دقة - حياد - موضوعية

موريتانيا - السنغال: نزع فتيل الأزمة/احمد ولد الشيخ

2017-10-11 06:26:05

بأسلوب كنا نظن أنه ولى إلى غير  رجعة، أشعلت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية جدا في الأسبوع الماضي "افتتاحية" يفوح منها لهب سنوات الأنظمة العسكرية سيئة الصيت. ها هي تهاجم، بعبارات مكشوفة جدا، جارنا السنغال.لماذا؟ فقط لأن وكالة الانباء السنغالية (التابعة بدون شك لوزارة الإعلام، ولكنها خلافا لوكالة انبائنا، تتوفر على مجال للمناورة، وإن كان ضيقا). 

.

لقد نشرت خبرا يتعلق بمؤتمر صحفي كانت بعض المنظمات غير الحكومية تنوي تنظيمه حول "حالة حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية في موريتانيا".  وتحت عنوان "خطأ أوانزلاق متعمد " ، يصف المقال الهجائي لوكالة الأنباء الموريتانية البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السنغالية بأنه "حاقد وكاذب ومفتر ومعاد لموريتانيا" - لا أقل - و قد سددت الافتتاحية سهما مسموما من خلال إثارة العبودية "التي لم تعرف موريتانيا تاريخيا بأنها مركز شبه إقليمي للاتجاربالبشر" إنها طريقة للتذكير بجزيرة گوري دون ذكر اسمها. وحول الحكم الرشيد حيث تجد موريتانيا نفسها في قفص الاتهام على نحو متزايد ـلا يعود تقرير منظمة شيربا (SHERPA) إلى بضعة أيام فقط –ترد وكالة الأنباء الموريتانية قائلة: "للحصول على أقصى قدر من المصداقية، كان يتعين على [هذه المنظمات غير الحكومية] أن تهتم ، في المقام الأول، بحالات الفساد التي أثارتها الصحافة هنا بالغت وكالة أنبائنا بلغة بعيدة عن الدبلوماسية.

لم تتوقف المناورات بهذه الطريقة "الجيدة". فقد ضغطت موريتانيا على السنغال الذي ضغط بدوره على المنظمات غير الحكومية لضمان عدم عقد المؤتمر الصحفي يوم السبت (الذي كان من المقرر أن يحضره محامون فرنسيون ، بمن فيهم رئيس منظمة شيربا) ولا المؤتمر الصحفي يوم الخميس الموالي . تم إلغاؤهما، حيث فضل ماكي، الذي استطاع حتى الآن تسيير ولد عبد العزيز تسييرا ذكيا، تجنب الحادث الدبلوماسي مع بلد مجاور ورئيس لا يمكن التنبؤ بردود فعله. 

ومثل ما حدث في العام الماضي، عندما قرر هذا الأخير فجأة طرد جميع الصيادين السنغاليين إلى بلادهم لأن السنغال قد  أمر المنمين الموريتانين بإعادة قطعانهم إلى وطنهم بحجةأنها تشكل خطرا على النظام البيئي، على الرغم من وجود اتفاق تم التوقيع عليه في عام 2006 ينظم الانتجاع بين البلدين. وسرعانما تراجع السنغال عن قراره، لكن ولد عبد العزيز شديد الضغينة. ومنذ ذلك الحين، تخيم سحابة على العلاقات بين الدولتين وتستمر لأن داكار قد تعود بشكل مؤسفة إيواء معارضي النظام الموريتاني في الأراضي السنغالية. 

وتستضيفهم تليفزيوناته وإذاعاته وصحفه الخاصة على نطاق واسع ولا ترحم نظام نواكشوط البتة.  وعندما دخلت وكالة الأنباء الرسمية في الميدان، كانت مثل القشة التي قصمت ظهر البعير. ولكن السنغال ، الحريص على الحفاظ على علاقات حسن الجوار، قد اختار التهدئة، حيث سيقوم وزير خارجيته الجديد بزيارة إلى نواكشوط بمناسبة جولة شبه إقليمية، ليس، بالطبع،للركوع أمام  قائدنا المستنير، كما نقلته بعض المواقع – وهي دائما نفس مساند السكاكين التي تستخدم لتنفيذ الأعمال القذرة - ولكن، فقط لنزع فتيل الأزمة.

تابعونا على الشبكات الاجتماعية