قُتل العميد أركان حرب عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة المدرعة التابعة للمنطقة العسكرية المركزية برصاص 3 مسلحين أمام منزله بمدينة العبور شرق القاهرة.
.
تأتى عملية اغتيال العميد رجائي في سياق عمليات استهداف متواصلة أسفر آخرها عن مقتل 12 من عناصر الجيش الأسبوع الماضي وسط سيناء.
ويرجع تاريخ هذه العمليات الواسعة إلى خروج ملايين المصريين يوم الثلاثين من يونيو عام 2013 بمساندة من قوات الجيش، وهو ما انتهى بخلع الرئيس الأسبق محمد مرسي، وفى حينها طالبت قيادات بجماعة الإخوان المسلمين بإعادة مرسي إلى الحكم مهددة بتنفيذ أعمال عنف تستهدف الدولة المصرية ومؤسساتها.
وعلى إثر ذلك تحولت منطقة شمال سيناء إلى مسرح للهجمات التي راح ضحيتها مئات الشهداء من القوات المسلحة والشرطة، وتطور الأمر مع ارتفاع عدد ضحايا القوات المسلحة والشرطة إلى أن أعلنت القيادة العامة للجيش المصري إطلاق عمليات عسكرية واسعة لتطهير سيناء والقضاء على العناصر المسلحة تحت اسم عملية "حق الشهيد" التي لا تزال مستمرة حتى الآن.
وتعد عملية اغتيال عادل رجائي أمام منزله تطورا نوعيا لهجمات المسلحين باعتبارها أول عملية من نوعها تنجح في استهداف قادة عسكريين بارزين داخل القاهرة، حيث تعد الفرقة التاسعة مدرعة التي رأس قيادتها رجائي، من أهم محاور ارتكاز المنطقة المركزية العسكرية، وإحدى أهم المناطق الأربع العسكرية للقوات المسلحة التي تؤمن العاصمة المصرية.
وتأتي تلك العملية المباغتة بعد نحو عام من نجاح عملية اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام المصري قرب منزله في منطقة مصر الجديدة، ما يؤكد قدرة تلك العناصر المسلحة على جمع المعلومات والنفوذ إلى قلب العاصمة المصرية لاغتيال شخصيات عامة.
ويمكن أن يشير التاريخ العسكري للعميد رجائي إلى هوية قاتليه، حيث قاد عمليات هدم الأنفاق التي تستخدم في تهريب العناصر التكفيرية المدربة على قتال الجيش والشرطة وتهريب الأسلحة من قطاع غزة إلى سيناء، وشارك في العمليات القتالية التي شنتها القوات المسلحة ضد التكفيريين في سيناء.
كما أن سامية زين العابدين زوجة العميد رجائي تعد أقدم محررة صحفية عسكرية مصرية، وكان لها نشاط سياسي بارز خلال الفترة الأخيرة حيث ساهمت في حشد وقيادة التظاهرات المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين إبان توليهم الحكم.
وكانت سامية زين العابدين من شهود العيان الذين قاموا بوصف لحظات مقتل زوجها الأولى أمام منزلهما، حيث قالت إن ثلاثة مسلحين في سيارة ملاكي انتظروا خروجه من منزله بالعبور، وأطلقوا الرصاص عليه من سلاح آلي، مشيرًة إلى أنهم أصابوا رجائي في أماكن متفرقة من جسده، كما أصابوا السائق والحارس الشخصي، ما أدى إلى مقتل زوجها والسائق متأثران بجراحهما فور وصولهما إلى المستشفى، وظل الحارس الشخصي بغرفة العمليات.
وفى جنازة عسكرية تقدمها وزيرا الدفاع والإنتاج الحربي ومفتي الجمهورية ومستشار الرئيس، شيعت جنازة رجائي، هذا في وقت استعرض فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جهود استهداف بؤر المسلحين في اجتماع حضره رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية ورئيس جهاز المخابرات العامة.
المتابع للأمر لا يمكن أن يقرأ ما تقوم به الجماعات الإرهابية في سيناء وداخل مناطق متفرقة من مصر بمعزل عما يحدث في محيطها الإقليمي المضطرب بطول نحو ألف كيلومتر على الحدود مع ليبيا التي يسيطر تنظيم "داعش" على أجزاء منها وأيضا في قطاع غزة الذي أعلن فيه تنظيم "أكناف بيت المقدس" مبايعته لزعيم "داعش" في العراق وما يترتب على ذلك من تسلل مئات التكفيريين إلى منطقة شمال سيناء، لتواجه مصر وحدها الإرهاب بصدر عار.
ويري متابعون أنه بالرغم من النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية المصرية في حربها على الجماعات المسلحة، فإن حسم الصراع مع تلك الجماعات بشكل نهائي سوف يتطلب مزيدا من الوقت