حتى لا يذهب التخندق المذهبي بنا بعيدا، حديث الغدير من أصح أحادي البخاري فهو من الأحاديث النادرة المتواترة غير أن الامة بسبب الخصومات المذهبية اصبح بعضها عن قصد والبعض عن جهل يرد المتواتر من الحديث، ويدافع عن الضعيف، ويرد القرءان بأقوال علماء المذهب،
.وهو أمر من الخطورة بمكان، وموضوع الصحابة الذي يكفر بعضكم بعضا بسببه، بسيط جدا لولا السياسة، فالمهاجرون والانصار وحدهم هم من اصطفاهم الله، وتاب عليهم، بعد تبوك آخر الغزوات وحدهم وليس بقية الجيش الذي بلغ ثلاثين الفا، للتنبيه حتى لانقول على الله كذبا فالآية الكريمة صريحة [لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار] فلو كانت التوبة عن الجميع لكان الصياغ لقد تاب الله على النبي والذين اتبعوه، تيب على هذه المجموعة مع وجود استثناءات بينهم، وغيرهم اشترط عليه الاتباع لهم بإحسان، وامر بالاستغفار لهم، ومن ساءت سيرته فلا تنفعه صحبة، عقيدة عدالة الصحابة ونجاة كلهم من النار ليست من السنة، وفيها تكذيب للوحي، فقاتل سيدنا عمار مثلا صحابي ، وثبت في الصحاح تبشيره بالنار، وكذلك الفئة التي قتلته فيها صحابة وحديث عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار من الأحاديث المتواترة في الصحاح، وحديث يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، -والرجل معروف لن اذكر اسمه خوفا من اثارة الشحناء فأنا من دعاة توظيف المشتركات، ولابتعاد عن الخصومات-، ثابت بأسانيد كل رجالها من رجال الصحيحين، بعيدا عن الاصطفاف المذهبي اعلموا ان الصحابة مجموعات، فيهم التقي، والفاجر، فالذين زكاهم القرءان هم المفلحون، والذين ذمهم الوحي هم الخاسرون، ومن يترضى على من "بدلوا وغيروا" منهم وهذا مقطع من حديث في الصحيحين، اصفه شخصيا بالعناد لله ورسوله، وفي السنة غلاة كانوا يلعنون الصحابة على المنابر يختمون بذلك خطب الجمع، ولهم أتباع وانصار كثر على مر العصور وفي زمننا هذا لهم قوة كبيرة من المال والجاه والسلطان، وفي الشيعية غلاة يسبون الصحابة لهم منابر وآلات اعلامية ضخمة، ينبغي أن نبحث جميعا في المشتركات وما يجمعنا ونترك الخصومات، خطبة الامام ولد حبيب الرحمن من وجهة نظري كانت خطأ، فصراع ايران والسعودية هو صراع مصالح لا يعنينا، والسعودية لا تمثل السنة عند التحقيق وانما تمثل تيار النواصب الذي يدافع عن الأمويين، ومنطقي صراعها مع ايران -ولا تنسوا ان المذهب الرسمي في السعودية يكفر الاشاعرة وغالبية الموريتانيين اشاعرة، ويكفر الصوفية وغالبية الموريتانيين صوفية- لكن ان تُجر كل السنة إليه ويكون ولد حبيب الرحمن متحدثا باسمها عندنا امر لا ينبغي ، كما أن في تصرفه مخالفة للدستور الذي ينص على حرية المعتقد، وقبل الدستور وأهم منه القرءان الكريم الذي يعطي الكل حرية المعتقد، فقط أقرءوا القرءان وستجدونه سبق الاعلان العالمي لحرية المعتقد، غير أن سنة المذاهب أخفت ذلك المبدأ كي يتمكن المستبدون من قتل معارضيهم تحت ذريعة قتل المرتد المخالف للقرءان، أمر غير مقبول لي على الاقل. اللهم احم بلادنا من صراعات الاخرين رغم ان اصحاب المصالح الشخصية جادون في ذلك.
سيدي محمد ولد جعفر