دقة - حياد - موضوعية

فلاديمير وتميم يتقاذفان الكرة ويستهدفان العقوبات!

2018-07-15 00:52:04
 

لم تؤثر الترجمة المتعثرة لكلمة أمير قطر في حفل تسلم المونديال؛ من بوتين على الابتسامات العريضة للمحتفين.

فبدلا من ان ينقل المترجم الى بوتين قول أمير قطر، انه لا يتوقع لفريق بلاده في مونديال الدوحة نتيجة كالمنتخب الروسي في مونديال موسكو ، ظهرت الترجمة وكأن الشيخ تميم يتوعد بتحقيق فوز اكبر مما حققه المنتخب الروسي.

.


لكن فلاديمير بوتين، الذي ادخل في ملعب السياسية، أهدافا، ما كانت تتحقق، لولا المونديال، بدى غاية في السعادة، وهو يسلم الكرة لتميم بن حمد الذي قذفها بحركة رشيقة لمساعديه.
وقبل ان تهدا ملاعب مونديال روسيا، تحدث المراقبون، عن الحصاد الوفير للكرملين، على صعيد تغيير النظرة النمطية المتسمة بالعداء للرئيس الروسي، وانسحبت على شعبه ودولته.
وليس غريبا ان نسمع من صحفيين غطوا المونديال، كانوا قدموا من الغرب، انهم حملوا حقائب مثقلة بالأطعمة، متأثرين بالدعاية ان أسواق روسيا المحاصرة تعاني من شحة في المواد الغذائية ، وان وجدت فإنها فاسدة!
وبلغ فساد الدعاية المعادية حدا، لم يتحقق حتى حقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي و" العالم الحر" بزعامة الولايات المتحدة.
فإذا كانت “الأصوات المعادية"؛الوصف الذي أطلقته الادبيات السوفيتية على الإذاعات الغربية الموجهة بلغات شعوب الاتحاد السوفيتي السابق ، تنفث عداءها من الخارج، باتت بعد انضمام روسيا الى " العالم الحر" تعمل من ستوديوهات في موسكو، والمدن الروسية الكبرى، تعاونها إذاعات وقنوات تلفزيونية محلية على الانترنت، تساهم بفاعلية في الحملة المعادية للكرملين و بوتين.
وبذلت وسائل اعلام مرموقة، جهدا ملحوظا، في رسم صورة مخيفة عن روسيا على انها ملوثة،تسرح في مدنها المافيات، ويخضع فيها كل شيء لرقابة المخابرات!
بيد انه ومنذ الساعات الاولى لوصول أفواج المشجعين، انقلبت الصورة على الضد تماما.
وجد المحتقنون، بفيروس الكراهية، استقبالا سهلا ووجدوا في الروس البسطاء اهلًا. وتمتعوا برخص الأسعار والخدمات بفضل فارق صرف العملات الصعبة، قياسا الى الروبل الذي يتندر الروس ويصفونه بانه خشبي كناية عن ضعفه.

وعلى مدى شهر المونديال، تهاوت مثل البالونات الجوفاء، الصور النمطية عن روسيا.
واكتشف زهاء مليون ونصف مليون مشجع، ومعهم مئات ملايين المشاهدين تابعوا المونديال عبر عالم الاتصالات السحري؛ ان بوتين وشعبه يملكون عينين وأذنين ، مثل بقية البشر. وأنهم ليسوا عدوانيين، ولا يسعون لاحتلال " العالم الحر" !
صحيح ان ممثلي العرش البريطاني قاطعوا المونديال، ولم يحضر اي مسؤول بريطاني رفيع، حتى لتشجيع الفريق الإنكليزي المندحر ، الا ان اغلب زعماء الدول الكبرى المشاركة بمنتخبات، حضروا المباريات ولاكثر من مرة.
وحضر الى ملعب لوجنيكي في المبارات الختامية؛ روؤساء اكثر من عشرين دولة، بينهم الفلسطيني محمود عباس والسوداني البشير والقطري تميم . اضافة الى روساء أوربيين في الخدمة وسابقين.
الملفت ان بين موسكو والدوحة المضيفة لمونديال 2022، مشتركا صنعه الخارج.
فمع فارق الحجم، والدور العالمي والاقليمي، يسعى الروس لاختراق العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على بلادهم، بذريعة معاقبة بوتين على سياساته في أوكرانيا وفِي سوريا وغيرها من الملفات التي يقول “العالم الحر" انها تخيفه، وأدرج روسيا في قائمة" الدول الخطرة"!
وبرز الكرملين في وضع المتحدي للعقوبات، بنجاح باهر للمونديال.
وفِي منقلب اخر من الكرة الارضيّة، يفرض اشقاء وجيران لقطر عقوبات على الدوحة عقابا على سياسات اميرها المتهم من قبلهم "بدعم الارهاب".
ولعل حصار روسيا، كان احد ابرز المحفزات لان يبذل الكرملين أقصى الجهود لانجاح موندياله. واستحق من رئيس الفيفا تقدير أحسن مونديال في التاريخ.
ربما تلعب مقاطعة قطر، دورها المحفز لان تعمل الدوحة على إنجاز مونديال، يعترف الشيخ تميم، انه قد لا يصل الى ما وصله مونديال روسيا، لكنه تعهد ان يبذل أقصى ما يمكن لبلوغ التفوق.
ينقلب السحر على الساحر!
هكذا يردد الروس الفخورون بالنجاح الباهر لمونديال 2018 في بلادهم؛وبرعاية يومية من رئيسهم الذي سيبقى في سدة الحكم ست سنوات اخرى، قد تمتد الى نهاية العمر، الامر الذي يدفع بمحبيه وكارهيه الى تلقيبه "بالقيصر".
وثمة من يعتقد ان الأنظمة الملكية، اكثر استقرارا؛ ويورد دول الخليج العربية مثالا وبينها قطر التي تلقف اميرها من " القيصر" طابة المونديال، وقذف بها لمساعديه وكأنه يقول لهم " خليكم شطار مثل الروس"!
سلام مسافر

تابعونا على الشبكات الاجتماعية