يقول الخمينى فى أحد خطاباته”سعيت إلى تصدير ثورتنا إلى العالم بأسره”..انطلاقا من هذه المقولة وضعت مخططات إيران الجهنمية لاحتلال منطقة الخليج العربي وجعلها منطلقا للتوسع والهيمنة
.ولهذا الغرض أنشأت حرسها الثوري للإشراف على إنشاء ونشرجماعات مذهبية طائفية تتحول إلى مليشيات تابايعة لها فى مختلف البلدان العربية مهيأة للتحرك فى الوقت المناسب من أجل تحقيق الأهداف التوسعية الإيرانية.
نجحت إيران فى نشر أذرعها العسكرية الإرهابية فى لبنان وسوريا والعراق واليمن ثم زرعت مائات الخلايا الإرهابية فى دول الخليج العربي لتنفيذ عمليات إجرامية تخريبية ورعت ودربت وسلحت التنظيمات المتطرفة لتجعل منها قوة ضاربة تهز استقرار المنطقة العربية وتحولها إلى ساحة حرب مدمرة لا تبقى ولا تذر.
ما ذكره القيادي الداعشى المعتقل فى الكويت على محمد عمر”أبو تراب”تحصيل حاصل..فعلاقة إيران بالإرهاب فى الشرق الأوسط من المسلمات التى لاتقبل الجدل..والتعاون بينها والجماعات المتطرفة يتجلى فى مظاهرعديدة وخاصة من خلال أذرعها العسكرية فى لبنان وسوريا والعراق واليمن حيث يتضح تبادل الأدوار واختيار الأهداف نفسها فى الهجمات الإرهابية وتجنب الصدامات المباشرة إلا فى حالات الضرورة لذر الرماد فى الأعين وتبادل المواقع فى انسحابات محسوبة كما وقع فى العراق حيث انسحبت قوات نوى المالكي دون قتال وما وقع فى سوريا حيث انسحب داعش من تدمر دون قتال أيضا وغير ذلك من مظاهر التنسيق.
لم يسجل التاريخ وقوع عملية إرهابية نفذتها التنظيمات المتطرفة داخل إيران رغم الاحتكاك اليومي الذى يفرضه وجودهما فى نفس المنطقة – إذ توجد تلك التنظيمات على أبواب إيران- لأن إيران ببساطة راع رئيسي لتلك التنظيمات حيث تشترك مع إسرائيل فى نفس المهمة بتنسيق كامل مكشوف و”الربح” مشترك:
1 – إسرائيل تربح تحويل الصراع العربي الصهيوني إلى صراع “إسلامي إسلامي”وإشغال العرب فى أنفسهم والاستفراد بفلسطين واحتلال المزيد من الأراضى العربية وبناء المستوطنات وتهويد القدس دون خوف ولا رادع.
2- إيران تربح إضعاف النسيج العربي بضربه من الداخل فى محاولة تفكيكه لتسهيل مهمة خلاياها النائمة والتمهيد لتدخل أذرعها العسكرية لتحقيق حلمها التاريخي باحتلال المنطقة العربية وخاصة بلاد الحرمين الشريفين.
هذه هي استراتيجية اللعب على مختلف الحبال التى تمارسها إيران للتدخل فى شؤون البلدان العربية وتحويلها إلى محميات فارسية يحكمها الحرس الثوري الإيراني من خلال حزب الله وحزب الدعوة وعصائب الحق والفاطميين ولواء الباقر والحوثيين وغيرها من المنظمات الإرهابية الإيرانية.
القيادي الداعشي”أبو تراب”أكد أنه اشترك فى العديد من الاجتماعات مع المخابرات الإيرانية والسورية ممثلا لداعش..ورغم أن هذا التصريح لايضيف جديدا-لأن اللعبة الإيرانية مع المتطرفين مكشوفة أصلا- إلا أن أهميته تكمن فى تفاصيل وإثبات إشراف إيران الفعلي على العمل الميدانى للمتطرفين بتدريبهم وتسليحهم ونقلهم إلى حيث ينفذون هجماتهم الإرهابية.
العمليات المتزامنة الثلاث التى نفذها الإرهابيون فى المدينة المنورة والقصيم وجدة وطريقة التنفيذ ونوعية وتشابه المواد المستخدمة كل ذلك يدل على أن العمليات جرت تحت إشراف وتأطير مخابراتي محترف لاتتوفر عليه الجماعات المتطرفة المحلية..والجهة الوحيدة التى لها علاقة بهذه الجماعات وتدعمها دعما مباشرا بكل الوسائل المادية والعسكرية واللوجستية هي إيران.
فإيران معروفة بمحاولاتها المتكررة التدخل فى الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية وما محاولتها تحويل موسم الحج إلى موسم سياسي تعمه الفوضى إلا جزءا من لعبة التدخلات لفرض هيمنتها وتوجهاتها على المنطقة وبالذات على بلاد الحرمين الشريفين وهوما رفضته المملكة العربية السعودية رفضا قاطعا مؤكدة أن أمن الحجيج فوق كل الاعتبارات وهو موقف استراتيجي مبدئي مشرف لحماية الحرمين الشريفين وحماية ضيوف الرحمن ووحماية السيادة الوطنية للمملكة وحماية الأمن الإقليمي من العبث الإيراني لأن أي اختراق لسيادة السعودية سينعكس بشكل مباشرعلى أمن الخليج وشبه الجزيرة العربية برمتها.
للوصول إلى الهدف المركزي الذى أعلنه الخميني-تصديرالثورة الإيرانية إلى العالم – خططت إيران معتمدة تأصيل المذهبية الطائفية فى دستورها وإرسال مليشياتها الإرهابية وعملائها لقتل الناس ونشر الخراب والرعب والتفرقة فى كل بلد استطاعت الوصول إليه..فهل نستوعب الدرس؟؟؟.