هذه الجهة همَّشها النظام الحالي بأكملها، قام بإقصاء وجهائها و أطرها المعروفين بكفائتهم و تعاطيهم الإيجابي مع مفهوم الدولة.
.
و الآن فقط، و نحن علي أبواب الاستفتاء، يتذكر النظام أهمية هذه الولاية و يقوم بحملة محمومة لكسب أصوات سكانها المهمشين و المغلوبين علي أمرهم. و كأن النظام يجد أن الولاية كفاها شرفا أن يزورها ولد محم و يغرقها بخطبه الجوفاء المليئة بلغة الخشب التي لم تعد تقنع أحدا.
و ما الإجتماعات المتكررة التي تنظم هذه الآونة من طرف ولد محم و زبنائه إلا عبارة في الصميم عن قلق الرئيس و من يليه علي ولاء جهة لم تجن من نظام الجنرال ولد عبد العزيز إلا الإقصاء و الحرمان. فكيف يضمن ولد محم و أنذال الحزب الحاكم للجنرال أصوات من عانوا و يعانون التهميش و الغبن و غطرسة المقربين من السلطة ؟
أنظر الي تمثيل الولاية حاليا، تري أن الجنرال يحرمها و انه حاول تجديد النخب و لم يوفق إلا في إقصاء مدن كبيرة و جهات وازنة في الولاية هي التي ترمز حقا
لاترارزه و هي التي تمثل بجدارة غالبية سكانها. أين تمثيل مقاطعات المذرذره و بوتلميت و كرمسين؟ صحيح أن هناك وزراء ينحدرون من المقاطعات المتبقية و ان بعضهم لا يخلو من الخصال الحميدة إلا أن مسألة التمثيل تخضع لمعايير أخري.
فمسكينة هذه الولاية، إلي متي ستستمر سياسة إقصائها؟
متي سيدرك النظام الحالي أنه لا يمكنه أبدا أن يكسب ولاء من يتم إقصائهم؟
متي يدرك أن غالبية السكان هنا تعاني من البؤس الشنيع و الغبن و انها لا ترغب بتاتا لا في استمرار السياسات الحالية و لا حتي في استمرار الحكم الحالي؟
هذه معطيات يجب علي الساسة التعاطي معها تمهيدا لما بعد ٢٠١٩ و ما بعد ما بعد ٢٠١٩.
عن الصفحة الشخصية للكاتب الكبير اعلي ولد عبد الله