انتقد الزعيم احمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوي الديمقراطية الاوضاع بشدة في موريتانيا مشيرا الي انها اذا اسمرت على ماهي عليه سنكون امام انقلاب عسكري.
.
وتحدث ولدداداه في مقابلة شاملة اجرتها معه صحيفة البلد المخلية عن امختلف القضايا المطروحه وهذا نص المقابلة:
خرجتموريتانيا قبل أيام من استفتاء دستوري، قاطعته المعارضة بمختلف اطيافها ،لكن النظام استطاع تمريره رغم اعتراضكم وتشكيكم ، فما ذا عن اللحظةالسياسية الراهنة في البلاد ؟
-
هذا البلد اليوم يعيش ظروفاصعبة جدا على كل المستويات ، فعلى الصعيد السياسي هناك أساليب وممارسات دأبعليها الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، تتنافى تماما مع أخلاقيات أهل هذهالبلاد ، التي عرف عنها التعامل الطيب والاحترام المتبادل بين سكانها،وتهذيب في الالفاظ المستخدمة بين الناس في النقاشات العمومية ، لكن حقيقةمحمد ولد عبد العزيز، أنه يعتمد أسلوبا في التعاطي مع الناس خارج هذاالإطار الأخلاقي و القيمي ، فهو يتهم الناس بالتهم الواهية علنا ، وينعتهمبالنعوت غير اللائقة أمام الرأي العام، ويستخدم في هذه الأساليب عباراتوألفاظا غريبة تماما على ثقافة هذا البلد ، فهذه البلاد عرفت تاريخيا ببلادالمليون شاعر، فالشعر معروف أنه يعكس مستوى راقيا من الثقافة والقيمواللباقة ، وهذا ما يفتقر له الرئيس محمد ولد عبد العزيز جدا ، وكأنه لميعش في هذه البلاد ولم يطلع على قيمها وثقافتها
♦♦♦
محمد ولد عبد العزيز ثقافته غريبة على المجتمع وخطاباته تطفح بالاتهامات و النعوت المشينة (ماه طايبه)
♦♦♦
-
ما ذا تقصد بعبارة : الرئيس “ما عاش في هذا البلاد” ؟
-
أقصد بها فقط تكوين الرجلوثقافته ،أنا لا أهتم بتلك الأمور، يهمني فقط أن يكون من يدير الشأن العامفي هذا البلد، يحمل ثقافة وحضارة البلد، ويستخدمها في التعاطي مع الناس ،ومحمد ولد عبد العزيز ثقافته غريبة على المجتمع وخطاباته تطفح بالاتهامات والنعوت المشينة (ماه طايبه)والكلام الساقط ، فهو يعتمد أسلوبا يفتقر كلالافتقار للمسؤولية ، ولكن لا غرابة في كل ذلك لأن المثل يقول من جهل شيئاعاداه.
♦♦♦
لا يمكن لدولة أن تدار برأي شخص واحد ولو كان أويس لكن ما ذا عن التواصل بينكم كمعارضة والنظام ؟
-
لا يوجد في الحقيقة أي نوع منانواع التشاور بين السلطة الحاكمة والمعارضة ، فالمعارضة في البلدان التيتدعي الديمقراطية مهمة جدا، لأنها تمثل الاتجاه المعاكس للسلطة ، وضروريجدا أن يكون هناك نوع من الاحترام والإصغاء المتبادل ، الذي يسمح لكل إتجاهبأداء مهمته على أكمل وجه خدمة للوطن.
فالتتشاور مع المعارضة في كلالامور الوطنية سمة من سمات الأنظمة الديمقراطية، لأنه أحيانا يكون هامشالخلاف بين الحكومة والمعارضة ضيقا جدا وقد تتطابق وجهات النظر في قضاياهامة ومصيرية بعينها، تدخل في صميم المصلحة الوطنية.
لكن للأسف الشديد هذا الجانبالمشترك من المسؤولية مفقود اليوم في بلادنا ، لأن الرئيس محمد ولد عبدالعزيز يتحدث في مهرجاناته و خرجاته الإعلامية ، ويهاجم المعارضة وكأنهاعدو شخصي له ، وهذا خطأ فادح وكبير ، عليه أن يعلم أن المعارضة ليست ضدمحمد ولد عبد العزيز كمواطن ، ولا يمكنها أن تكون كذلك ، لكن محمد ولد عبدالعزيز كمسير للشأن العام سياساته لا تعجب المعارضة ، ولا تليق بها ، ولاترى أنها تمثل مصلحة البلاد
♦♦♦
-
كل سياسات النظام فاشلة في نظرنا ،سواء منها تسييره للعلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار أو تسيير الثروات الوطنية
♦♦♦
-
عن أي سياسات فاشلة تتحدث وفي أي مجال ؟
-
كل سياسات ولد عبد العزيزفاشلة في نظرنا ،سواء منها تسييره السيئ للعلاقات الدبلوماسية مع دولالجوار و للعلاقات الخارجية بصفة عامة، وسواءا تعلق الأمر بتسيير الثرواتالوطنية الهائلة والمهمة ، فهذا التسيير نرى أنه فاشل ومطبوع بالارتجاليةوعدم وضوح الرؤية والرشوة التي أصبحت سرطانا مستشريا في جسم الدولة ينهكمواردها الاقتصادية، ولا تسلم منه مصالح الناس.
