يحاول النظام من خلال النفخ في قضية الاعتقالات والاستجوابات ضمن ملف "غدة- بوعماتو " تحقيق عدة أهداف حري بنا فهمها حتى لا نكون أو يكون بعضنا- بساطة أو ضعف تقدير- أدوات في تحقيق أجندة نظام نرفع شعار معارضته ونجهر بالسعي لتخليص موريتانيا منه بالسبل السلمية.
.
- أولا: يريد النظام أن تنسي الاعتقالات والاستجوابات الرأي العام في ملحمة الخامس من أغسطس 2017 يوم صفع الموريتانيون -مدنيين وعسكرييين- محاولة الانقلاب على الدستور من خلال اعراض كامل عن المهزلة.
-ثانيا:يريد النظام تكريس صورة في الرأي العام مفادها أن كل هؤلاء الذين يقفون في وجه الطغيان والفساد إنما يفعلون ذلك طمعا في "فوكال"يأتي من ولد غدة أو تحويلة تأتي من بوعماتو.
إنها محاولة رخيصة ومكشوفة لطمر عقود من النضال المدني والسلمي السياسي والاعلامي والنقابي والحقوقي الذي ينخرط فيه رجال ونساء منذ عقود قبل أن يكون أي من هؤلاء المتصدرين في المشهد اليوم بمن فيهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز وزماره شيئا مذكورا وتصويره كما لو أنه مجرد تهافت على مائدة رجل أعمال مغاضب.
- يسعى النظام من خلال التركيز على الرجلين غدة بوعماتو ايصال رسالة لأكثر من طرف بأن القضية ليست قضية وطن إنما قضية نزاع عائلي وتنافس أبناء عمومة والحقيقة أن الأمر أبعد ما يكون من ذلك فالسيناتور محمد ولد غدة الذي يدفع اليوم الثمن الأكبر للمعركة ضد الاستبداد إنما استحق ذلك نتيجة مواقف وطنية مشرفة وقف فيها بوطنية وشجاعة في مواجهة النظام ورأسه الجنرال عزيز وكان بإمكانه أن لايفعل والأكيد أنه دفع ويدفع ثمنا مضاعفا على المستوى الاجتماعي لأنه خرق أعراف التضامن العائلي العتيدة في بنيتنا الاجتماعية القبلية التي نعرف جميعا استهتارها بقيم المواطنة والعدل.
إننا مدعون في مواجهة هذا الكيد السلطوي لاعتماد رؤية واعية تبقي زلزال رفض التعديلات نشطا وتبرز للشارع حقيقة الرفض القادم من جذور الظلم والبغي والعنصرية والتهميش، وتعطى الرجل الشجاع السيناتور محمد ولد غدهما يستحق من دعم ونصرة فاعتقاله ليس مجرد اعتقال فرد من مجموع إنه في هذه اللحظة يختزل القيم التي نلتقى على تحقيقها فلننافح عنه بما يستحق هو وبما تستحق القيم التي في سبيلها الآن يمتحن.