عرب الداعية التركي المعارض، فتح الله غولن، عن رفضه للاتهامات الموجهة له بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، معلنا استعداده لمواجهة حبل المشنقة في حال ثبوت ذلك.
.وقال غولن في حوار مع الـ"سي ان ان" من مقر إقامته في جبال بوكونو في بنسلفانيا الأمريكية، إنه يخشى لقاء ربه بحال دعم الانقلاب، ولكنه دعا بالمقابل الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الخوف من ملاقاة ربه بذنوبه، وفق تعبيره، واصفا العملية الانقلابية الفاشلة بأنها "سيناريو هوليوودي" فتح الباب أمام تنفيذ خطط الرئيس التركي.
وعن اتهامات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بصلاته المباشرة مع مخططي الانقلاب قال غولن "لتقم جهة دولية بالتحقيق في هذه المسألة بشكل معمّق، وإذا ما اكتشفت أنني قلت أي شيء لأحد شفهيا أو عبر اتصال هاتفي أو أن عشر التهم الموجهة بحقي صحيحة فسأحني عنقي، وأقول أنتم على حق ولتقتصوا مني وتشنقوني، ولكنني أقول بثقة إنني لم أتحدث مع أحد حول الانقلاب ولم اتصل بأحد هاتفيا".
وتابع غولن قائلا "لكن في خلفية الأحداث، ربما يكون هناك بعض السُذج الذين تعرضوا للخداع وهم من المتعاطفين معي أو يظهر أنهم كذلك أو أنهم وعدوا بالحصول على مكافآت إن قالوا أمورا معينة".
وأضاف أنه لا يعرف شيئا عن هؤلاء ولا يمكنه قول شيء عنهم، مؤكدا في السياق أن طرد الآلاف من وظائفهم بعد يوم واحد على الأحداث يمثل دليلا على القرارات الاعتباطية التي اتخذتها السلطات ويؤكد أنها كانت قد صنفتهم بشكل مسبق وحددتهم وكانت تنتظر وقوع سيناريو مشابه للعملية، مشيرا إلى أن ذلك ما يدل عليه المنطق والتفكير السليم.
ورفض غولن أي صلة بالانقلابيين الذين اعتقلوا رئيس الأركان وأي اتصال معه قائلا إنه يجب توجيه السؤال لرئيس الأركان، مشددا على أنه لا يعرفه عن كثب.
وعن الجهة التي نظمت الانقلاب قال غولن "وفقا للبعض، فإن القوى القومية المتطرفة خططت للانقلاب ووضعت بعض المتدينين في المقدمة من أجل تشويه صورتهم على أمل أن يساعدهم ذلك في حشد التأييد الشعبي، هذا ما قاله البعض"، مضيفا أن أردوغان قال بنفسه إن ما حصل كان أشبه بهبة من الله ستسمح له بالقيام بما يريد وبكل سهولة.
وعن إمكانية أن يكون أردوغان قد نظم بنفسه الانقلاب سرا صرح غولن "أظن أن مزاعم كهذه ستكون سخيفة ومهينة، وحتى لو كنت أمام عدوي الذي يريد أن يشرب من دمي فأنا أفضل أن ألقى ربي قبل أن أوجّه تهمة من هذا النوع فأنا أعلم أن الله سيحاسبني".
وبخصوص استعداده للعودة إلى تركيا قال غولن إن العودة إلى تركيا ستزيد من تعقيد الأمور وتجعلها مشكلة مستعصية الحل، مضيفا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لإثبات عُشر التهم الموجهة له.
ووجه غولن رسالة لأردوغان في ختام حديثه، قائلا: "أنا فقط أدعو له ألا يقابل ربه وهو يحمل كل تلك الذنوب التي ارتكبها".
المصدر: "سي إن إن