♦♦♦
نحن لم ولن نرفض الحوار ، لكننا لا نشارك إلا في حوار جاد وصادق… فالرجل لا يتشاور مع أحد
♦♦♦
-
رفضتمالإستفتاء الأخير بشدة، وخرجتم في مظاهرات قمعتها الشرطة ، ما سر رفضكملهذا الاستفتاء ، هل لأنه ينبثق عن حوار سياسي لم تشاركوا فيه ، أم لأنهإستفتاء غير دستوري كما يرى البعض ؟
-
أولا إسمح لي أن أوضح أنناكمعارضة ليست لدينا أي علاقة مع هذا النظام ، ولسنا السبب في ذلك ، فنحننعلم أن أي حكومة شرعية كانت أو غير شرعية هي المعنية بإدارة شؤون البلد ،لكن الغريب أن تكون هذه الحكومة تدعي الديمقراطية ، وفي نفس الوقت ليسعندها أي علاقة ولا تشاور مع الطيف السياسي المعارض ، ونحن طبعا نحترمأنفسنا ولا نخضع لسياسات الإرغام ، التي يجسدها المثل الشعبي “إشرب وللنرشمك”
-
النظام يقول أنه دعاكم للحوار أكثر من مرة لكنكم فضلتم المقاطعة ؟
-
دعوة الحكومة للحوار تحتاجللمراجعة والتدقيق ، فنحن لم ولن نرفض الحوار ، لكننا لا نشارك إلا في حوارجاد وصادق يسمع فيه رأي الكل ، وتكون أيضا مخرجاته قابلة للتنفيذ وهناكنية حكومية صادقة لتنفيذها ، و الحوار الذي دعتنا له الحكومة في الماضي لايتطابق مع هذه المحددات الأساسية التي بدونها يكون الحوار ضربا من العبث ،ومن باب التندر أتذكر أنه في إحدى مناسبات الحوار التي نظمها نظام محمد ولدعبد لعزيز ، وبينما كانت اللجان منشغلة في عملها إذ جاءها الخبر أنالتوصيات صدرت وباجماع جميع المشاركين ، فهذا النوع من الممارسات لا يدعممصداقية من يقوم به، ولا يزرع الثقة بينه مع الاطراف السياسية ، ومثل هذاالنوع من الحوار نحن لا نسعى له ولا نريده ولن نشارك فيه، لأننا لا نرضى أنتكون مشاركتنا ديكورية فقط ،فقناعتنا أن محمد ولد عبد العزيز لا يؤمنبالحوار ، ومن يريد الاقتراب منه عليه أن يكون بلا رأي ، ومما يروى عنه فيهذا الإطار أن أحزاب الموالاة شكت له عدم تشاوره معها، فرد عليها ولد عبدالعزيز بأن سأل رئيس الحزب الحاكم قائلا هل استشرتك يوما أو سألتك عن أي شي، قال رئيس الحزب لا فخامة الرئيس.
♦♦♦
ولد عبد العزيز يبذل كل الجهود لكي يبقى في السلطة الى ما شاء الله ، وهذه هي الديكتاتورية بعينها
♦♦♦
إذن هذه الأساليب من الصعب أنيقبلها من يحترم قناعته السياسية ويحترم نفسه أولا ، لأن من يتشدق علنابأنه لا يتشاور مع موالاته ، كيف نصدق أنه صادق في سعيه للتشاور والحوار معالمعارضة. ومع ذلك فنحن في المعارضة قدمنا وثيقة بإجماع كافة الطيفالسياسي المعارض المنضوي تحت لواء المنتدى حينها، تتضمن رؤيتنا وممهداتنالحوار وطني شامل وجاد من شأنه أن يخرج البلاد من مستنقع الأزمات الذي تعيشفيه منذ وصول ولد عبد العزيز للسلطة، ولكن النظام تجاهل تلك الوثيقة ولميرد عليها حتى اللحظة
-
السيد الرئيس ما زلت أنتظر ردكم على السؤال المتعلق برأيكم حول الاستفتاء الأخير ؟
-
هذا الاستفتاء نحن ندرك بوضوحأن الغرض منه ليس قضية العلم و الشيوخ الخ…، الاستفتاء مناورة من ولد عبدالعزيز لتمهيد الطريق لحلم المأمورية الثالثة أو الرابعة أو الخامسة ،و قدصرح في خطاباته الأخيرة أنه سيكون هناك إستفتاء آخر ، ونحن من البداية ندركذلك، ونعلم أنه سيبذل كل الجهود لكي يبقى في السلطة الى ما شاء الله ،وهذه هي الديكتاتورية بعينها ، فالرجل لا يتشاور مع أحد والانتخابات مزورة ،فالمدن الكبرى كلها لم يسجل فيها أي تواجد معتبر لدى مكاتب التصويت ، فبأيمنطق يتم الإعلان عن نسبة53بالمائة،أي منطق هذا ؟، هذا ضحك مكشوف على عقول الناس، أضف إلى ذلك ضعف الاقبال علىالتسجيل على اللوائح الانتخابية مما اضطر لجنة الانتخابات إلى تمديد فترتهثلاث مرات دون فائدة ، مع العلم أنهم استخدموا كل الطرق لرفع ذلك التحديمن ضغط وتخويف للموظفين وشراء للذمم وتصفية للحسابات….
-
♦♦♦
-
محمد ولد عبد العزيز يتحدث في مهرجاناته و خرجاته الإعلامية ، ويهاجم المعارضة وكأنها عدو شخصي له ، وهذا خطأ فادح
-
♦♦♦
-
اذا من يتحمل المسؤولية بالنسبة لكم، الإدارة أم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات؟
-
لا لا المسؤول الأول و الأخيرعما حصل ويحصل هو محمد ولد عبد العزيز، ليست هناك لجنة ولا إدارة ، وهذاالنوع من التصرف خطير جدا، لأنه يولد تراكمات خطيرة ، فصبر أي مجتمع بشريله حدود، ونحن في حزب التكتل لا نريد لموريتانيا أن تنفجر، أو تتمزق، أوتنزلق للحرب الأهلية ، لانها بلادنا التي نتمنى لها الخير، والاستقراروالاستقامة والتطور ، والمشاركة في الركب الحضاري ، فلا يمكن لدولة أن تداربرأي شخص واحد ولو كان أويس القرني.
