتين المقاطعتين ووفاء للثقة التي منحوها لمرشحينا.
إننا في الحلف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية:
نواكشوط، 12 أكتوبر 2018