لاشيئ جمع الموريتانيين اكثر من علمهم ونشيدهم الوطنيين ومايحملانه من شحنة دينية باعتبار ان الاسلام هو اللاحم الابرز للوحدة الوطنية
اليوم يعتقد حزب الحاكم ان اضافة خطين احمرين باهتين للعلم يعطيه خصوصية تذكر للشهداء الاكرمين
وترى افلام انه لابد من اضافة خط اسود وخط ابيض الى خطى حزب الاتحاد للرمز لمكونات المجتمع الموريتاني
لاحطوا انهم ينظرون الى العلم نظرة ولد عبدالعزيز للتوشيحات والترقيات العسكرية جنرال لهذا ليس لانه قضى مائة يوم فى خندق موحش دفاعا عن الوطن ولكن لانه احضر مائة صندوق انتخابي محشوة بالاصوات لصالح الرئيس
هم يتعاملون مع العلم بعقلية عسكرية فمرة يريدونه عريفا ومرة يريدونه مساعدا أول ومرة يريدون له علامة للقوات الجوية ومرة يريدونه شارة لخفر السواحل وهكذا
إن إضافة الخطوط الحمراء والبيضاء والسوداء للعلم الحالى ليست قمة فى تنافر الألوان وانعدام الذوق وغياب الدلالات فقط لكنها أيضا تدعو إلى الإعتقاد بان ثمة من يريد لنا الإستئناس بأعلام دول أخرى عبر العالم لحاجة فى نفسه تذكروا أين يوجد علم باللون الأحمر وأين يوجد علم بالأسود والأبيض بل حتى توجد أعلام بكل هذه الالوان باستثناء الذهبي والأخضر
ولئن كان الاتحاديون يرون اضافة خطين "بيصاميين" تكريما لشهداء المقاومة المسلحة فدعونا نتساءل
ألم تكن المقاومة الثقافية ابلغ أثرا وأشد وأنكى واكثر إيلاما للفرنسيين من مقاومة مسلحة كان الجانب الوطني فيها استثناء وليس قاعدة ولولم يبرز سيدى ولد مولاي الزين والشيخ ماء العينين وبكار ولد اسويداحمد وأحمد ولد الديد وولد أحمد عيده وفودى دياكيلى وممادو لامين ومجموعات مجاهدين هنا وهناك على طول البلاد وعرضها لما سمعنا عنها شيئا
لماذا والحالة هذه لم يضف الاتحاديون للعلم الغريب الذى ابتدعوه دواة أوقرطاسا أومحبرة أولوحا أومئذنة لإعطاء المقاومة الثقافية حقها خاصة وانه لاجدال فى أهميتها ودورها فى الحفاظ على اللحمة التراثية للبلاد وكانت المحاظر العتيدة فى الجنوب والضفة والشرق والشمال والوسط والغرب قلاعا حصينة ساهمت فى الابقاء على الدين واللغة العربية وكافحت التنصير والتدجين الفكري والثقافي
هل سيغضب البعض من هذه الحقيقة
نعم فهناك من يروج لملاحم بطولية لمقاومة مسلحة كان ضجيجها فى كتب الفرنسيين وعلى السنة بعض المؤرخين للمستقبل أكبر من زخمها على الأرض
نعم هناك مقاومون رائعون استشهدوا فى كل مكان وحاربوا بشجاعة وأرعبوا فرنسا بكل قوتها وترسانتها لكن طحالب كثيرة نبتت حول تاريخهم وسياقات كفاحهم حتى أنه تمت إضافة أسماء لقطاع طرق و"هنتاتة" معروفين إلى لوائح المجاهدين وحولت ثارات قبلية محلية شاءت الصدف أن يكون الفرنسيون غير بعيدين من بعض أطرافها إلى معارك وبطولات تخلد وتطلق أسماؤها على مرافق وطنية بارزة مع أن القاتل والمقتول فيها غالبا هم الموريتانيون الذين حارب بعضهم بعضا وإن أخطأت رصاصات فأصابت فرنسيا كان يقدم الدعم حتى للذين قتلوه
تغيير العلم والنشيد ليس نزهة ولا ميدانا لاختبار المواهب هذا مجد وتراث وليس "مرجعا" صاخبا"يتلاوح" فيه كل من هب ودب
وامجاد الاوطان وتراثها لا يتغيران بخط أحمر أودبلجة قصيدة
عن الصفحة الشخصية للكاتب حبيب الله ولد احمد