إذا حاولت الولايات المتحدة شن هجوم استباقي على كوريا الشمالية، فإن بيونغ يانغ قادرة على إحداث أضرار كبيرة بكل من كوريا الجنوبية واليابان، وكذلك بقواعد الولايات المتحدة العسكرية في الدولتين.
.من أحد الأسباب التي جعلت الإدارات الأمريكية السابقة تترك كوريا الشمالية المنعزلة المسلحة نوويا وشأنها، هو القوة التدميرية الهائلة التي قد يشنها زعيم كوريا الشمالية في حال اندلاع الحرب، ذلك لأن الضحية الكبرى ستكون حينها المدنيين اليابانيين والكوريين الجنوبيين والذين سينصب عليهم جام غضب بيونغ يانغ، لو نشبت الحرب فعلا.
وقال الخبير العسكري الروسي من مركز الدراسات العالمية والأوروبية الشاملة في كلية الدراسات الاقتصادية العليا بموسكو، فاسيلي كاشين، لصحيفة National Interest الأمريكية: "إن اندلعت حرب فلا وسيلة أمام الولايات المتحدة لتحول دون الدمار الضخم الذي سيحل على كوريا الجنوبية والدمار الكبير الذي سيطال اليابان. ستكون كارثة إنسانية وصعقة للاقتصاد العالمي. في الجنوب الكوري حوالي 24-25 مفاعلا للطاقة النووية، وأما الشمال فيمتلك مئات الصواريخ صعبة الإيقاف".
بالفعل قد تصل صواريخ بيونغ يانغ في مداها إلى معظم أنحاء كوريا واليابان، ومن الممكن أيضا أن يكون لدى كوريا الشمالية ما يكفي من الأسلحة والعتاد لتشبع أنظمة الولايات المتحدة وحلفائها الصاروخية.
وقال جيفري لويس مدير برنامج الحد من الانتشار النووي شرقي آسيا في مركز جيمس مارتن لدراسات الحد من انتشار الأسلحة النووية في معهد ميدل بيري للدراسات الدولية في مونتيري بكاليفورنيا، ل The National Interest "هنالك 2000 قاذفة من طراز SRBM تضم KN-02 وصواريخ سكود ونودونغ، أي أننا أمام المئات من صواريخ سكود ونودونغ".
ويصل مدى صواريخ سكود واسعة النطاق التي بحوزة كوريا الشمالية إلى حوالي 1000 كيلومتر، فيما يصل مدى النودونغ إلى أهداف قد تكون على بعد 1200 كيلومتر.
وأضاف لويس أن صواريخ بيونغ يانغ قد تعاني من إشكاليات في الاعتماد عليها والموثوقية بدقتها، بيد أن عددها وحده يكفي لكي تلحق ضرراً جسيماً بكوريا الجنوبية واليابان.
بالفعل إن كوريا الشمالية تصمم صواريخ السكود واسعة النطاق الخاصة بها، من أجل الوصول إلى غاية واضحة هي تكثير صواريخها المتوفرة. يقول لويس: "إن صاروخ سكود ER مصمم ليكون بديلا أرخص لنودونغ كي يتسنى لكوريا الشمالية أن تنتج صواريخ أكثر".
إضافة إلى ذلك فإنه في حال نشبت الحرب فسيكون من المرجح أن تعمد كوريا الشمالية إلى استخدام سلاحها النووي، لكي تعوض ضعفها في الأسلحة التقليدية، فقوات وترسانة بيونغ يانغ التقليدية لا تضاهي قوة الولايات المتحدة أو حلفائها، غير أن الأسلحة النووية تعدل الميزان. يتابع لويس فيقول: "إن شبت حرب عامة فستكون الخطة الكورية الشمالية بضرب القوات الأمريكية بالنووي من خلال كوريا الجنوبية واليابان".
ليس من الواضح كم من الأسلحة النووية تمتلك كوريا الشمالية في ترسانتها، لكنها قطعا بحوزتها. أضف إلى ذلك أنه رغم تشكك البعض بأن بيونغ يانغ صغرت أسلحتها النووية لدرجة التمكن من تثبيتها على رأس صاروخ، إلا أن لويس يقول إن كوريا الشمالية لديها هذه التقنية أصلاً "فهذا كان الغرض المعلن من اختباراتها الخامسة، التحقق من تصميمها المعياري الموحد الذي سيسلح كل الرؤوس الحربية".
وأما عن عدد الأسلحة النووية التي بحوزة كوريا الشمالية فتختلف التقديرات حولها، لكن لويس يختم بالقول: "من الصعب الإجابة. لا بد أنه أكثر من 10 وأقل من 100، وأنه على الأرجح أقرب إلى الـ10 من الـ100".
(سبوتنيك)