-
لكن رغم مسؤولية النظام ، البعض يتهم المعارضة أيضا بأنها تفتقر للتماسك ، و الثقة و النزوع للأغراض الشخصية ؟
-
قبل الحديث عن المعارضة، أنتتعلم أن حكومة وطنية مسؤولة ، تراعي مصالح الوطن الآنية والمستقبلية ، يجبأن تنتهج سياسة معقولة ، يرى فيها الجميع ذاته وهذا بعيد مما تعيشه البلادحاليا من مناورات رخصية ، ينتهجها النظام، أما المعارضة فلكل منها أسلوبهونظرياته ورؤاه، التي يرى من زاويته أنها تخدم المصلحة العامة للبلد ، ولكنسياسة النظام لتمزيق وتمييع المعارضة، بترخيص الأحزاب السياسية بشكلعشوائي وغير بريء، هو الخطير جدا ولا ينم عن نية حسنة في العمل السياسي ،والأمر لا يخص المعارضة بل يخص الساحة السياسية بصفة عامة، حيث يوجد مايقارب مائة حزب سياسي ، هذا لا يخدم البلد و لا معنى له ، فهي سياسة تمييعمتعمدة كي “يصيح فوق كل غصن ديك”كما يقول الشاعر الاندلسي
-
قد يكون ظهور الأحزاب السياسية طبيعي ، وناتج عن فشل الأحزاب القائمة ، في إقناع الناس ببرامجها وتوجهاتها السياسية ؟
-
لا لا ، الأمر ليس كذلك هيسياسية إغراق للأحزاب الكبرى ، وتشويش عليها ، فهناك تشجيع لتكاثر الاحزابكي تتواجد في الساحة ، وهذا في الحقيقة لا يخدم البلد ولا يخدم الديمقراطية، فالولايات المتحدة الامريكية سكانها 300مليون نسمة يوجد فيها حزبانكبيران ،وسياسة ولد عبد العزيز تشجع تمزيق الاحزاب بالترخيص لاحزاب”كرتابل” كما يطلق عليها أهل نواكشوط
♦♦♦
صناديق الاقتراع التي قاطعتها المعارضة مؤخرا لم يشاهد أمامها أي طابور في أي منطقة من موريتانيا
♦♦♦
-
ولكن الأمر يعود لكم أيضا ، فالرئيس محمد ولد عبد العزيز في الحملة الاخيرة، قال إن المعارضة لا وجود لها ؟
-
هذا يؤكد كلامي ، ولكن حتى ولوكانت المعارضة لا وجود لها كما قال ، كان عليه أن ينكر هذه الحقيقة ولايعترف بها ، لأنها تعني ببساطة إنعدام الديمقراطية، واستفحال الدكتاتورية ،لكن الرئيس قال هذا الكلام في مهرجان شعبي حضره الكثير من الناس ، لكنصناديق الاقتراع التي تقاطعها المعارضة لم يشاهد أي طابور أمامها في أيمنطقة من موريتانيا ، ونحن لدينا ممثلين في كل مقاطعات الوطن ، وتأكد لديناأن الناس لم يذهبوا للتصويت لأن المعارضة قاطعت الانتخابات ، وهذا يدل علىأن المعارضة موجودة وقوية على عكس ما قال ولد عبد العزيز.
♦♦♦
الجيش ركيزة أساسية من ركائز الدولة ، وبينه ميثاق دم مع الشعب الموريتاني
♦♦♦
-
نصل الآنلنقطة قد تكون حساسة إلى حد ما ، لكنها مطروحة في المشهد السياسي ، فالبعضيرى أن السياسة في البلد اليوم مرتبطة بالجيش ، أنتم في حزب التكتل ما هوموقفكم من الجيش ، هل ترون أنه معني بالعملية السياسية في البلاد ، أم أنهيجب أن يبتعد أو يبعد عنها ؟
-
شكرا على هذا السؤال وعلى كلالأسئلة ، لكن أشكرك بصفة خاصة على هذا السؤال ، لأنه هام جدا وضروري ، نحننرى أن الجيش ركيزة أساسية من ركائز الدولة ، وبينه ميثاق دم مع الشعبالموريتاني ، لأنه يدافع بدمه عن الشعب وهو الضامن لحماية الحدود والحوزةالترابية للبلاد والسيادة الوطنية ، معنى ذلك أن الجيش في الوضع الطبيعييجب أن يكون فوق كل الاعتبارات ، وتكون كل القوى السياسية بمختلف مشاربهاتمشي خلفه و أمامه في مهامه الوطنية النبيلة ، خاصة أن مهمة جيشنا الوطنيليست سهلة ، فبلدنا مترامي الاطراف ، وموقعنا الجغرافي صعب لأننا في منطقةالساحل والصحراء ، وملتقى إفريقيا والعالم العربي ، وهناك الكثير منالأخطار التي تحدق بهذه المنطقة التي تنتشر فيها عصابات الإرهاب والجرائمالعابرة للحدود ، وهي المنطقة الممتدة بين الصومال والمحيط الأطلسي ، ففيهذه المنطقة تنشط شبكات التهريب والهجرة السرية ، و شبكات الجرائم بكلأنواعها ، وبالتالي من الضروري جدا أن يكون جيشنا الوطني في وضع يسمح لهبالتفرغ لمهمته السامية ، ومواجهة هذه التحديات ، وتكون لديه الجاهزيةالكاملة لذلك ، لكن للأسف الشديد الجيش مفعول به ، كغيره من المؤسساتالوطنية (موكل بيدين ماهم أيديه) لأنه يزج به في الصراعات ، و التجاذباتالسياسية التي لا تدخل ضمن مهامه السامية النبيلة ، وهذه الوضعية المؤسفةجعلت جيشنا الوطني في وضع غير مريح فهو لم يترك لحاله ومهامه السامية كييكون محل اجماع لدى كل الاطياف السياسية ، ولم يزود بالوسائل والآلياتالضرورية كي يؤدي مهامه بصفة فعالة ، فنحن نشاهد بعض كبار القادة في الجيشيمارسون العمل السياسي علنا ، ويدخلون في التجاذبات السياسية التي تشهدهاالساحة ، ونرى أخطر من ذلك قادة وضباطا مشهود لهم بالخبرة والنزاهة ،مهمشين ومبعدين عن تواي المسؤوليات الحساسة والمهمة في الجيش، لأنهم رفضواالدخول فيما لا يعنيهم ، ويرفضون الزج بالجيش في المعترك السياسي ، والأخطر من كل ذلك أصبح بعض المتنفذين في الجيش يمارسون هجوما مشينا علىالوسائل المادية ، وهذه في الحقيقة كلها أمور خطيرة ، تشغل الجيش عن مهمتهالأساسية النبيلة التي إرتبط مع الشعب الموريتاني بميثاق دم حولها ، وهذهالوضعية خلقت نوعا من عدم الانسجام و التذمر داخل الجيش ، ونحن في الحقيقةنحتاج لجيشنا كاملا، ولدوره السامي ونحتاج أكثر لأن يكون جيشنا محل إجماع وفوق الجميع.
