دقة - حياد - موضوعية

بخصوص شعراء النشيد

2017-08-21 22:28:33

أوكى! يوجد شعراء كِبار في لجنة اقتراح النشيد الوطني. دعْ خربَنا لا تكون معهم. مع أنّه يُقالُ إنه لا خير في جماعة من الأسود يقودُها ثعلب؛ وأن الأفضل منها جماعة من الثعالب يقودُها أسد. ولقد أعطينا الثعلب فقط مثالاً. أما الواقِع فأسوأ. وربّما يتحتّم علينا أن نسكّ هذا الحديث: لن يُفلِحَ قومٌ ولّوْا أمرَهم ديكاً. والدِّيك مفيد، وهو مؤذِّنٌ جيد، وبالأخصِّ لذيذ، ولكنّه لا يكتب عادة الشِّعر

.

.

طبعاً يوجد من بينِهم شعراء كبار. مع كلّ هذه الأشياءنِسبية. فمنهم وحيد القافية ووحيد القصيدة ووحيد الفِكرة ومن لا ذِكر له، ومن فاز لدى العامة، على احتِقار كبيرٍ له من أهل التخصّص. وبالتأكيد كان هؤلاء، بل وغيرُهم، ليبدوا من صلصال إزاء ولد الطلبة وولد محمدي. وطبعاً ليسوا من القيمة الورقية لطاغور وناظم حكمت وبابلو نيرودا وإيميه سيزار ولوركا.

وما هو أدهى: يوجد من بينِهم أميّون، واحِد على الأقّلْ، ومُخنكِرون وقرّاضو "بوسوير" وحُطيئيون: والحُطيئة هو الذي يمتلك مفاتيح الكلام ولكنّه يستخدِمُه استخداماً نذلاً. ومنهم من يمشي على بطنِه. ومنهم من يُحبُّ الفخر. ومنهم من يُحبُّ التقاط الصوّر مع الكِبار. ومنهم من دخل على طمع. ومنهم من لا ديوان له. ومنهم من ليس حتّى بشاعِر، اللهم إلاّ إذا كان شعبان عبد الرّحيم كذلك. وبطبيعة الحال فليس فيهم التوازن الوطني المطلوب؛ وما يوجد منه ليس تعدُّداً؛ وإنّما اكتِـتاباً.

هل يمتلِكون الشرعية لكتابة نشيد وطني. ربّما. فالأشياء التاريخية تبدو تاريخية فقط بالاستدراك. أما في إيتانِها فهي مجرّد نملة عرجاء. عموماً ليسوا سيئين، وإن كان فيهم سيئون. ثمّ إن كتابة النشيد الوطني هي ما يجعل الشاعِر عظيماً وليس العكس. ولذلك فهم هنالك. ليسوا أغبياء.

إلاّ أن للبِلاط فيهم أغراضاً. فقد زعمَ أنّه يُحارِبُ الاستعمار؛ مع أنّه إلى حدِّ الآن لم يخرج من أفقه الرمزي، إذا كان كذلك. والواقِع أنّه يُرسِّمُ نفسه في التاريخ الموريتاني كتعويض نفسي عن سقوط محاولتِه البقاء في الحُكم بمأمورية ثالثة. إنّه يُعمِّد نفسه ويخصف على عورتِه بهم. وهم راضون.

إنّ جمهوريتهم ليست فايمار حتماً. ولكنّها زائلة. وستُكنَس بأوّل إجماع وطني. وربما لن تكون مستقبلاً غير ممارسة في التسرّع والنّهم.

 

من صفحة الكاتب ابو العباس برهام

تابعونا على الشبكات الاجتماعية