دقة - حياد - موضوعية

أهيه يالعلك...(تدوينة)

2017-12-19 04:17:02

سينطلق نهاية الشهر الجاري مهرجان العلك في نسخته الأولى بإشراف وتنظيم منظمة نادي حماية التراث الثقافي للمذرذره التي يقودها رئيسها الأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف ومنسقها السيد العام سيدي ولد سيدي يعرف.

.

وقد نظمت المنظمة عدة اجتماعات تحضيرية للمهرجان دعت من خلالها جميع أبناء المذرذره البررة لحضور المهرجان.
المهرجان ثقافي محض، بعيد كل البعد عن السياسة. وقد انبثق عن الاجتماع الأخير تعين ثلاث لجان تشرف على المهرجان:
1- لجنة تنظيمية ترأسها خديجة بنت إفكو
2-لجنة ثقافية يرأسها محمد ولد الميداح
3- لجنة إعلامية يرأسها الدكتور محمد ولد حامدينو.
التاريخ الذي حدد للمهرجان هو الجمعة 29 دجمبر الجاري و سيستمر مدة ثلاثة أيام.
أهل المذرذره يسابقون الزمن منذ أشهر لإنجاح تظاهرتهم ودفع المساهمات المادية والمعنوية المترتبة على ذلك.
هذه التظاهرة فكرة راودت أبناء المذرذره الأبرار منذ سنوات؛ لكن عراقيل حالت دون تجسيدها على أرض الواقع إلى أن تم التغلب على جلها في الآونة الأخيرة.
تاريخ المذرذرة ضارب في القدم يمتزج فيه التاريخ مع الثقافة والإقتصاد مع السياسة
أما سياسيا فقد اتخذتها فرنسا مقرا من مقرتها الإدارية؛ مما هيأها لأن تكون مركزا إداريا وتجاريا وثقافيا حيويا
وعلى المستوى الثقافي شهدت المذرذره نهضة علمية وأدبية نوعية كان من بين نماذجها العلامة لمرابط امحمد ولد أحمد يوره رحمه الله، أبرز قادة مدرسة ازريگه الذي بلغت على يده أوج ازدهارها.
وهو الذي يصف شجر القتاد "أيروار" في قوله:
تعجبت من شأن القتاد شبابه ~~ له عنفوان أن تشيب ذوائبه
وتعشقه الأنعام إبان شيبه ~~ وما خلت أن الشيب يُعشق صاحبه
ويحيي به سجع الحمائم بالضحى ~~ هوى من نأى أحبابه وحبائبه
كما أنجبت المذرذرة أسرا تميزت هي الأخرى مثل أهل الميداح و أهل هدار و اهل اجريفين و من أعلام هذه الأسر المختار ولد الميداح و سيديا ولد هدار و الموزعي ولد اجريفين
أما على المستوى الاقتصادي فقد شكل العلك رافدا اقتصادا مهما تناوله أدباؤها وفقهاؤها من جوانب متعددة كان أشهرها الجدل الذي دار حول طعاميته من عدمها.
ويسمى تجار العلك في بعض المناطق بأغرمان، وفي بعضها بإمراشن (جمع أمراش) وهو قوم نصبوا أننفسهم لاستجلاب العلك؛ إما لصالح أنفسهم، وإما لصالح دور التجارة الكبرى التي يمثلونها. وقد يباع العلك لأهل الدور مباشرة وقد يباع لأهل الزوارق الذين انتدبوهم لذلك.
ويدخل العلك في صناعات عديدة، من بينها صناعة الدواء.. وقد عرف الموريتانيون ذلك من قديم، عندما كان يحتل مكانا متقدما في عيادة "أهل أوفى" وغيرهم من أسر التطبيب في المذرذره. وما أوفى - رحمه الله- إلا نعمة من النعم الكثيرة التي حبا الله بها المذرذره؛ والتي تفتخر بها.
أما أدباؤها فقد نقلوا لنا صورة حية من خلال أشعارهم التي تصف أحيانا طبائع البائع والمشتري.
ووصف بعضهم تاجرا من المطففين فقال:
يكيل ويوفي الكيل إن كان آخــــذا**** وينقص دفعا كيله ويكالــــــــب
وينقص أيضا باعة العلك علكهــــم ** وينقصهم زرعا بما لا يناســـــب
ويخفض من ذا السعر في كل ساعة**** ويرفع إما أحوجته المـــــــــآرب
ويخلط أثمان الطعام وربمــــــــــــا**** يخيس به إن منه تعطى الأجانب.

من صفحة الكاتب والمدون الكبير البراء ولد محمدن

تابعونا على الشبكات الاجتماعية