الكتل الانتخابية في دول إفريقيا الساحل والصحراء، تمثل حجمالأحزاب السياسية الصغيرة، وللحفاظ على ولاءاتها الانتخابية تتطلب مراسا ومرانا، ومعرفة دقيقة بمفاتيح الجغرافيا الطبيعية والبشرية لهذه الكتل.
.و من ذلك ما هو تاريخي ، ومنه ما هو توليفة مصالح، ومنه ما هو متغير، ومنه ما تأتي تحالفاته متسارعة، لا تدرك إلا بعد فوات الأوان.
وسواء كانت ترمز تلك الكتلة لقبائل أو شرائح، أو مجموعات تأطير سياسية، أو نقابات تدافع عن مصالح، أو حركات اجتماعية مطلبية ، أو حركات طلابية وشبابية ، أو تيارات صوفية، أو أصحاب رؤوس أموال ،أوصحافة رأي أو موجهين تربويين يمثلهم الآن في بلدنا ، تلامذة الداعية محمد ولد سيد يحي، وجماعة التبليغ، والحراك العلمي للنصرة، ورموز التيار العلمي لصناعة المحظرة، والزوايا التصوفية راسخة القدم في أخوة المحبة في الله وعلم التوحيد.
فإن المحافظة على مفاتيح هذه الكتل ، يتطلب دراسة متأنية لمتغيرات وتاريخ ومستقبل روافد الكتلة الانتخابية،وبرامج تواصل معها منبثقة من رؤية تنزل الناس منازلهم، وتأخذ العصا من الوسط، ولا تراهن على التخمين الخادع(انتخابات الشيوخ كانت مثالا)، أو على المغامرات الفردية لبعض الأطر والوجهاء، الذين خبرنا أوهامهم في التصويت على التعديلات الأخيرة، ورأينا أزيز صيفهم الحار في ما انفرط وما انتشر من لهثهم.، وما فشا من خبرهم.
لا يبدو أن أشكال التنظيمات الحزبية القائمة، التي فقدت البريق في(أحزاب المخزن) و(أحزاب شعار الرحيل)، قادرة على توجيه مفاتيح أغلب الكتل الانتخابية، التي يرمز لها جدول آخر إحصاء صادر عن هيئة الإحصاء العام للسكان والمساكن في موريتانيا(انظر الجدول المرفق)