تطلق مرشحة اليمين المتطرف الفرنسي حملتها الانتخابية ضمن سباق الرئاسة في فرنسا، وعينها على كرسي الرئاسة في ظل ما تروجه استطلاعات الرأي من معطيات تفيد أنها ستتأهل للجولة الثانية من الانتخابات التي تبدأ في نيسان المقبل.
.
ومن المقرر أن تنظم حملة لوبان عدة فعاليات انتخابية، بينما ستلقي كلمة أمام مؤيديها اليوم. وخلال يومين من الفعاليات في مدينة ليون، يتوقع أن تحدد زعيمة حزب الجبهة الوطنية سياساتها الرئيسية.
يستهدف جزء من البرنامج الانتخابي لمارين لوبان، رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» المتطرفة، المهاجرين.
وخاضت لوبان منافسات الانتخابات الرئاسية عام 2012 واحتلت المرتبة الثالثة. وفرصة فوزها في انتخابات 2017 أكبر بكثير، وهذا ما يقلق النخبة الأوروبية.
واعتبر رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي أن فوز مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بالرئاسة في فرنسا، أو فوز حزب البديل لألمانيا، سيعتبر «كارثة» تؤدي إلى تدمير أوروبا.
وتدعو لوبان إلى الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وتتشدد في مسألة الهجرة، وتعترف بروسية شبه جزيرة القرم، وتقول إن سكان شبه الجزيرة أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى روسيا والانضمام إليها عبر الاستفتاء العام. لذلك، فهي تعتقد أن ليس هناك ما يستدعي الشك في نتائجه.
وتركز «الجبهة الوطنية» كثيرا على إشكالية الهجرة، وتفرضها بقوة على طاولة النقاش في جميع المحطات السياسية، بسبب الأفكار المعادية للمهاجرين التي تطرحها، ما يجبر بقية الفرقاء السياسيين على الرد عليها باقتراح برامج قابلة التطبيق.
في ظرف سنوات معدودة، انفردت مارين لوبان بزعامة «الجبهة الوطنية»، ساعدها في بداية ذلك والدها قبل أن تبعده نهائيا عن الحزب في استراتيجية منها لإعطاء صورة جديدة عن هذه الهيئة السياسية. ونجحت مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية في توسيع شعبية حزبها، وتقديم صورة مغايرة لتلك التي كانت سائدة عنه أيام رئاسة والدها له، وتفوقت إلى حد كبير في ترسيخ اسم الحزب، الذي يصفه المحللون بـ «المقاولة العائلية»، في المشهد السياسي الفرنسي كهيئة سياسية عادية كباقي الهيئات الأخرى.
وتواجه مارين لوبان بمنافسة شديدة كما أنها تتعرض لانتقادات، وكشف موقع ويكليكس مؤخرا انه يمتلك نحو 1138 وثيقة عن المرشحة الفرنسية مارين لوبان.
كما عقد المرشح المستقل ايمانويل ماكرون، مؤتمراً انتخابياً في ليون امس.
ويتنافس وزير الاقتصاد السابق ببرنامج مؤيد لأوروبا ويأمل في خوض الانتخابات ضد لوبان في الجولة الثانية يوم 7 أيار.
وتزداد حظوظ مارين لوبان في المرور إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، الذي سيجرى في السابع أيار من العام الجاري، مع فضيحة الوظائف الوهمية التي يتخبط فيها فرانسوا فيون، مرشح اليمين التقليدي، الذي كان يعتبر الأوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات.
ـ نصائح لفيون بالانسحاب ـ
كما واجه فرانسوا فيون مرشح حزب الجمهوريين في انتخابات الرئاسة الفرنسية ضغوطا متزايدة من معسكره المحافظ للانسحاب من السباق الانتخابي كان آخرها امس حين حذر عضو بمجلس الشيوخ من احتمال حدوث شقاق داخلي إذا رفض الانسحاب. وقال السناتور برونو جيل رئيس الحزب بمنطقة بوش دي رون في مقابلة إذاعية إن أنصار الحزب «طووا الصفحة» ويريدون تغيير المرشح.
وتورط فيون (62 عاما) في فضيحة متزايدة منذ كشفت صحيفة ساخرة عن أنه دفع لزوجته مئات الآلاف من اليورو من أموال الدولة عن وظيفة وهمية.
وينفي فيون المزاعم التي هزت حملته. وكشف استطلاع للرأي نشر أن المرشح الذي كان يتقدم السباق سيتأخر إلى الترتيب الثالث خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان والمرشح الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون في انتخابات يوم 23 نيسان. وقال جيل في المقابلة «تحدث لنا هذه الفضيحة ضررا كل يوم ولا يمكن أن ننتظر أسبوعين آخرين»