-
ولكن النظام الحالي طور الجيش خاصة في الجانب التجهيزي ، والبعض يتحدث عن صناعة الجيش من جديد ، هل تنفون ذلك ؟
-
الجيش تطويره وتجهيزه يجب أنيكون متكاملا ، نحن في حزب التكتل نرى أن الجانب الاجتماعي للجيش وهو الأهممهمل تماما ، فعلى سبيل المثال قادة وعناصر الجيش المتواجدين على الجبهاتوالثغور يجب أن تكون هناك عناية خاصة بأسرهم وأطفالهم من حيث التدريسوالصحة والتأمين الغذائي ، لكي يبلوا هؤلاء بلاء حسن ، ولا يشغلهم التفكيرفي وضع أسرهم عن الأداء الفعال في الميادين والجبهات والثغور ، كما يجب أنتكون هناك عناية خاصة بالأرامل والمتقاعدين والمعاقين ، لأنهم قدموا حياتهممن أجل الوطن ، وفي خدمة العلم ، ويجب أن يتم التعويض لهم رغم أن روحالتضحية لا تعوض.
♦♦♦
بعض كبارالقادة في الجيش يمارسون العمل السياسي علنا ، ويدخلون في التجاذباتالسياسية ، ونرى أخطر من ذلك قادة وضباطا مشهود لهم بالخبرة والنزاهة ،مهمشين ومبعدين
♦♦♦
-
على ذكرالعناية بالجيش وبمعنوياته العامة ، يرى البعض أن المقاومة الوطنيةللإستعمار لم تتم تحت علم وطني موحد ، في حين أن العلم الوطني الحالي الذيتم تغييره أو تحسينه في الاستفتاء الأخير، مات تحته المئات من أفراد الجيشالوطني في حرب الصحراء وعلى الثغور والجبهات ، ما هو رأيكم ؟
-
على كل حال بدون الدخول فيالتفاصيل ، الجيش الوطني منذ 60 سنة وهو يحي هذا العلم يوميا ويخدم تحته ،واللون الاخضر هو لون لباس أهل الجنة فالآية الكريمة تقول (عَالِيَهُمْثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍوَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21))
وهذه البلاد أيضا تسمىالجمهورية الاسلامية الموريتانية ، وهناك خصوصية كبرى لبلادنا، يجب أن ننتبه لها ونصونها ، وهي أن موريتانيا دولة مسلمة مائة بالمائة ، وسنيةمائة بالمائة، ومالكية مائة بالمائة، والطرق الصوفية المنتشرة فيها سواءالتجانية أو القادرية أو الشاذلية ، تنتشر في جميع مكونات الشعب الموريتاني، وهذا مكسب كبير ، يجب ان نثمنه ونصونه ، أنظر مثلا للمشهد في لبنان… ،تجد المسلمين و المسيحيين ، وتجد السنة والشيعة وتجد الضروز ، يعنياختلافات كثيرة ، في حين أننا في موريتانيا لسنا كذلك ، نحن لله الحمدلدينا انسجام تام خاصة أن طرقنا الصوفية كما قلت لك منتشرة في كل مكوناتالشعب ، وهذا الجانب الروحي أعتقد أننا لم نستشعر أهميته بالنسبة للوحدةالوطنية.
-
السيد الرئيستحدثت عن أهمية الجيش ، وما يجب أن يكون عليه ، لكن لم تحدثني عن رؤيتكمحول دور أو مسؤولية الجيش في صيانة أو مراقبة العمل السياسي في البلاد ؟
-
انا أرى أن الجيش إذا ترك حرافي أداء مهامه في حماية الحوزة الترابية ، و السيادة الوطنية ، سيكون أولامحل إجماع لدى الجميع ، وهذا مهم جدا للدولة وللشعب وللجيش ، نفسه لأنهسيبتعد عن الصراعات التي لا تعتبر أساسية له بل تضر به وبسمعته ، وهذهالوضعية ستجعل الشعب والطبقة السياسية بمختلف مشاربها تقدر الجيش ، وتعتبرأنه يستحق كل شيء في هذه البلاد، لأنه صمام أمنها وضامن استقرارها ، فلاأحد في هذه البلاد يرضى أن يستخدم الجيش كأداة للتغول والتغلب السياسي ،كي يسيطر هذا السياسي أو ذاك على الأمور، ويقصي بقية الفرقاء ، فالجيش فينظرنا أرقى وأهم وأسمى وأنبل من ان يستخدم كمليشيا ، وهذا خطير علىموريتانيا وعلى الجيش.
