إذا أردتَ أن تعرف حقيقة حالنا فيكفيك رصد حالة واحدة ولك أن تعممها على جميع ما يتعلق بنا...
جَــرِّبْ:
إطرح قضية ذات أولوية قصوى للنقاش في أي موقع أو جريدة أو مجلس..
وادعُ إلى نقاشها، و راقب...
سيحصل ما يلي بالتدرج الدخاني (يبدأ كثيفا وكلما تطاول خيطُهُ رفُع حتى تلاشى):
1ــ مـوجة ردود فعل قلَّ منها ما يلامس الموضوع ، وإن لا مسه فمن منظور متحيز أحادي غاضب حاد.
2ــ مُشَاحَة مع رأي لا يوافق عليه أحد المُداخلين ؛ يُحيل إلى موضوع آخر ؛ يُحيل بدوره إلى موضوعة أخرى، الى اأن يصبح كل رد على رد يولد أمراً آخر ليصل محور الإهتمام إلى لون الثياب مكروهه ومستحبه أو عين ذاك الفعل مكسورة (!) أو مفتوحة(!) أو مرفوعة(!)
3ــ ثم يتلاشى الجميع :الآراء و أصحابها، وتضيع"الطاسة"..
4 ــ قد يرحل المتحاورون، وقد يقفل الموقع أو الجريدة دون سابق إنذار ،و قد يعتذر صاحب المجلس لأن أحد الأولاد يحس نزلة برد،دون مراعاة أصول.
*إننا الشعب الوحيد في الكون الذي يرحل فيه وعنه ومنه كل شيئ..
يهجرك صاحبك منذ الطفولة ، وينساك زميلك في المدرسة وتتجاهل رفيق سلاحك في "الحركة" و تنكرجارك في الحي و تقلي مريد شيخك في الطريقة، وقد تحصل على التصدير من شيخ و يغدو أتباعك بالعشرات ،بينما يتحول شيخك عن الورد الذي أصدرك منه...لأنه أقتنع بالوهابية أو ديكتاتورية البروليتاريا أو تعاقد مع الإتحاد اللوثري لترجمة الأناجيل بالحسانية أو غيّر تاريخ ميلاده وشارك في امتحان ضباط الصف....
وبمنتهى البساطة ، بعد بسطة رزق مشبوهة، يهجر مُحدَثُ النعمة منا ،زوجه وأولاده، دون رحمة، ليرتاح مع كاعب لعوب ، ستتخلى عنه عند مفترق الفرص القادم بحثا عن دِفْءِ حضن ونفخة جيب.
أما أن ترحل، والأرض كروية،من حزب السلطة(بفتح السين) إلى حزب المعارضة الرئيسي ، ثم تهجره إلى الذي يليه ، ثم التالي، فأحزابَ الموالاة،طبقاً لقانون الجاذبية، إلى أن يعقد لك حزب "السَّلَطَة "الحاكم" نفسه مهرجانا تعلن فيه "انضمامك إليه" ..."بعد تحليل الوضع الداخلي والخارجي، ودراسة برامج الأحزاب الوطنية كلها وتثمينا للمنجزات العملاقة واقتناعا ببرنامج القيادة الوطنية"، ويحدث تصفيق فاتر لأن الأيادي أرهقت أعصابها فلم تعد تحدث الفرقعة الأصلية لأنها تستعمل لنفس العروض منذ "النهضة "و"الوفاق"...
ورغم أن "النهضة" لم تتحقق، و"الوفاق: لم يتم ،فمازال قادة الحزبين في أوج نشاطهما ، ويسعيان إلى البقاء في صدارة المشهد..
لأننا بلا ذاكرة ...وللأسباب الأخرى التي لا يعرفها إلا كزافيي كوبولاني...لا طاب ثراه...
من الصفحة ناجي محمد الامام