لقد تابعت باهتمام بصفتي المستشار الإعلامي لوزير الاقتصاد والمالية السيد المختار ولد اجاي وبصفتي صحفي مهتم بتمهين الحقل، ردود الفعل على التصريحات التي أدلى بها معالي الوزير خلال المؤتمر الصحفي يوم الخميس الماضي، ردا على سؤال حول موردي الدولة الذين كانوا يطالبون ببعض المتأخرات، وقد أثارت ردود الفعل على هذه الموضوع بالنسبة لي مجموعة من الملاحظات:
.1ـ جواب معالي الوزير لم يكن نابعا من فراغ، فكان رده على سؤال مقدم من طرف مورد كان يحاول الحصول على أموال الدولة بطريقة غير مشروعة واليوم يطرح الأسئلة عن موضوع هو طرف فيه بصفته صحفي فكان الرد على مورد و لا علاقة له مطلقا بالصحافة المهنية والجادة.
2ـ رد معالي الوزير تلخص في عرض واضح لمختلف المراحل التي مر بها الملف من بدايته إلى نهايته ـ يمكنكم الاطلاع على التفاصيل من خلال الإيجاز الصحفي الذي وزعته الوزارة ونشرته بعض المواقع الالكترونية كما تم بث نص التصريح كاملا ـ وفي نهاية العرض تحدث معالي الوزير عن محاولة الابتزاز التي تعرض ويتعرض لها حتى اللحظة من طرف هذا المورد وبمساعدة عدد من رفاقه في بعض المواقع الالكترونية التي تشن حملة منظمة بأسلوب مافيوي كان آخرها نشر التلفيقات حول مجريات المؤتمر الصحفي.
3 ـ من الجلي أن هذا المورد يستغل مهنة الصحافة لابتزاز معالي الوزير، وله إخوة في ذلك ، حيث انه يحاول ابتزازه بهدف إرغامه على دفع أموال غير مستحقة بناء على أوراق غير صحيحة متناسيا أن هذا الزمن قد ولى إلى غير رجعة.
4 ـ معالي الوزير عندما تحدث عن المال الذي منح للمورد كان يتحدث عن متسول يسأل الناس إلحافا وقد منحه الوزير المال شفقة عليه بعد أن استجداه بحجة الضائقة المالية التي يعاني منها، ومنحه مبلغا يمكنه من تسديد تأجير منزله لمدة ثلاثة أشهر دون أن يحدد ـ معالي الوزير ـ المبلغ بشكل دقيق في حين أن المورد هو من أعطي الرقم الحقيقي في أحاديثه الخاصة لرفاقه.
5 ـ إن فعل الخير لمن يعاني ضائقة مالية لا يمكن أن يصنف على أنه عمل غير شريف خصوصا أننا نعرف مدى انتشار ظاهرة التسول المؤسفة في المكاتب.
6 ـ اعبر عن استغرابي الكامل لصمت الروابط والنقابات الصحفية على الاستغلال الواضح لمهنة الصحافة بشكل مثير دون أن يثير لديها الأمر أي أدنى ردة فعل.
7ـ كما استغرب أيضا تبنى بعض المواقع الالكترونية الدفاع عن هذا السلوك المشين ومحاولة إلباس معالي الوزير تهمة تقديم الرشوة للتغطية على الحادث الأصلي دون أن يثير أسلوبها الفج أدنى استهجان من طرف الصحافة المهنية.
8ـ اشكر كل الصحفيين المهنيين والمدونين ـ رغم الضغوط التي يتعرضون لها بحجة الزمالة والعلاقات العائليةـ والذين عبروا عن استيائهم من هذا النوع من الممارسات التي يقوم بها البعض انتحالا باسم الصحافة، كما أحث البقية على الوقوف في وجه هذا المجموعة التي تمتهن الولوغ في أعراض الناس ولا أحد بمأمن من شرها دون بينة باستثناء امتهان اختلاق الأكاذيب السخيفة.
9ـ يؤسفني أن بعض الصحفيين والمدونين بدأت تنطلي عليه حيلة هذا المورد الذي يظهر نفسه بمظهر المسكين الذي سلبت حقوقه والحقيقة أنه مخادع، فما دام لديه حق ما الذي يمنعه من اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحقوقه؟
10ـ اتفهم أن العديد منا سيقرأ الموضوع يتجاوز إلى غيره لاعتقاده أن الحرب ليست حربه لكن الحقيقة أن الكل معرض لهذا، حيث أن هذه المجموعة تهاجم المسؤولين ورجال الأعمال والتجار وحتى نشطاء العالم الافتراضي عندما يدفع لها أحد مقابل ذلك، من هنا ادعوا كافة المدونين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي من مختلف المشارب أن يتناسوا خلافاتهم السياسية وأن يقفوا في وجه هذه المجموعة التي تسيء لمهنة الصحافة أولا ولسمعة البلد ثانيا وتشوه عالمنا الازرق بافتراءاتها، ولديها الاستعداد الكامل لمهاجمة من يرفض الخضوع لابتزازها بمعنى أن الجميع معرض لخطرها.
11ـ يؤسفني التردي الأخلاقي لبعض السياسيين الذين يستغلون هذا الموضوع للإساءة لمعالي الوزير في تعبير واضح عن الانهيار القيمي للعمل السياسي في البلد.
أحمد ولد محمدو
المستشار الاعلامي لوزير الاقتصاد والمالية