-
تستخدم عبارة المليشيا ؟
-
نعم نعم الجيش اليوم يستخدمكمليشيا لترجيح كفة سياسية ضد أخرى ، وهذا لا يليق به وبدوره ، الجيش يضمخيرة أبناء موريتانيا الذين يحمونها بدمهم وبحياتهم ، بالتالي لا يليق أنيستخدم كمليشيا ، لأنه فوق الجميع ، وأنا حين أقول هذا الكلام لا أتهم كافةأفراد الجيش ، بل أرى أنه يتم استخدامهم تحت بند الطاعة والانضباط من طرفرأس النظام.
-
ولكن منتتهمونهم باستخدام الجيش يرون أن الجيش يتدخل في السياسة فقط في لحظاتالأزمات الخطيرة التي تهدد كيان الدولة من أجل تغيير النظام الفاسد ؟
-
الجيش كما قلت وأكرر مهمتهحماية الحدود والسيادة الوطنية , وحتى إذا افترضنا جدلا أن الظروف حتمتعليه التدخل لتصحيح وضع البلاد ، فعليه أن ينظم انتخابات نزيهة في أسرع وقت، ويسلم السلطة لمن حصل على الاغلبية ، ويرجع لمكانه ومكانته المرموقة فيالثكنات ، و خطوة كهذه ستكون جميلة بالنسبة له وجيدة له ولسمعته وستعطيهمعنويات مرتفعة الى عنان السماء ، وسيكسب بها إجماع الشعب ، والنخبالسياسية كلها ، فموريتانيا بلاد حبلى بالخيرات وسكانها بحدود 4 ملايينومساحتها مترامية الاطراف ، ولا يمكن أن تحمى الا بمساهمة كافة أبنائها ،وحجر الزاوية في حمايتها أن لا يشغل الجيش عن مهمته الأساسية، ويجب أن توفرله كافة الوسائل والمستلزمات لأداء مهمته ، ويجب أيضا قبل كل شيء أن يبعدعن الصراعات السياسية، فهذا بالنسبة لي هو ما يخدم حاضر ومستقبل موريتانيا
-
قلتم أن الغرضمن الاستفتاء الأخير هو العبور للمأمورية الثالثة التي يمنعها الدستور ،بغض النظر عن سيناريوهات ذلك العبور ، أنتم في المعارضة ما هي خطتكم لقطعالطريق أمام المأمورية الثالثة ؟
-
أنا أتكلم فقط عن حزب التكتل ،والوسائل التي نستخدمها لمكافحة هذه التجاوزات هي الوسائل الديمقراطيةالسلمية ، لأننا نرفض أن ندخل موريتانيا في صراعات غير ديمقراطية، ونرفضرفضا باتا أن تدخل موريتانيا في حروب أهلية لا قدر الله ، وما نحبه ونناضلمن أجله هو مصلحة موريتانيا وبناء حاضرها ومستقبلها ، إذا لا تبحث عنا فيإتجاه مخالف لهذا الاتجاه أبدا ، سنبقى نتمسك بمنهجنا الديمقراطي الرافضللعبث بالبلاد ودستورها من خلال المهرجانات والمسيرات والبيانات والتصريحاتوكل الوسائل الديمقراطية المتعارف عليها ، ولكن للأسف ينطبق علينا بيتالشاعر لقد أسمعت لو ناديت حيا ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، رغم ذلك سيبقىهذا هو نهجنا النضالي ومشاركتنا في بناء موريتانيا.
♦♦♦
خصوصيةموريتانيا الكبرى التي يجب أن نصونها ، هي أنها دولة مسلمة مائة بالمائة ،وسنية ، ومالكية مائة بالمائة، وطرقها الصوفية ، منتشرة في جميع مكوناتالشعب الموريتاني
♦♦♦
-
كيف تنظر لتعاطي المجتمع الدولي مع الأزمة السياسية الحالية ؟ وماذا عن تواصلكم مع الجهات الدولية بهذا الخصوص؟
-
أنا رغم كل ما يقوله الناس هناوهناك، أثق في قدرة الشعب الموريتاني على التصدي لمشاكله وحلها بالطرقالأنسب والأنجع إن أتيحت له الفرصة لذلك، فالمثل الماثور يقول “كل يد تمسحعن وجهها” ، فهذه البلاد بلادنا نحن الموريتانيين، وشأنها يعنينا نحن فقطلا سوانا ، ويجب أن يعرف جميع الموريتانيين المدنيين والعسكريين، أن هذهالبلاد إذا صلحت صلحت لهم وإذا فسدت فسدت عليهم ، أي أننا نحن من سنجنيثمرة إصلاح البلاد أو نعاني من إفسادها لا قدر الله، والمثل يقول : (الناعرهو التالي اجي) ، فيجب على عقلاء موريتانيا ، ومثقفيها وعلمائها ، وهم كثرلله الحمد أن يهتموا بموريتانيا واستقرارها وتطويرها ، فعندما تصبح فيموريتانيا انتخابات نزيهة تمنح الحق لمن فاز بالأكثرية – وقد لا يفوز بهاغدا- ، عندما تصل موريتانيا لهذا المستوى الراقي من الديمقراطية ستصلحالأمور وتتطور ، أما عندما يستمر الوضع الحالي لا قدر الله ( اللي يغلبصاحبو اجن اعليه) ، ومن لديه “بازب” أو قوة أخرى ينقلب على صاحبه ستبقىموريتانيا في هذه الدوامة السيئة والخطيرة، وستكون موريتانيا على موعد معإنقلاب عسكري في أي لحظة ، وهذا مضر بالبلد وبتنميته واستقراره ومستقبلهوسمعته ، فرغم الموارد الاقتصادية الجاذبة للمستثمرين فرأس المال جبان كمايقال، ولن يقبل أي مستثمر بالمجازفة بماله في بلد غير مستقر.
