حاول رجل في أواسط عمره حرق نفسه، مساء السبت 30 يوليو/تموز، في مظاهرة احتجاجية وسط العاصمة الأرمينية يريفان.
.وأوردت وكالة تاس أن المشاركين في المظاهرة أطفؤوا ثياب الرجل المحترق وصبوا الماء على رأسه من قوارير بلاستيك، قبل نقله إلى المستشفى.
ويشارك أكثر من ألف شخص في نظمتها المعارضة الأرمينية وسط العاصمة، انطلقت عقب انتهاء مظاهرة بساحة الحرية قبالة مسرح الأوبرا في يريفان.
هذا وقامت الشرطة بإغلاق شارع برسبكت باغراميان وسط المدينة لمنع المحتجين المتظاهرين تضامنا مع مجموعة مسلحة تحتل أحد مراكز الشرطة في يريفان منذ أكثر من 10 أيام، من الوصول إلى مقر الرئاسة الأرمينية.
أرمينيا.. مقتل رجل أمن برصاصة قناص وسط يريفان
وفي وقت سابق من السبت أفادت الشرطة الأرمينية بأن رجل أمن قتل برصاصة قناص أطلقت من منطقة تسيطر عليها مجموعة معارضة مسلحة في العاصمة يريفان.
وأوضح المتحدث باسم الشرطة الوطنية، آشوت أغارونيان، أن أحد العاملين في قوات الشرطة "قتل بقنص من المنطقة المستولى عليها من قبل المجموعة المسلحة" مشيرا إلى أن رجل الأمن قُتل داخل سيارة كانت تقف على مسافة حوالي 400 متر من مبنى فوج الشرطة.
وفي وقت سابق من السبت، أمهلت هيئة الأمن القومي في أرمينيا المسلحين وقتا حتى الساعة 17:00 مساء (بالتوقيت المحلي) حتى يسلموا أنفسهم، متوعدة بإطلاق النار على المسلحين دون سابق إنذار في حال عدم امتثالهم لهذا الشرط. ومع ذلك فلم يقم الطرفان منذئذ بأي تحرك نشط.
إلى ذلك، فقد حظرت بلدية العاصمة كل الفعاليات الشعبية في منطقة الفوج المستولى عليه، مشيرة إلى اتخاذ أجهزة الأمن "إجراءات شاملة لضمان سلامة المواطنين والحفاظ على النظام العام" في هذه المنطقة.
وكانت مجموعة من المعارضين المسلحين تسللت، 17 يوليو/تموز، إلى داخل فوج شرطة المرور في يريفان حيث احتجزت عددا من الأشخاص خلال 6 أيام على التوالي، مطالبة برحيل الرئيس سيرغ سركيسيان والإفراج عن جرير سيفيلين، زعيم إحدى المنظمات المعارضة المتهم باقتناء وحيازة الأسلحة بطريقة غير شرعية.
سيفيليان: الشباب لن يستسلموا قبل لقائي مع رئيس الدولة
من جانبه، أصر جرير سيفيليان على لقائه مع أعضاء المجموعة المسلحة التي تحتل مبنى فوج شرطة المرور، ثم مع الرئيس سيرج سركيسيان، كشرط مسبق لإنهاء الأزمة.
وفي رسالة نشرت مساء السبت، كتب سيفيليان: "الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان باق على رأيه أن على المجموعة المسلحة إلقاء أسلحتها، وبعد ذلك فقط سيلتقي رئيس الجمهورية معي". مع ذلك، فلا يزال المعارض يعتقد أن لقاءه مع رئيس الدولة ضروري "من أجل إيجاد حل وسط".
ويتابع سيفيليان: "يجب أن ألتقي الشباب أولا، وفقط بعد ذلك مع سركيسيان، كي يكون ممكنا لهم أن يلقوا أسلحتهم نتيجة لذلك".
وكان ضابط رفيع المستوى، توسط في المفاوضات بين السلطة ومحتلي المبنى، أكد سابقا أن استسلام المجموعة المسلحة يبقى مشروطا بلقاء الرئيس الأرميني مع المعارض المعتقل، قائلا: "بعد ذلك سيكون سيرج سركيسيان جاهزا لدعوة سيفيليان من أجل إلقاء مزيد من الضوء على الوضع وآفاق تطوره".
وقتل أحد أفراد الشرطة وأصيب ستة أشخاص، بينهم خمسة شرطيين، بجروح، أثناء عملية الاستيلاء على مبنى إداري داخل أراضي الفوج.
وفي 23 من يوليو/تموز، وافق أعضاء المجموعة المسلحة، بعد مفاوضات مع السلطات، على إطلاق سراح الرهائن الأربعة الأخيرين، لكنهم رفضوا تسليم أنفسهم
واستخدمت الشرطة القوة، الجمعة، لتفريق محتجين متضامنين مع المجموعة المسلحة، حاولوا اختراق الطوق الأمني حول المبنى المستولى عليه، ما أسفر عن تضرر عشرات من الأشخاص، بمن فيهم صحفيون محليون وأجانب، بإصابات مختلفة. واحتجزت الشرطة 165 من المتظاهرين.
السفارة الأمريكية قلقة على حرية الصحافة في أرمينيا
وفي سياق متصل، أعربت السفارة الأمريكية في أرمينيا عن قلقها إزاء أعمال العنف التي تخللت تفريق المتجين من قبل قوات الأمن.
ودعت السفارة الحكومة الأرمينية إلى "اتخاذ خطوات فورية لمنع تكرار أحداث الليلة الماضية وتوجيه أجهزة الأمن بضمان حق مواطني الجمهورية في حرية التعبير والتظاهر السلمي"، مع دعوتها الموجهة إلى المتظاهرين "بتوخي المسؤولية لدى تحقيق حقهم في حرية التظاهر، والتحلي بضبط النفس وتجنب أي تصعيد حول مبنى الشرطة".
كما رحبت السفارة الأمريكية بجهود المسؤول عن حماية حقوق الإنسان في أرمينيا، لتوثيق حالات العنف في حق المتظاهرين والصحفيين، وتأمين الحماية القانونية لأشخاص محتجزين"، إضافة إلى وصف السفارة فتح التحقيق في حوادث العنف في حق الصحفيين بالـ "خطوة الإيجابية".
المصدر: وكالات