وجه رئيس اللجنة العسكرية السابق ”للخلاص الوطني” ولد هيدالة رسالة إلى جبهة البوليساريو بمناسبة مؤتمرها الاستثنائي من أجل اختيار من يحل مكان قائدها المرحوم محمد عبدالعزيز.
ومن صدف التاريخ أن يذكرنا تاريخ هذه الرسالة بانقلاب بعض الضباط على المرحوم الرئيس مختار ولد داداه لتدخل بلادنا دوامة لا تزال تعيش عواقبها الوخيمة ولعل من أخطرها ما يعرف اليوم بالإرث الانساني.
والله نحمد أن الشهادة تأتي من أهلها حتى لا تبقى حجة لمن كان دوما يدافع عن وطنية هذا الرجل الذي يعترف اليوم بولائه المطلق لقوم قتلوا وسجنوا ونكلوا بمواطنينا بل وحاولوا احتلال عاصمتنا ومع ذلك فهو يصفهم بالشهداء. أما أبناء هذا البلد الذين دافعوا عن الوحدة الترابية وأدوا بكل صدق وأمانة واجبهم الوطني لم يذكرهم أبدا ولم يثني عليهم قط مما ينم عن احتقاره لهذا الشعب و لقواته المسلحة.
والله نحمد حيث سيتأكد اليوم للبعض أن كفاح والدنا المرحوم محمد ولد عبدالقادر كان في محله وكان دفاعا عن استقلال هذا البلد وتحريره من قبضة أشخاص جعلوا مصالحهم القبلية والاديولوجية الضيقة فوق المصالح العليا للوطن.
ان أول قائد لجبهة البوليساريو المرحوم الولي مصطفى السيد قتل في ام التونسي 80 كم شمال انواكشوط على رأس أكبر قوات حشدتها الجبهة آنذاك من أجل غزو عاصمتنا انواكشوط لكن تصدى له أبطالنا وشهداءنا حيث تدخل قائد القوات المسلحة الجوية الموريتانية شخصيا المرحوم المقدم محمد ولد عبدالقادر على متن طائرته وفك الحصار عن قواتنا المطوقة على مشارف انواكشوط منقذا العاصمة من احتلال العدو. ففشلت تلك المحاولة التي بلا شك تعتبر أول محاولة لقلب نظام الحكم في موريتانيا بتواطئ مع جهات داخلية. فسبحان الله عدو الأمس أصبح شهيدا عندنا والمناضل الوفي الغيور على بلده بات خائنا و منبوذا. لكن التاريخ لا يرحم فهناك : ((رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ))، صدق الله العظيم.
ان هدف المرحوم الرئيس المختار ولد داداه في إعادة توحيد بلده كان مشروعا عظيما يحمله معظم الشعب الموريتاني وحق مشروع بين أناس يجمعهم الدين والأرض والعرق والثقافة. والرجال الذين قدموا أرواحهم من أجل هذه الأهداف هم الشهداء حقا وهم من يستحقون كل الإجلال والتقدير. أما التقسيم والفرقة والشتات هذه كانت ولازالت من أسمى أهداف أعداء هذه الأمة في إطار سياسة ” فرق تسد”.
نص رسالة ولد هيدالة إلى جبهة البوليساريو...اضغط⬇
http://www.spsrasd.info/news/ar/articles/2016/07/09/2941.htm
بقلم: أبي طالب بن عبد القادر