♦♦♦
إذا افترضناجدلا أن الظروف حتمت علي الجيش التدخل لتصحيح وضع البلاد ، فعليه أن ينظمانتخابات نزيهة في أسرع وقت ، ويسلم السلطة لمن يحصل على الاغلبية
♦♦♦
-
السيد الرئيس بالاضافة لموقعك السياسي ، كيف تنظر كاقتصادي للاقتصاد الموريتاني اليوم؟
-
الوضع الاقتصادي متدهور علىشتى الاصعدة ، فموريتانيا في خمسينيات القرن الماضي، كانت تعيش على المواشيأساسا، وكانت هناك الزراعة لكنها ضعيفة ، والبلد اليوم لديه الزراعةبشقيها التقليدي والعصري ولأن موريتانيا من الدول المؤسسة لمنظمة… نهرالسنغال ، و أتذكر أنني في نهاية الستينيات كنت الأمين التنفيذي للمنظمةحصلنا على تمويل السدين سد مننتالي في مالي و سد جاما ، وسد ماننتالي هذامشابه للسد العالي في مصر لأنه يسمح بانسياب مياه النهر باستمرار مما يسمحبالزراعة مرتين في السنة، حيث أصبحت الاراضي المستصلحة فيالضفةالموريتانية تربو على 135الف هكتار، قابلة للري لانتاج الارز والذرةوالفواكه الخ..
-
أي سنة بالضبط توليتم أمانة المنظمة؟
-
توليتها من سبتمبر 1968 الىمارس 1971 وهذه الفترة هي التي أنجزت فيها الدراسات الأساسية للمنظمةواجتمعت خلالها مجموعة الممولين لأول مرة
-
طيب ما هي مردودية هذا على الاقتصاد الموريتاني ؟
-
مردوديته كبيرة جدا فالبنسبةللزراعة كانت هناك نتائج مشجعة ، وبالرغم أن الاستغلال بصورة علمية ومجديةلم يتم. فلا تزال لدى موريتانيا اليوم فرصة مهمة لإنتاج ما يربو على مليارطن من الأرز ، ولو أنصف الدهر لكانت موريتانيا حققت الإكتفاء الذاتي ويزيدفي مادة الأرز ومحاصيل أخرى ، كما حصلت موريتانيا من مشروع منناتالي علىمردود من الكهرباء وإن كانت لم تحصل على الحظ الاوفر لكنها حصلت على كميةلا يستهان بها
أضف لذلك السياسات التي اعتمدتحينها، تشجع المنمين أيضا لزيادة إنتاجهم من المواشي، رغم أن الدولة فاشلةحتى الآن ، في رسم سياسة واضحة وصارمة لمواجهة الاحتكاكات اليومية بينالمنمين والمزارعين.
-
الرئيس محمدولد عبد العزيز يتحدث عن ثورة زراعية غير مسبوقة، وبعض المزارعين أيضا يؤكدذلك ، كيف نقارن بين ما تتحدثون عنه والسياسات الزراعية المنتهجة فيالبلاد اليوم ؟
-
ما يدركه الغبي أن البلاد مازالت متأخرة جدا في المجال الزراعي ، والكل يعلم أن موريتانيا تستورد حتىاليوم كميات هائلة من الأرز، يعني ذلك أنها بعيدة من تحقيق الاكتفاء الذاتيالغذائي ، رغم أن النظام وجد أمامه السدين اللذين يغذيان البلاد بالمياهوالكهرباء ، وكان على الدولة أن تنتهج سياسة ناجعة لاستصلاح الأراضي للري،وتوزيعها بعدالة وشفافية على المزارعين، لا أن تمنحها للتجار الغرباء علىالمنطقة و الزراعة ، كما يحصل منذ وصول الحكم العسكري للسلطة سنة 1978م
-
طيب ما ذا عنرؤيتكم لسياسات النظام الحالي في مجال الصيد البحري خاصة أن النظام ، قامبمراجعة اتفاقيات الصيد مع الشركاء، وبالتحديد مع الاتحاد الاوربي ، كمااستقطب مستثمرين جدد من بينهم الشركة الصينية المشهورة ، كل ذلك لتطويرالقطاع حسب النظام ؟
-
نعم كنت سأصل لقطاع الصيد بعدأن أقول لك إن الثروات المتجددة في البلاد هي، الزراعة والمواشي والصيدالبحري ، فإذا كانت السياسة الزراعية محكمة من الناحية الفنية والعلمية منخصوصيتها أنها تبقى في حالة تجدد دائم مهما استهلكنا منها ،ونفس الشيءبالنسبة للمواشي والصيد البحري ، ولكن حسب المعلومات التي نحصل عليها -رغمانه لا توجد أي مراجع دقيقة حول سياسات الدولة – فالنهج الذي تعتمدهالحكومة في تسيير الصيد البحري كغيره من المجالات غير فعال وفاشل.
-
اسمح لي السيدالرئيس في المقاطعة بسؤال داخل قوس ، أنتم في المعارضة ليست لديكم مراجعوآليات للإطلاع على السياسات الحكومية لنقدها وتقييمها ؟
-
يمكنني أن أؤكد لك أن سياساتالحكومة وقراراتها لا توجه للمعارضة ولا يسمح لها بالحصول عليها ، ولكنالمعارضة بوسائلها الخاصة وبجهود مضنية تحصل أحيانا على بعض الوثائق ، ونحنفي حزب التكتل نندد دائما بحجب المعلومات عنا وعن المعارضة بصفة عامةوالرأي العام، وهذا ما جعلنا نتوقف عن التعليق على الكثير من الأمور التيلا نملك معلومات دقيقة عنها ولا وثائق تثبتها.
