دقة - حياد - موضوعية
دقة - حياد - موضوعية
يعتبر دخول منتدى المعارضة في الحوار الذي يدعو له النظام اليوم حتمية تاريخية تفرضها المصلحة الوطنية العليا، والمنطق السياسي السليم الذي يراعي مآلات الامور ويحاول توجيهها نحو خدمة الديمقراطية والاستقرار بالبلد، وحق الاجيال القادمة في ميراث سياسي يتناسب وطموحاتهم ويتماشى وعصرهم الذي تكاد تصبح فيه الانظمة السياسية مفعول بها لا أدوات فعل، نظرا لتزايد الوعي واكتساح الثورة الرقمية وشبكات التواصل والإعلام لكافة المجالات، وعدم قدرة الحكومات الوقوف في وجه ذلك، بل فرض على الكثير منها التماهي والجري وراء الاحداث التي تصنع خارج إرادتها
.وانطلاقا من هذا، فعلى المعارضة عدم نسيان أن النظام الموريتاني الحالي كسب الشرعية الدستورية والقانونية على المستوى الوطني والدولي وذلك بعد الانتخابات التي شارك فيها الجميع وما تلى ذلك من استحقاقات أخرى، وهو ما يجعله مصصم على مواصلة خياراته السياسية والاستراتيجية، وهو ما يحتم على المعارضة اقتناص استعداده للحوار واعتبارها لحظة تاريخية يمكن من خلالها تحقيق مكاسب لصالح مستقبل الديمقراطية وتعزيز الحقوق في هذا الوطن العزيز، والعمل على تقليص شهية أعداء الدميقراطية والحد من اطروحاتهم
النظام قد يتجه لتعديل الدستور ولكن ليس لتغيير الدورات الانتدابية للرئيس والتي ستبقى كما هي، وإنما حسب وجهة نظري سيعمد إلى إنشاء نظام برلماني جديد يتم فيه تقليص صلاحيات الرئيس وتعزيز صلاحيات رئيس الوزراء، حيث سيصبح محمد ولد عبد العزيز بعد حصول حزبه على الاغلبية البرلمانية رئيسا للوزارء، وسيقدم للرئاسة أي شخص يثق فيه من خارج المؤسسة العسكرية.....وبالتالي فإن عدم مشاركة المعارضة في صياغة هذا التوجه وعدم تواجدها في المؤسسات المنتخبة سيحسب عليها وستطالها لعنة التاريخ الذي سيكتب على أنها تقاعست ولم تقف سدا منيعا أمام تراجع المكتسبات الدميقراطية ، ولم تحافظ على تواجدها داخل المؤسسات السياسية للبلد وتركت الساحة لدعاة اللون الواحد والفكر الواحد الذين يحاولون جاهدين اقناع الرئيس بعدم أهمية المعارضة وضرورة تجاوزها وهو ما لا يريده الرئيس....
د. أحمد ولد محمد السالك الداه
