لم تكن محاولة16 مارس الانقلابية عادية كغيرها من المحاولات التي تقف وراءها جهة أو مجموعة تسعى للوصول إلي السلطة ، وإنما كانت محاولة فريدة من نوعها لإعادة قاطرة البلاد إلي سكة الديمقراطية وحكم الشعب، وهكذا ضمت في قياداتها: ضباطا من: الشرق، والجنوب، والزنوج كما دعمها جناح مدني واسع بقيادة حركة موريتانيا الديمقراطية(LAMD)ضم سياسيين ورجال أعمال كبار.
.وكانت الأولى من نوعها في بلد الانقلابات)موريتانيا(التي تسعى لتنصيب رئيس من خارج قادتها)المرحوم فياه ولد المعيوف( بل من جهة ثالثة من موريتانيا)الشمال(الذي لميكن ضباطه موجودين ضمن عناصرهافي مثال واضح على التضحية والإيثار والإخلاص لموريتانيا وموريتانيا فقط.
و منذ بداية العملية سطر منفذوها نماذج ملحمية منقطعة النظير في الشجاعة، والإقدام ،والوطنية لاشك أنها ستكون في يوم من الأيام مادة خصبة لأفلام هولوود الواقعية، ولم تستطع دعاية ولد هيدالة المغرضة التي سخر لها الإعلام الرسمي- الوحيد الموجود وقتها- طيلة فترة حكمه المشئومة أن تطمسها.
فشلت المحاولة- للأسف الشديد- بعد ان منحت المخابرات الجزائرية ولد هيدالة معلومات حول توقيتها وطريقة تنفيذها وقت الاجتماع الأسبوعي للحكومة وبدل أن يستعد لمواجهتها قرر الهرب إلي أقصى شمال البلاد )ازويرات(وبدأمن هناك في ترتيبات الهرب واللجوء إلي الخارج.
ولم يستطع العودة إلي العاصمة إلا بعد تأكده من فشل المحاولة واعتقال قادتها الأبطال.
عاد ولد هيدالة إلي نواكشوط وقدم المشاركين في المحاولة لمحكمة عسكرية صورية على عجل كانت رغم شكليتها فرصة لهؤلاء القادة لتسجيل مواقفهم البطولية الخالدة أمام المحامين والصحفيين وطاقم المحكمة حيث عبر الأمير المرحوم احمد سالم ولد سيدي عن تحمله هو و القائدعبد القادر )كادير(كامل المسؤولية عن هذه العملية -محاولا تبرئة المشاركين من غير الضباط- كما أكدأمام المحكمة على قناعته التامة بما قام به ،وانه غير نادم عليه مادام يرى انه من اجل مصلحة موريتانيا وقبل دقائق من تنفيذ حكم الإعدام كتب رسالته الشهيرة الخالدة إلي زوجته الفضلة مان تلك الرسالة التي مازالت وستظل نموذجا للشجاعة ورباطة الجأش
اعدم القادة وزج بكل من له علاقة من أي نوع بهم في السجن، وحكم على كافة اطر وسياسي تلك الجهات بالإقامة الجبرية ،وبدأت حالة طوارئ غير معلنة في البلاد التي حكمت بيد من حديد تناغمت معها الطبيعة بحبس المطر، ومنع الزرع ،وجفاف الضرع واستمرار العواصف الغبارية الهوجاء فكانت فترة عصيبة استمرت إلي غاية انقلاب12-12-84 الأبيض حيث تنفس الموريتانيون الصعداء مع سقوط أولى زخات مطر تزامنا مع إذاعة البيان رقم1 لإعلان نهاية الحكم المشئوم.
عن الصفحة الشخصية للكاتب امربيه ولد الديد