♦♦♦
صفقة المطارالدولي غامضة ..فمضحك جدا أن تبني مطار بمبادلات بقطع أرضية هنا وهناك ،ولكن يجب التنبيه أنه حالم جدا من يظن أنه سينجو من المسائلة في هذه القضية
♦♦♦
-
لكن فيالاجتماع الأسبوعي للحكومة يمنح كم هائل من رخص التنقيب والأراضي.. والحكومة شفافة في هذه الرخص لأنها تنشرها في الاعلام العمومي ، لما ذا لاتحقق المعارضة في هذه الرخص والجهات الممنوحة لها ؟
-
صحيح تنشر بعض الرخص علنا لكنذلك لايعدو كونه مغالطة للرأي العام لانها غالبا لا تنشر إلا بعد فوات أوانتمحيصها والتدقيق حولها ، فمثلا عندك صفقة المطار الدولي الغامضة حتى الآنوالتي عندما تستمع لكلام الحكومة حولها تجده حقيقة غير مقنع ، فالمطار حتىالآن لا أحد يعرف سعره وكم كلف الدولة ، ومضحك جدا أن تبني مطار بمبادلاتبقطع أرضية هنا وهناك ، فهذه صفقة غريبة ومثيرة ، ولكن يجب التنبيه أنهحالم جدا من يظن أنه سينجو من المسائلة في هذه القضية ، فيوما ما ستقومالدولة بدراسة تقييم ومقارنة بين التكاليف الحقيقية للمطار وبين قيمةالأراضي التي منحت مقابله ، وهذه دراسة سهلة يمكن أن يقوم بها أي متبدإ فيالمجال الاقتصادي ، والمثل الشعبي يقول “(اللي مدرك بالايام عريان)
-
طيب نعود لسياسات الصيد ؟
-
نعم كما قلت لك الاتفاقياتالتي توقعها الحكومة صعب الحصول عليها وذلك يكفي من الدلالة على أنها فيالغالب ليست في صالح البلاد ، لقد أشرت لي في سؤلك على الباخرة الصينية،هذه الباخرة عاثت فسادا في ثروتنا السمكية ، حيث أمضت فترة من الزمن هناتمارس طريقة صيد خطيرة، ومدمرة للثروة السمكية، وغير منصفة للعاملينوالمستثمرين في الصيد البحري، فحسب المعلومات التي حصلنا عليها أنالباخرة “الشيلي”المطرودة من شيليا بسبب مخالفاتها ،كانت تستحوذ على منطقة صيد كبيرة وتغلقها دون الآخرين وترمي بشباكها فيالأعماق وتضيقها جدا لكي تصيد حتى صغار السمك، و الأخطر من كل ذلك أنهاتصيد في المنطقة المحظورة ،منطقة التناسل من6الى12ميل
فهذا النوع من الاستنزاف والبطشبالثروة الوطنية ،لا تسمح به حكومة وطنية مسؤولة ، تنظر للحاضر و للمستقبل، لأن مسؤولية التسيير تنطلق من النظرة لليوم وغدا وبعد غد ، والنظامالحالي للأسف يستخدم سياسة خذ خيرها ولا تجعلها وطنا ، أما حين نتحدث عنقطاع المناجم فتلك الطامة الكبرى لأنه لا تتوفر أي معلومات عن المناجم ،فالسياسة المنجمية باسثتناء الحديد تحاط بسرية تامة ، فمثلا كان فيه مشروعتوسعة عملاق لإنتاج الحديد المخصب يصل إلى 30 مليون طن ولكنه فجأة لمينفذ ولا ندري ماهي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تعطله ، و أتذكر أنه فيفترة السبعينيات كان هناك مشروع عملاق للتكوير وهو مهم جدا لتخصيب المعادنخاصة للدول التي لديها موارد من الغاز ، وأتذكر أن الكويت طرحت مليار دولارلتمويله، لكن تمت مماطلتهم كثيرا من الوقت ، حتى صرفوا النظر عنه ونفذوهفي منطقة الخليج بالخام الاسترالي.
-
تتحدث عن مرحلة ما قبل الحكم العسكري ؟
-
نعم كان ذلك قبل الانقلابوبذلوا جهودا كبيرة ليحصلوا على الموافقة واستكمال الإجراءات ، وحتى بعدالإنقلاب واصلوا جهودهم لكن لم يحصلوا على شيئ وخسرنا هذا المشروع العملاقللأسف و أنا على ذلك من الشاهدين ، لأن أبسط ما كنا سنحصل عليه هو تكوينخبرة وطنية وفق أرقى التقنيات في هذا المجال ، كما تتولد منه الكثير منالمشاريع الاقتصادية الهامة للبلاد.
ودائما في مجال المعادن حسبالمعلومات المتوفرة لدينا أن مخزون البلاد من الذهب في منظقة تازيازت يزيدعلى 20 مليون أونصة ذهب ، وربما يكون أكثر من ذلك ولكننا لم نرى أي أثرلذلك على حياة المواطنين وعلى التنمية بصفة عامة، وكثيرا ما تحدث العارفونوالمهتمون بالمجال عن عمليات فساد وصفقات مشبوهة فيه بإشراف وتدخل مباشر منرأس النظام ومقربيه.
وكما يتندر بعض أهل موريتانيا باللغة الشعبية فإن رائحة السمك أقوى من رائحة الذهب والغاز ولم تشم له أي رائحة في الماضي.
♦♦♦
الاستنزاف والبطش الذي تعرضت له الثروة الوطنية ،لا تسمح به حكومة وطنية مسؤولة ، تنظر للحاضر و للمستقبل
♦♦♦
-
ولكن السيد الرئيس كيف لا تدركون حجم إنتاج الذهب ؟ ألا يظهر في ميزانية الدولة ؟
-
ما يظهر في الميزانية من أرقامومعطيات لا يمكن الركون إليه لفقدان الأدلة على صدقيته، لأنه مجهول المصدروالأساس ويتسم بكثير من الغموض ، وقد يكون ما يظهر فيها أقل جدا من حجمالإنتاج الحقيقي.
-
ولكن عندما نقارن مستوى الاستثمار وحجم التشغيل لشركة “تازيازت” يمكننا أن نحصل على إنطباع عن مستوى الانتاج ، أليس كذلك ؟
-
إسمح لي أن أقول لك أننا لسناضد قانون إستثمار مشجع للمستثمرين ، ونطالب أيضا أن يحظى المستثمرونوشركاتهم بكل التسهيلات الضرورية ، وأن لا يتعرضوا للتسويف والتباطؤ الذييعرض مصالحهم للخطر ، و ندعم جدا تشجيع المستثمرين بكل الطرق الممكنة، وهذاموجود في البلدان المجاورة وغير المجاورة وهو طبيعي جدا في الدول التيتسعى لاستقطاب المستثمرين لتطوير اقتصادها واستغلال مواردها ، وعلى هذاالأساس تحدد الدول آليات التفاوض في كل مجال إقتصادي لديها حسب ظروفهاوإمكانياتها ، ولكن للأسف الشديد أقل ما يمكن قوله إن مثل هذه السياسات غيرموجودة في موريتانيا ، لأن الإدارة الموريتانية والمصالح المختصة تشكوا منسحب محمد ولد عبد العزيز لصلاحياتها ، واختصاصاتها فهو المهندس، وهو الذييفاوض مباشرة مع المستثمرين في اخر المطاف ، وهو الذي وهو الذي وهو الذي..والوزراء والمدراء ورؤساء المصالح يتلقون الأوامر فقط لتنفيذها ، وهذا فيالحقيقة خطير لأنه أولا بعيد جدا من دوره كرئيس دولة ، فرئيس الدولة يحددالاتجاه العام ويختار الموظف المناسب للمنصب المناسب ، وبعد ذلك يمارسوحكومته الرقابة على العمل الحكومي ، ولا بد أيضا لأي حكومة أن يكون لديهاجهاز تقويم للسياسات ، لأنه أحيانا تعتمد الدولة خطة معينة، وبعد تقيمهاتكتشف أنها غير ناجعة، فتغيرها فقط وهذا عادي جدا وطبيعي.
♦♦♦
ما أروع وأجمل عندي أن تكون موريتانيا تدخلت بمبادرة لإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء في الخليج العربي
♦♦♦
-
السيد الرئيساسمح لي أن أتطرق لرؤيتكم حول بعض القضايا الاقليمية والعربية ، فلا شكأنكم تتابعون أزمة الخليج العربي الحالية كيف تنظرون لها ، و ما هي أمثلالطرق لحلها برأيكم ؟
-
شكرا على هذا السؤال، أنا لاأجامل في السياسة، وأعتبر أننا في موريتانيا معنيين بكل ما يحدث فيالساحتين العربية و الافريقية ، هؤلاء أهلنا وجيراننا ودمنا ، أنا أرى أنالأزمة التي تشهدها منطقة الخليج حاليا أزمة بين الأشقاء ويجب أن لا تتدخلفيها أي دولة إلا بالتي هي أحسن ، فما أروع وأجمل عندي أن تكون موريتانياتدخلت بمبادرة لإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء ، ولو لمتنجح ، المهم أن تسجل لها ولحكومتها وشعبها المسلم ، فهذه الدول تهمناكثيرا ، فالمملكة العربية السعودية لها مكانة كبيرة لدينا فهي مهبط الوحي ،وهي أيضا من الناحية السياسية الدولة الكبرى في الخليج ، فأهل الخليجيطلقون عليها “المملكة” والشقيقة الكبرى ، ولباقي دول الخليج تاريخهاودورها المهم ، وما يجب أن يسعى له العقلاء هو تقارب هذه الدول ، وحثهم علىالتراحم والتقارب وفض النزاعات بطرق أخوية ، لأن الخلاف بينهم ليس فيمصلحة الأمة العربية والإسلامية ، فهذه الدول لها دور مهم ومحوري في العالم، ويجب أن لا تنشغل عنه بالصراعات الداخلية ،ومن يسعى في اتجاه الإصلاحهذا يجب أن يسعى فيه بسرية وبتواضع ، وأن ينشد الخير وإصلاح ذات البينومصلحة الامة ، ومن هنا أحيي مبادرة دولة الكويت للوساطة بين الاشقاء وأتمنى أن تدعمها جميع الدول لتسوية هذا الصراع الأخوي بين الأشقاء ، وهذاممكن لأن أهل الخليج عرفوا عبر التاريخ بالحكمة وبعد النظر ، فالمملكةالعربية السعودية عليها مسؤولية كبيرة فهي تدار من طرف خادم الحرمينالشريفين وفضلا عن بعدها الروحي المتمثل في وجود الحرمين الشريفين.
♦♦♦
الملك عبد العزيز من عمالقة التاريخ ..والمملكة العربية السعودية مكانتها كبيرة في قلوب المسلمين
♦♦♦
-
فمنطقة الخليج زيادة على هذاأو ببركته تصدر 60بالمائة من حاجيات العالم من النفط ، وهذه خصوصيةاقتصادية كبيرة وغير طبيعية يجب التنبه لها ، وتعطي لهذه المنطقة أهميةاستراتيجية عالمية ، والمملكة العربية السعودية أيضا زيادة على كل ما ذكرتحتوي على كل ما يتعلق بأبهة العرب وفخرهم ومجدهم ، فمؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله من عمالقة التاريخ ، ومن يريد أن يطلع على حكمةهذا الرجل المؤسس للملكة عليه أن يقرأ كتاب “ابن سعود وميلاد مملكة” لمؤلفه